الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقيدتهم السنية، وهى منبثة فى تراجم فقهائهم مثل كتاب عمدة الأدلة لأبى الوفاء بن عقيل وله أيضا كتاب الإرشاد فى أصول الدين والانتصار لأهل الحديث ونفى التشبيه، ومرّ بنا بين فقهاء الحنابلة ابن أبى يعلى الفراء، وله إيضاح الأدلة فى الرد على الفرق الضالة المضلة، وشرف الاتباع وسرف الابتداع.
وكان للشيعة مباحثهم فى العقيدة وعلم الكلام، وكتبهم الأساسية التى يعدونها أصول عقيدتهم الإمامية هى-كما أسلفنا-كتاب الكافى فى علم الدين للكلينى وكتاب من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمى وكتابا الاستبصار وتهذيب الأحكام للطوسى.
5 - التاريخ
ظلت كتابة التاريخ ناشطة فى بغداد على نحو ما رأينا فى العصرين: العباسى الأول والعباسى الثانى، وقد مضت تتناول التاريخ العام أو التاريخ الخاص أو تاريخ المدن أو تاريخ الرجال فى الحديث أو الأعيان عامة أو العلماء من كل صنف أو الشعراء أو الأدباء أو سير رجال بذاتهم. وكتب التاريخ العام منها ما هو ذيل على كتب سابقة، ومنها ما هو مستقل ويشتهر فى أوائل العصر كتاب تجارب الأمم لابن مسكويه وهو تاريخ عام، وسنقف عنده فى حديثنا فى الفصل الأخير من هذا القسم ويشتهر أبو (1) شجاع وزير الخليفة المقتدى المتوفى سنة 488 بذيل له على هذا الكتاب وهو مطبوع. ويلقانا فى القرن السادس كتاب المنتظم فى تاريخ الأمم لابن (2) الجوزى المتوفى سنة 597 وهو تاريخ عام يبتدئ بأول الخليقة حتى آخر أيام المستضئ بالله العباسى، وهو مرتب على السنوات مثل الطبرى، وعادة يذكر فى كل سنة أحداثها ثم من قضى نحبه فيها مرتبين على حروف الهجاء، وهو يعنى خاصة ببغداد وأخبارها، مما يتيح لتصور تاريخها السياسى والاجتماعى تصورا بيّنا. وجاء بعده كتاب الكامل فى التاريخ لعز (3) الدين بن الأثير على
(1) انظره فى المنتظم 9/ 90 والخريدة قسم العراق 1/ 77 والوافى 3/ 3 والسبكى 4/ 136 وابن خلكان 5/ 134.
(2)
ترجم ابن الجوزى لنفسه فى سياق رسالة نصح فيها ابنه سماها: «لفتة الكبد إلى نصيحة الولد» وهى مطبوعة، وانظر فيه ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب وابن خلكان 3/ 140 والنجوم الزاهرة فى سنة 597 والشذرات 4/ 329 وغير الذهبى 4/ 297 وكتابنا الترجمة الشخصية ص 45.
(3)
راجعه فى ابن خلكان 3/ 348 وغير الذهبى 5/ 120 والشذرات 5/ 137 والسبكى 8/ 299 والنجوم الزاهرة 6/ 281.
ابن محمد المتوفى سنة 630 وهو أنفس كتاب فى التاريخ الإسلامى حتى سنة 628 وهو مرتب على السنوات، وقدم له بتمهيد طويل عن تاريخ الفرس والروم وعرب الجاهلية، وتحدث حديثا مسهبا عن أيام العرب القديمة ووقائعهم قبل الإسلام. وجرّده من السند، ودعاه ذلك إلى أن يقرأ روايات الخبر الواحد فى تاريخ الطبرى ويقارن بينها ويستخلص الحقيقة التاريخية منها استخلاصا رائعا. ومضى بحسّه التاريخى الدقيق يعرض أحداث التاريخ إلى منتهى الكتاب، وبذلك أدّى خدمة جليلة للتاريخ الإسلامى، بل خدمة رائعة.
وله كتاب تاريخ دولة أتابكة الموصل وهو مطبوع. وخلفه سبط (1) ابن الجوزى المتوفى سنة 654 صاحب كتاب «مرآة الزمان فى تاريخ الأعيان» وهو كتاب ضخم كان يقع فى أربعين مجلدا، واشتهر بذكره لمناكير الأخبار، ويقول الذهبى إنه يترفض فى تاريخه وقد نشر منه بحيدر آباد قسمان من الجزء الثامن طبعا بمطبعة دائرة المعارف العثمانية.
ومن كتب التاريخ العام تاريخ مختصر الدول لابن العبرى (2) المتوفى سنة 685 كتبه بالسريانية ثم ترجمه إلى العربية وهو مطبوع بالمطبعة الكاثوليكية ببيروت. ومن هذه الكتب كتاب الفخرى فى الآداب السلطانية والدول الإسلامية لابن الطقطقى (3) المتوفى سنة 709 وقد سماه الفخرى نسبة إلى لقبه، جعل له مقدمة فى السياسة والسلطان، ثم أخذ يتابع تاريخ الدولة الإسلامية حتى غزو التتار لبغداد، ويعنى فيه عناية خاصة بوزراء كل خليفة وهو مطبوع مرارا.
وبجانب هذه الكتب التاريخية العامة نلتقى فى أواسط القرن الرابع الهجرى بكتاب التاجى فى تاريخ الدولة البويهية، وقد بنى على السجع، وبذلك سنّ مؤلفه أبو إسحق الصابئ المتوفى سنة 384 لبعض المؤرخين سنة سيئة أن يهتموا بتنميق العبارات لا بالتحليل التاريخى كما صنع معاصره ابن مسكويه. ويصنف بعده العماد الأصبهانى كتابا فى تاريخ السلاجقة يسميه نصرة الفطرة وسنترجم له فى مصر. ويعنى ابن الساعى المار ذكره المتوفى سنة 674 بكتابة تاريخ الدولة العباسية ويؤلف فى ذلك تاريخا جامعا ثم يجعل له ملخصا باسم الجامع المختصر وقد نشر له الدكتور مصطفى جواد ببغداد الجزء التاسع من هذا الجامع المختصر، ونشر له بدار المعارف بالقاهرة كتابه «نساء الخلفاء» ويمكن أن نلحق بهذه
(1) انظره فى ابن خلكان فى ترجمة جده 3/ 142 والنجوم الزاهرة 7/ 39 والشذرات 5/ 266 والجواهر المضية 2/ 230 والفوائد البهية 96.
(2)
انظر فيه كتابا مطبوعا باسمه فى بيروت وبروكلمان 6/ 149.
(3)
انظر فيه العزاوى 1/ 264 ودائرة المعارف الإسلامية وما بها مصادر.
الكتب الخاصة بالتاريخ السياسى كتاب الوزراء لهلال (1) بن المحسن الصابئ المتوفى سنة 448 وقد طبعت منه قطعة فى مجلد كبير خاصة بوزارة المقتدر، وهى حافلة بالأخبار السياسية والأجتماعية والاقتصادية. وأيضا يمكن أن نلحق بكتب التاريخ السياسى ترجمة بهاء (2) الدين ابن شداد لصلاح الدين بطل حطّين وقد سماها النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، وهو موصلى تعلم فى بغداد وعين معيدا بها فى المدرسة النظامية، ثم تركها إلى نظامية الموصل، والتحق بخدمة صلاح الدين، وظل يتولى القضاء فى بعض مدن الشام حتى توفى سنة 632. وعلى غرار سيرته صنع بعض المؤرخين العراقيين سيرة للخليفة الناصر معاصر صلاح الدين.
وعنى بعض المؤرخين بتاريخ المدن، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادى السابق ذكره والمتوفى سنة 463 تحفة نفيسة، وقد جعل مقدمتها فى مجلد يشتمل على اسم بغداد وتاريخ بنائها وأحيائها الغربية والشرقية وقصورها ومساجدها وكل ما يتصل بها وأفرد بعد ذلك ثلاثة عشر جزءا لكل من عاش فيها من الأعيان والعلماء والأدباء. كتاب لا نظير له بين كتب التاريخ الخاصة بالمدن. ولابن النجار (3) المؤرخ المتوفى سنة 643 ذيل عليه فى 30 مجلدا واختصره ابن الدمياطى باسم المستفاد من ذيل تاريخ بغداد وفى دار الكتب المصرية نسخة من هذا الذيل بخط مؤلفه. ويذكر ابن خلكان أن لابن (4) الدّبيثى المتوفى سنة 637 تاريخا لمدينة واسط، وأهم من ذلك أن له ذيلا على تاريخ بغداد للسمعانى ترجم فيه للمتوفّين ببغداد بعد سنة 550 إلى أيامه. وللذهبى انتقاء من هذا الذيل باسم المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ ابن الدبيثى نشر منه الدكتور مصطفى جواد جزءين ببغداد. ولابن المستوفى المبارك بن أحمد المار ذكره بين شراح المتنبى تاريخ إربل.
وتلقانا كتب مختلفة للصحابة ورجال الحديث، من أهمها أسد الغابة فى معرفة الصحابة لعز الدين بن الأثير الجزرى المار ذكّره، وهو معجم أبجدى لتراجمهم، وهو مطبوع فى خمسة مجلدات. وله كتاب اللباب مختصر كتاب الأنساب للسمعانى وهو مطبوع. وألف الدارقطنى كتابا سماه «المختلف والمؤتلف» وقد جمع بينه الخطيب البغدادى
(1) راجعه فى تاريخ بغداد 14/ 76 والمنتظم 8/ 176 ومعجم الأدباء 19/ 294 وابن خلكان 6/ 101.
(2)
انظره فى ابن خلكان 7/ 84 وعبر الذهبى 5/ 132 ومرآة الجنان 4/ 82 والشذرات 5/ 158 والسبكى 8/ 360.
(3)
راجعه فى تذكرة الحفاظ 4/ 212 ومعجم الأدباء 19/ 49 والشذرات 5/ 226 والسبكى 8/ 98 والفوات 2/ 522
(4)
انظره فى ابن خلكان 4/ 394 وعبر الذهبى 5/ 154 والسبكى 8/ 61 والوافى 3/ 102 وطبقات القراء 2/ 145 والشذرات 5/ 185 ومرآة الجنان 4/ 95.
وبين مشتبه النسبة لعبد الغنى بن سعيد، وزاد عليهما وسمى كتابه «المؤتنف تكملة المختلف» .
ثم جاء بعده أبو نصر بن ماكولا-كما مر بنا-وزاد على هذا الكتاب زيادات فى كتاب مستقل سماه الإكمال، ومر بنا مديح ابن خلكان له وثناؤه عليه وأن ابن نقطة جعل له ذيلا لم يقصّر فيه. ولابن النجار كتب مختلفة فى الرجال، منها: المؤتلف والمختلف؛ والمتفق والمفترق فى نسبة المحدثين إلى الآباء والبلدان وكتاب جنّة الناظرين فى معرفة التابعين.
وللزين العراقى المتوفى سنة 806 ذيل طويل على الذهبى فى الرجال.
وهناك كتب كثيرة وضعت فى تراجم العلماء والأدباء من كل صنف. ومن الكتب الجامعة لكل فروع الحركة العلمية والأدبية والفلسفية والمأثورات المترجمة عن الهند والفرس واليونان كتاب الفهرست لابن النديم وسبق أن تحدثنا عنه فى غير هذا الموضع، ونتحدث الآن عن كتب التراجم العلمية والأدبية ونبدأ بما وضع فى الفقهاء بعامة مثل كتاب أبى إسحق الشيرازى أول المدرسين فى نظامية بغداد المتوفى سنة 476 وقد ضم فى كتابه إلى فقهاء المذاهب الأربعة فقهاء المذهب الظاهرى. وأول من وضع كتابا فى طبقات الشافعية أبو حفص عمر المطوعى المتوفى سنة 440 سماه «المذهب فى فقهاء المذهب» ، ووضع فيهم أبو النجيب السهروردى البغدادى المتوفى سنة 632 مختصرا، ثم ألف فيهم إسماعيل بن هبة الله بن سعيد بن باطيش (1) الموصلى المتوفى سنة 655 وهو أحد مصادر السبكى فى طبقات الشافعية. واهتم الحنابلة بالكتابة فى تراجم فقهائهم، من ذلك كتاب طبقات الحنابلة لابن أبى يعلى الفراء الذى مرّ ذكره، ووضع له ابن رجب (2) البغدادى ذيلا طويلا فى مجلدين، وقد توفى سنة 795. وعنى الشيعة بالكتابة فى رجالهم، وكتاب الرجال للنجاشى أحمد بن على المتوفى سنة 450 مشهور وهو مطبوع.
ووضع أحمد بن بختيار الواسطى المتوفى سنة 552 كتابا (3) فى القضاة. ومما وضع فى اللغويين والنحاة كتاب أخبار النحويين البصريين للسيرافى وكتاب نزهة الألباء لابن الأنبارى وهما منشوران. ومن كتب التراجم المبكرة كتاب صوان الحكمة لأبى سلمان المنطقى السجستانى المار ذكره وهو فى تاريخ الأطباء والفلاسفة وقد نشر منتخب له فى طهران حققه الدكتور عبد الرحمن بدوى، وهو موزع على قسمين: قسم خاص بفلاسفة اليونان وأطبائهم وقسم خاص بالمشتغلين بالفلسفة فى الإسلام، وهو كتاب نفيس.
ووضعت فى الشعر والشعراء كتب كثيرة منها كتاب المختلف والمؤتلف فى أسماء الشعراء
(1) انظره فى السبكى 8/ 131 والشذرات 5/ 267 والعبر 5/ 221
(2)
راجعه فى الدرر لابن حجر 2/ 428
(3)
انظره فى معجم الأدباء 2/ 231 والسبكى 6/ 14
للآمدى المارّ ذكره، وكتاب معجم الشعراء للمرزبانى معاصره صاحب كتاب الموشح، وقد نشرت منه قطعة، ووضع أبو المعالى (1) الحظيرى المتوفى سنة 568 كتابا فى الشعراء على غرار دمية القصر للباخرزى ويتيمة الدهر للثعالبى سماه زينة الدهر وعصرة أهل العصر فى ذكر لطائف الشعراء، ووضع بعده العماد الأصبهانى دائرة معارف كبرى فى شعراء العالم العربى سماها خريدة القصر وجريدة العصر». ويشتهر ابن الجوزى بكتابه فى الصوفية «صفة الصفوة» وهو مطبوع فى أربع مجلدات وله كتاب فى الأذكياء وكتاب فى الظرفاء وكتاب فى أخبار المغفلين. ولياقوت الحموى البغدادى المار ذكره كتاب معجم الأدباء وهو مطبوع فى عشرين جزءا ذكر فيه أخبار اللغويين والنحويين والقراء والمؤرخين والكتاب والمؤلفين ولابن الشعار (2) الموصلى المتوفى سنة 654 كتاب فى شعراء القرن السابع سماه «عقود الجمان فى شعراء الزمان. ولابن الفوطىّ المار ذكره (3) المتوفى سنة 723 كتاب الدرر الناصعة فى شعراء المائة السابعة، وله معجم رتّبه حسب الألقاب، نشر منه مصطفى جواد الجزء الرابع الأقسام (1 - 4) ونشر القاسمى فى لاهور الجزء الخامس. واشتهر ابن (4) خلكان الموصلى المتوفى سنة 681 بكتابه «وفيات الأعيان» وهو غاية فى الدقة والتحرى.
(1) راجعه فى معجم الأدباء 11/ 194 وابن خلكان 2/ 366 وخريدة القصر (قسم العراق) 4/ 1/28.
(2)
من كتابه مصورة بمعهد المخطوطات بالجامعة العربية.
(3)
انظره فى تذكرة الحفاظ 4/ 274 والدرر الكامنة 2/ 474.
(4)
انظر فى ابن خلكان العبر 5/ 334 وفوات الوفيات 1/ 100 والسبكى 8/ 33 والشذرات 5/ 371 ومرآة الجنان 4/ 193 والنجوم الزاهرة 7/ 353 والوافى بالوفيات 7/ 308 وحسن المحاضرة للسيوطى (طبعة محمد أبو الفضل إبراهيم) 1/ 555 والدارس فى تاريخ المدارس للتميمى (طبع دمشق) 1/ 191 وروضات الجنات 87 وراجع ترجمته فى أول الجزء السابع من كتابه وفيات الأعيان.