الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإخوة وأبناء العم، ويستولى على صولجان الحكم بوسعيد سنة 854 هـ-1450 م ويستقر زمام الحكم فى يده ويقتل فى حرب طاحنة مع أوزون حسن صاحب ديار بكر وأرمينية فى سنة 874 هـ/1469 م وتعود المملكة إلى الاضطراب. وقد استطاع شيبانى زعيم الأوزبك فى سنة 906 هـ/1500 م خلع بابر حفيد أبى سعيد عن عرشه فى سمرقند، فهاجر إلى الهند وأسس بها دولة المغول العظام.
وأما العراق وبغداد فعادتا بعد وفاة تيمور إلى أحمد بن أويس وتنشب حرب بينه وبين قرايوسف التركمانى صاحب تبريز ويخّر فى ميدانها صريعا سنة 813 وتقع العراق وبغداد فى قبضة التركمانيين بزعامة قرا يوسف حتى وفاته سنة 823 ويتوارثهما عنه أبناؤه وأحفاده، وفى أيامهم ودولتهم عمّهما الخراب لفساد حكمهم حتى ليقول ابن تغرى بردى: لا أعلم فى طوائف التركمان أقبح طريقة ولا أسو أسيرة من أولاد قرا يوسف وينتزعهما منهم فى سنة 872 هـ/ 1467 م أوزون حسن المار ذكره وكان تركمانيا واسع الطموح، فوضع نصب عينيه إنشاء دولة قوية لا يكتفى فيها بمقر حكمه وهو ديار بكر، بل تتسع لتشمل أرمينية وإيران والعراق، ودخل فى حروب طويلة مع العثمانيين. وفى هذه الأثناء كانت أسرة صوفية فى أردبيل قد أخذ نفوذها يتسع منذ عهد مؤسسها الشيخ إسحق صفى الدين، وبلغ حفيده خوجا على من الشهرة بالتقوى ما جعل تيمور لنك بعد انتصاره على بايزيد العثمانى يقف أردبيل وضواحيها عليه وعلى عقبه. وسرعان ما تحولت إلى ما يشبه إقطاعا لهم، وعقد أحد أحفاده المسمى حيدرا صلة وثيقة بينه وبين أوزون حسن، وزوّجه أوزون ابنته مارثا وأنجب منها ابنه إسماعيل الذى أتيح له أن ينشئ لأسرته الصفوية دولة وطيدة فى إيران.
الدولة الصفوية
(1)
كان حيدر بعيد النظر، فأعاد تنظيم طريقة آبائه الصوفية الشيعية على أسس جديدة، متخذا لها شعارا للرأس، أو بعبارة أخرى عمامة سمّيت تاج حيدر الأحمر، وهى عمامة ذات اثنتى عشرة ذؤابة رمزا إلى أن صاحبها شيعى إمامى اثنى عشرى. وما وافت سنة 888 هـ/1483 م حتى بدأ حملاته الحربية، فقاتل الجراكسة واشتبك فى سنة 894 هـ/1488 م فى حرب مع صهره يعقوب بن أوزون حسن وسقط قتيلا فى المعركة،
(1) انظر فى الدولة الصفوية تاريخ الموصل لصايغ وتاريخ بغداد وتاريخ الدولة الفارسية فى العراق لنعمان الأعظمى وأربعة قرون من تاريخ العراق لستيفن لونكريك ترجمة جعفر خياط (طبع بيروت) وتاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان، وإيران: ماضيها وحاضرها لدونالدولير.
وتوفى يعقوب بعده بنحو سنتين وتصارع أولاده واشتبكوا فى حروب دامية، مما أتاح الفرصة لأبناء حيدر كى يعود لهم نفوذهم من جديد.
وتطورت الظروف سريعا، بحيث لا نصل إلى أوائل القرن العاشر الهجرى حتى نجد إسماعيل بن حيدر يخرج بعد وفاة أخوين له كانا أكبر منه للمطالبة بثأر أبيه، ويمد سلطانه تدريجا على شيروان وأذربيجان ويأخذ فى تأسيس دولة فارسية وطنية ويستولى على تبريز فى سنة 908 هـ/1502 م ويتوج فيها ملكا (شاه) على إيران. وأعلن أن العقيدة الشيعية الإمامية الاثنى عشرية مذهب الدولة الرسمى. ولم يكتف بذلك فقد أكره الرعية على سب أبى بكر وعمر وعثمان. وأخذ يعدّ العدة لمنازلة مراد خان التركمانى صاحب بغداد والعراق، وكان قد هزم أخاه ألوند هزيمة ساحقة فى أذربيجان واستولى منه على فارس، وما توافى سنة 913 هـ/1507 م حتى يستولى من مراد على بغداد والعراق، ويفرّ مراد آخر سلاطين التركمان إلى السلطان سليم العثمانى. ومضى فى سنة 916 هـ/1511 إلى الشرق لمحاربة شيبانى زعيم الأوزبك والتقيا قرب مرو، ودارت الدوائر على شيبانى وجنده وسقط صريعا فى الحرب، وبذلك اتسعت مملكة إسماعيل، حتى امتدت من هراة شرقا إلى بغداد غربا، ووضح للعيان أنه لابد من الاصطدام بين دولة الشاه إسماعيل الصفوى الشيعى الإمامى وبين دولة السلطان سليم العثمانى السنى، وخاصة أن الشاه إسماعيل كان قد بالغ فى اضطهاد أهل السنة، مما جعل السلطان سليما يدعو إلى الجهاد ضد الشاه والشيعة. والتقى الجيشان الصفوى والعثمانى بالقرب من تبريز بوادى جالداران فى المحرم سنة 920 هـ/1514 م ومنى الشاه بهزيمة منكرة، وفتحت عاصمته «تبريز» أبوابها للسلطان سليم، واضطّر الشاه إسماعيل إلى أن يعقد معه صلحا، ولم يفكر بعد ذلك فى حرب العثمانيين إلى أن توفى سنة 930 هـ/1523 م وخلفه ابنه طهماسب وهو فى العاشرة من عمره، وطالت مدته فى الحكم اثنين وخمسين عاما امتلأت بالحروب المتصلة ضد أعدائه الشيبانيين فى الشرق والعثمانيين فى الغرب. واستطاع ذو الفقار خان رئيس قبيلة كردية أن يزحف على بغداد ويقتل حاكمها من قبل طهماسب سنة 930 وتظل فى حوزته حتى سنة 936 هـ/1529 م إذ استعادها طهماسب ومضى فى اضطهاد أهل السنة مما جعل السلطان سليمان العثمانى يوجّه فى أواخر سنة 940 هـ/1534 م حملة إلى تبريز، فتستولى عليها، ويتجه هو إلى بغداد فيدخلها فى أول المحرم سنة 941. وبذلك ينتهى عهد الدولة الصفوية فى العراق.