الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن إسماعيل الخروصى سنة 906 وهزم هزيمة لم تقم له بعدها قائمة. وانسحب النبهانيون إلى الجبل الأخضر.
وتصبح عمان تابعة للإباضية، ويستردها سلطان بن محسن النبهانى سنة 964 ويتوالى عليها حكام نبهانيون، حتى يستولى عليها منهم الإمام الخارجى ناصر بن مرشد اليعربى (1024 - 1050 هـ) وكان البرتغاليون قد غزوا عمان سنة 913 واستولوا على بعض شواطئها، فأخذ يناوشهم، وظلت مدينتا صحار ومسقط فى أيديهم وقيل بل سقطت فى يده صحار، وخلفه سلطان بن سيف اليعربى (1050 - 1091 هـ) وهو أهم اليعربيين وأبعدهم شهرة إذ استطاع أن يطرد البرتغاليين من مسقط وصحار وبذلك طهّر البلاد منهم. وبنى لعمان أسطولا ضخما حطم به أسطول البرتغال وسيطر على شواطئ إفريقيا والهند، وكانت تتبعه ممباسة فى كينيا على ساحل إفريقيا الشرقى وجزيرة زنجبار (1) وجزيرة سقطرة فى بحر العرب، غير أن أسرته ضعفت بعده.
وتخلف أسره اليعربيين فى حكم عمان أسرة البوسعيديين على يد مؤسس دولتهم أحمد بو سعيد الذى جمع زمام الحكم فى عمان جميعها بيده سنة 1154 هـ/1741 م ورد الفرس على أعقابهم سنة 1163 هـ/1749 م حين حاولوا غزو بلاده. ومن حكام هذه الأسرة البوسعيدية سعيد بن سلطان الذى ولى عمان سنة 1221 هـ/1806 م وظل فى الحكم خمسين عاما. وقبيل عهده استقلت عن عمان رأس الخيمة فى مدخل الخليج العربى بزعامة القواسم، وكانت إمارتهم تمتد من مسقط إلى قطر فتشمل الشارقة وكانت عاصمتهم.
وأخذ الأسطول الإنجليزى يظهر فى هذه الأنحاء، فكان القواسم يقاومونه مقاومة عنيفة.
وسرعان ما تزعم «دبىّ» آل بوفلاسا سنة 1249 هـ/1833 م كما تزعم «أبو ظبى» آل فلاح وظلت أسرة البوسعيديين تحكم عمان إلى اليوم وتخلت منذ قيامها عن لقب الإمامة واكتفت بالسلطة الزمنية واستطاع الإنجليز منذ سنة 1224 هـ/1809 م أن يقيموا لهم حاميات على شواطئ عمان، وظلوا بها إلى أن أرغموا على الخروج منها نهائيا.
البحرين ودولها
(2)
يقول ياقوت: «البحرين» اسم جامع لبلاد واسعة على ساحل البحر الواقع بين جزيرة
(1) زنجبار: جزيرة صغيرة بالقرب من ساحل تنزانيا سكانها عرب مهاجرون من منطقة الخليج العربى وكانت تتبع عمان غير أنها كانت تتمتع باستقلال ذاتى.
(2)
انظر فى البحرين ودولها تاريخ ابن الأثير والجزء الرابع من تاريخ ابن خلدون ومعجم البلدان لياقوت فى مواضع متفرقة وصبح الأعشى والضوء اللامع فى =
العرب وبلاد فارس تمتد من البصرة شمالا إلى عمان جنوبا ومن صحراء الدّهناء غربا إلى البحر (خليج العرب) شرقا. وهى بذلك كانت تشمل إقليم قطر والإقليم الشرقى للمملكة العربية السعودية الآن المشتمل على الأحساء والقطيف وهجر، ومجموعة من الجزر (البحرين الحالية) أكبرها جزيرة أوال ومساحتها نحو خمسة وثلاثين ميلا طولا ونحو عشرة أميال عرضا.
وقد سيطر القرامطة على هذا الإقليم مدة متطاولة من الزمن، إذ غلب عليها بنو الجنّابى بقيادة أبى سعيد سنة 286 للهجرة وقد بدأ بالاستيلاء على القطيف. وفى سنة 287 غلب على هجر، وسرعان ما تم له الاستيلاء على الإقليم جميعه ونشر فيه عقيدته القرمطية. وقد تحدثنا فى العصر العباسى الثانى عن هذه العقيدة وعن أبى سعيد وابنه أبى طاهر وإغارته على مكة واستباحته دماء الحجاج، واقتلاعه الحجر الأسود ونقله إلى بلاده، ونهبه ما كان بالكعبة من تحف. ولما رجع إلى البحرين رماه الله فى جسده، حتى طال عذابه وتقطعت أوصاله وأطرافه وهو ينظر إليها، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى. وفى سنة 339 ردّ الحجر الكريم إلى موضعه. وفى عقيدتهم-كما صورناها فى كتاب العصر العباسى الثانى-ضلال كثير. ويبدو أن علاقتهم بالفاطميين-وكانوا لا يزالون فى المهدية بجوار تونس-أخذت فى الفتور. حتى إذا كانت سنة 358 قطعوا علاقتهم بهم وأعلنوا خضوعهم للدولة العباسية. ومن أهم أمرائهم الحسين بن أحمد الملقب بالأعصم حفيد أبى طاهر، وكان فارسا وشاعرا مجيدا تولى بعد أبيه سنة 359 واتفق فى السنة التالية مع الخليفة العباسى المطيع لله على محاربة الفاطميين، فأمده بالمال والسلاح، وزحف على الشام تحت الرايات السود شعار الدولة العباسية، وبذلك تنكر نهائيا للمذهب الإسماعيلى الفاطمى أساس عقيدته القرمطية، وقد استطاع الاستيلاء على دمشق والرملة، واتجه بجيشه نحو مصر، والتقى بالفاطميين وعساكرهم المغاربة فى عين شمس، وكاد ينتصر عليهم لولا خروج بعض قواده عليه وانضمامهم إلى الفاطميين، فعاد إلى الشام ومنها إلى البحرين. ومر بنا فى حديثنا عن نجد نقل العزيز الفاطمى لجنده من بنى سليم وبنى هلال بن عامر إلى الصعيد وانتقالهم منها فيما بعد إلى المغرب. وفى سنة 365 عاد الأعصم إلى الشام لمساعدة أفتكين الرومى مولى البويهيين ضد جوهر الصقلى القائد الفاطمى، ولكن الموت عاجله بالرملة سنة 366.
= أعيان القرن التاسع للسخاوى وديوان ابن مقرب العيونى وتحفة المستفيد بتاريخ الأحساء فى القديم والجديد للشيخ محمد بن عبد الله آل عبد القادر (طبع الرياض) وساحل الذهب الأسود لمحمد سعيد المسلم (نشر دار مكتبة الحياة ببيروت) ومقدمة تاريخ العرب الحديث 1/ 249 وما بعدها.
وتولى أمر القرامطة بعده ستة نفر، وأخذت دولتهم فى الاضمحلال. ولا نصل إلى سنة 378 حتى يجمع شخص يسمى الأحيفر من بنى المنتفق بن عامر بن عقيل جمعا كبيرا، وينازل به القرامطة، ويستولى منهم على القطيف، ولا تقوم لهم بعد ذلك قائمة.
وعمّت الفوضى فى البحرين إلى أن غلب عليها نهائيا الأصفر بن أبى الحسن الثعلبى سنة 398 وكان يخطب للطائع العباسى، واستقرت الدولة له. واختلفت فى أيامه قبيلة بنو ثعلب مع بنى عقيل، فأخرجوهم من ديارهم إلى العراق، وطالت أيام الأصفر، واتسع به طموحه، فحاول التغلب على الجزيرة والموصل، ونازله بنو عقيل هناك سنة 438 وعاد إلى البحرين ووافاه أجله. وبقى الملك فى البحرين بعده متوارثا فى بنيه إلى أن ضعفوا وتلاشوا.
وتخلفهم دولة بنى العيونى بزعامة مؤسسها عبد الله بن على. إذ استطاع الاستيلاء على البحرين بمساعدة ملكشاه السلجوقى سنة 466 وقد جعل همه القضاء على البقية الباقية من دعوة القرامطة، وكان لا يزال لها فى البحرين أتباع كثيرون. وتوفى سنة 500 للهجرة، فخلفه ابنه الفضل إلى سنة 507 ووليها بعده ابنه محمد المكنى بأبى سنان حتى مقتله سنة 525 وكان ذلك فاتحة عهد سيئ من المنازعات بين أبناء الأسرة. ووليها بعده ابنه أبو فراس غرير، وولى الأحساء فى أيامه عمه عبد الله بن على وولى ابنه أبو الحسن القطيف. والمصدر الوحيد لتاريخ هذه الأسرة ديوان ابن المقرب الذى يقدم لنا تفاصيل كثيرة عن ولاة البحرين العامّين من العيونيين وولاة مدنها المختلفين. ويختلط بعضهم ببعض فى الديوان، ومن أهمهم محمد بن أبى الحسين الذى تولى زمام الأمور فى البحرين سنة 584 وقد استطاع أن يفرض نفوذه على قبائل نجد مما جعل الخليفة الناصر (575 - 622 هـ) يعهد إليه بخفارة الحاج من بغداد إلى مكة ذهابا وإيابا وفرض له نظير ذلك ألفا وخمسمائة حمل حنطة وشعير وأرز وتمر وألفا ومائتى ثوب أكثرها من الإبريسم. وسمع فى سنة 598 بأن بعض عشائر من طيئ تتجمع فى طريق مكة لقطع الطريق على الحجاج، فنكل بهم تنكيلا شديدا. وجمعوا له جموعا كثيرة ولكنه أنزل بهم هزيمة ساحقة، مما جعل جميع قبائل نجد تدين له بالولاء كما جعل الأمن يعم الجزيرة. ويغتال سنة 603 ويخلفه غرير بن الحسن بن شكر، ويسلبه الإمارة الفضل بن محمد بن أبى الحسين ويفتك به ثأرا لأبيه. وتكثر الخلافات والحروب بين أبناء الأسرة، وتأخذ فى الضعف تدريجا، ويستولى أبو بكر بن سعيد أحد ملوك فارس على جزيرة أوال (البحرين الحالية) سنة 633 ويكون ذلك إيذانا بانتهاء دولة العيونيين.
ويغلب على البحرين بعد هذه الدولة دولة بنى عصفور من بنى عامر بن عوف العقيليين، وتتوطد العلاقة بينهم وبين سلاطين مصر المماليك بعد هزيمتهم للتتار، ويقدم منهم وفد على السلطان بيبرس فيكرم وفادته، ويظلون يفدون على المماليك. وعلى رأس سنة سبعمائة للهجرة ينتقل ملك البحرين إلى سعيد بن مغامس من بنى جبر، وينتزعها منه بنو جروان من بنى عامر بن عوف العقيليين ويظلون يحكمونها حتى سنة 821 وفى عهدهم استولى المغول على جزيرة أوال وظلت فى أيديهم مدة.
ويعود بنو جبر إلى الاستيلاء على البحرين، إذ خلّصها من بنى جروان سيف بن زامل، واتسع نفوذه فى نجد، وخلفه أخوه زامل ثم ابنه أجود. ودبّ الشقاق بين أبناء الأسرة، فأخذها منهم راشد بن مغامس. وفى هذه الأثناء وفى غفلة من حكام البحرين استولى البرتغاليون فى سنة 922 على جزيرة أوال (البحرين الحالية) والقطيف وقطر، وظلوا بتلك الديار حتى طردتهم منها الدولة العثمانية وسرعان ما استولت على الأحساء سنة 963.
وقد انفصلت قطر عن البحرين قبيل نهاية القرن العاشر الهجرى بزعامة آل ثانى، وكانوا من يبرين، فزاحموا قبيلة عبد القيس وتغلبوا عليها. أما بقية البحرين الشاملة حسب اصطلاح هذا العصر للأحساء والقطيف أو بعبارة أخرى للإقليم الشرقى من المملكة العربية السعودية، والشاملة أيضا لجزيرة أوال فقد قام عليها بنو خالد منذ سنة 1081 واستولى عباس الصفوى على أوال سنة 1092 وظلت تابعة للدولة الصفوية حتى سنة 1123 واستولى عليها بعد ذلك نادر شاه ملك فارس سنة 1150 واستخلصها سنة 1197 هـ/1782 م أحمد بن محمد بن خليفة من أهل الزبارة ولا تزال أسرته تحكمها إلى اليوم، ووقّع أحدها وهو الشيخ محمد بن خليفة معاهدة مع الإنجليز سنة 1284 هـ/1867 م دخلت أوال (البحرين الحالية) بمقتضاها فى حمايتهم إلى أن استقلت أخيرا.
وظل يلى الأحساء والقطيف بنو خالد منذ سنة 1081 كما أسلفنا، وكان أول من وليهما منهم براك بن غرير حتى وفاته سنة 1093، وخلفه ابنه أو أخوه محمد على اختلاف فى الروايات، فسعدون بن محمد، فسليمان أخوه المتوفى سنة 1166 ووليهما بعده عرعر، فابنه بطين، فأخوه دجين، فأخوهما سعدون، فأخوهم دويحس وقد اشتبك مع سعود ابن عبد العزيز سنة 1204 هـ/1789 م فى حروب رجحت فيها كفة سعود. وتتطور الظروف وتنشب الحرب بين محمد على والسعوديين. ويعود بنو خالد إلى حكم الأحساء والقطيف، غير أن الحاكم السعودى تركى بن عبد الله يضطرهم إلى تسليمهما سنة