الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومكناسة بالمغرب، ونافسهم في ذلك زناتة، وكانوا من أكثرهم جمعا وأشدّهم قوّة فشمّروا له حتى ضربوا معهم بسهم، فكان لبني يفرن بالمغرب وإفريقية على يد صاحب الحمار، ثم على يد يعلى بن محمد وبنيه ملك ضخم. ثم كان لمغراوة على يد بني خزر دولة أخرى تنازعوها مع بني يفرن وصنهاجة. ثم انقرضت تلك الأجيال وتجرّد الملك بالمغرب بعدهم في جيل آخر منهم، فكان لبني مرين بالمغرب الأقصى ملك، ولبني عبد الواد بالمغرب الأوسط ملك آخر تقاسمهم فيه بنو توجين والفلّ من مغراوة حسبما نذكر ونستوفي شرحه، ونجلب [1] أيامهم وبطونهم على الطريقة التي سلكناها في أخبار البربر، والله المعين سبحانه لا رب سواه، ولا معبود إلّا إياه.
(الطبقة الأولى من زناتة ونبدأ منها بالخبر عن بني يفرن وأنسابهم وشعوبهم وما كان لهم من الدول بإفريقية والمغرب)
وبنو يفرن هؤلاء من شعوب زناتة وأوسع بطونهم، وهم عند نسّابة زناتة بنو يفرن بن يصلتين بن مسرا بن زاكيا بن ورسيك بن الديرت [2] بن جانا وإخوته مغراوة وبنو يرنيان وبنو واسين، والكلّ بنو يصلتين. ويفرن في لغة البربر هو القار [3] وبعض نسّابتهم يقولون: إنّ يفرن هو ابن ورتنيذ [4] بن جانا وإخوته مغراوة وغمرت ووجديجن. وبعضهم يقول يفرن بن مرّة بن ورسيك بن جانا، وبعضهم يقول هو ابن جانا لصلبه والصحيح ما نقلناه عن أبي محمد بن حزم.
(وأمّا) شعوبهم فكثير ومن أشهرهم بنو واركوا ومر نجيصة. وكان بنو يفرن هؤلاء لعهد الفتح أكبر قبائل زناتة وأشدّها شوكة، وكان منهم بإفريقية وجبل أوراس والمغرب الأوسط بطون وشعوب، فلمّا كان الفتح غشي إفريقية ومن بها من البربر جنود الله المسلمون من العرب فتطامنوا لبأسهم حتى ضرب الدين بجرانه، وحسن
[1] جلب جلبا: اجتمع (قاموس) .
[2]
وفي جمهرة أنساب العرب: الديديت (ص 496) .
[3]
وفي نسخة أخرى: الفار وفي النسخة الباريسية الغار.
[4]
وفي النسخة الباريسية: ونيتص، وفي نسخة أخرى: ونيتز، وفي جمهرة أنساب العرب ص 498:
ورنيد.
إسلامهم. ولمّا فشا دين الخارجية في العرب وغلبهم الخلفاء بالمشرق واستلحموهم نزعوا إلى القاصية، وصاروا يبثّون بها دينهم في البربر فتلقّته رؤساؤهم على اختلاف مذاهبه باختلاف رءوس الخارجية في أحكامهم من أباضية وصفريّة وغيرهما كما ذكرناه في بابه، ففشا في البربر وضرب فيه يفرن هؤلاء بسهم وانتحلوه وقاتلوا عليه.
وكان أوّل من جمع لذلك منهم أبو قرّة من أهل المغرب الأوسط. ثم من بعده أبو يزيد صاحب الحمار وقومه بنو واركوا ومرنجيصة. ثم كان لهم بالمغرب الأقصى من بعد الانسلاخ من الخارجيّة دولتان على يد يعلى بن محمد صالح وبنيه حسبما نذكر ذلك مفسّرا إن شاء الله تعالى
.