الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما عقد بابًا للقياس، فعرَّفه وبيَّن أركانه وشروطه، وتحدَّث عن العلة ومسالكها، وتقسيم القياس إلى جلي وخفي، وحكمه، وما لا يدخله القياس، وتحدَّث عن الاعتراضات وقوادح العلة.
وعقد بابًا للاستدلال، وفصلا عن الاستصحاب، وآخر عن شرع من قبلنا، وثالث عن الاستقراء، ورابع عن مذهب الصحابي، والتابعي، ومثله للاستحسان، وسد الذرائع، والمصالح المرسلة، وبعض أدلة الفقه.
وعقد بابًا للاجتهاد، فبيَّن معناه وشروطه، وتكلَّم عن تجزئه، وحكم تغيُّرِه، والتقليد وما يجوز فيه وما لا يجوز، ومن الذي يستفتيه العامي، وشروط المفتي وآداب الإفتاء، وحكم التمذهب بمذهب معين، وحكم تتبع الرخص، ومتى يلزم العمل بالفتوى، وآداب المستفتي.
وأخيرًا عقد بابًا لترتيب الأدلة والترجيح، فبيَّن المرجحات بأنواعها، وتحدَّث عن تعارض المعقولين وطرق الترجيح بينهما، وبيَّن ترجيح المقاصد الضرورية الخمسة على غيرها، وكيفية الترجيح بين المنقول والقياس.
سبب تأليف الكتاب:
ذكر المرداوي في مقدمته سبب تأليفه لهذا الكتاب، فذكر أنه ألفه ليكون مختصرًا في أصول الفقه جامعًا لمعظم أحكامه، حاويًا لقواعده وضوابطه وأقسامه، مشتملًا على مذاهب الأئمة الأربعة وأتباعهم وغيرهم، مع تقديم الصحيح من مذهب الإمام أحمد وأقوال أصحابه (1).
(1) راجع: مخطوطة دار الكتب المصرية: الورقة (2/ أ).
منهج (1) المؤلف في الكتاب:
حدَّد (2) المرداوي في مقدمة كتابه المنهجَ الذي سار عليه فيه، فقال: "أما بعد فهذا مختصر في أصول الفقه، جامعٌ لمعظم أحكامه، حاوٍ لقواعده وضوابطه وأقسامه، مشتملٌ على مذاهب الأئمة الأربعة الأعلام وأتباعِهم وغيرِهم، ولكن على سبيل الإِعلام، اجتهدتُ في تحرير نُقوله وتهذيب أصوله، واللَّهُ المسئولُ لبلوغ المأمول، وأقدِّم الصحيح من مذهب الإمام أحمد -رحمه اللَّه تعالى- وأقوال أصحابه، ومرادي بالقاضي: أبو يعلى (3)، وبأبي الفرج: المقدسي (4)، وبالفخر: إسماعيل أبو محمد
(1) يعرَّف المنهج في البحوث العلمية بعبارة موجزة بأنه: "فن التنظيم الصحيح لسلسلة الأفكار العديدة إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين، وإما من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين". انظر: منهج البحث في الفقه الإسلامي: خصائصه ونقائصه، للدكتور/ عبد الوهاب أبو سليمان ص (15)، ط. المكتبة المكية، ودار ابن حزم - بيروت، الطبعة الأولى 1416 هـ/ 1996 م، نقلا عن: أزمة البحث العلمي في العالم العربي، لعبد الفتاح خضر ص (12)، ط. معهد الإدارة بالرياض سنة 1401 هـ/ 1981 م.
(2)
ينقسم الأصوليون بالنسبة للتصريح بمناهجهم في بداية مصنفاتهم إلى فريقين: فريق يختطُّ لنفسه -في مقدمة كتابه- خُطَّةً يسير عليها، ومنهجًا يلتزمه، كما فعل ابنُ السمعاني في "قواطع الأدلة"، والزركشي في "البحر المحيط"، والإسنويّ في "نهاية السول". وفريق لا يقدِّم لنفسه تقدمةً تفصح عن منهجه، ولا يصرح بخطة يلتزمها في مصنفه، ومن هؤلاء إمام الحرمين في كتابه "التلخيص"، وابنُ بَرْهان في كتابه "الوصول إلى الأصول"، والقاضي ناصر الدين البيضاوي في "منهاج الوصول"، والمصنف قد سلك هنا المسلك الأول، فبيَّن منهجه وحدده.
(3)
هو: القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء، كان عالم زمانه وفريد عصره وشيخ الحنابلة في وقته، له في الأصول والفروع القدم العالي. سمع الحسن بن حامد وغيره. ولاه القائم العباسي قضاء دار الخلافة والحريم وحران وحلوان. له:"العدة في أصول الفقه"، و"كتاب الروايتين والوجهين"، و"الأحكام السلطانية"، و"شرح الخرقي"، و"الجامع الصغير"، و"أحكام القرآن"، وغير ذلك. ولد سنة (380 هـ)، وتوفي سنة (458 هـ). راجع ترجمته في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (2/ 193 - 230)، ط. دار المعرفة - بيروت، بدون تاريخ.
(4)
هو: أبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي، المعروف بالمقدسي، تفقه بأبي يعلى، وأقام بالشام فنشر المذهب الحنبلي بها، وكانت له كرامات ظاهرة. من مؤلفاته: كتاب "الإيضاح"، =
البغدادي (1)، ورتبتُه على مقدمة وأبواب، مشتملة على فصول وفوائد وتنابيه (2) " (3).
فقد بيَّن المرداوي هنا أن موضوع كتابه هو أصول الفقه، وحدد معالم منهجه فيما يلي:
1 -
الاختصار.
2 -
الجامعية.
= و"المبهج" في الفقه، و"الإشارة"، و"التبصرة" و"البرهان" كلاهما في أصول الدين، و"الجواهر" في تفسير القرآن. توفي سنة (486 هـ). راجع ترجمته في: طبقات الحنابلة (2/ 248 - 249)، سير أعلام النبلاء للذهبي (19/ 51 - 53)، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة التاسعة 1413 هـ بتحقيق شعيب الأرناؤوط، وآخرين.
(1)
هو: فخر الدين أبو محمد إسماعيل بن علي البغدادي الحنبلي، يعرف بابن الوفاء، وبابن الماشطة، واشتهر بغلام ابن المَنِّي، كان فقيهًا أصوليًا، وله اليد الطولى في الأصلين وعلم الجدل وغيرهما من العلوم، تخرج على يديه جماعة من العلماء، منهم مجد الدين بن تيمية. من مؤلفاته:"جَنة الناظر وجُنة المناظر" في الجدل، و"نواميس الأنبياء"، و"تعليقة في الخلاف". ولد سنة (549 هـ)، وتوفي سنة (610 هـ). راجع ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (2/ 66 - 68)، مطبوع مع طبقات الحنابلة، ط. دار المعرفة - بيروت، سير أعلام النبلاء (22/ 28 - 30).
(2)
تنابيه: جمع (تنبيه)،كـ "تنبيهات"، والتنبيه: هو إعلام ما في ضمير المتكلم للمخاطَب من (نبَّهته) بمعنى رفعته من الخمول، أو من (نبهته من نومه) بمعنى أيقظته من نوم الغفلة، أو من (نبهته على الشيء) أي وقفته عليه، ويستعمل التنبيه أيضًا فيما يكون الحكم المذكور بعده بديهيًا، ومصطلح (التنبيه) عند الأصوليين هو ما يعرف بـ (دلالة الإيماء) وهي:"اقتران الحكم بوصف لو لم يكن الوصف أو نظيره للتعليل كان الاقتران بعيدًا من فصاحة كلام الشارع". انظر: الكليات لأبي البقاء الكفوي ص (288)، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الثانية 1413 هـ، شرح الكوكب المنير (4/ 125)، سبل الاستنباط من الكتاب والسنة، للدكتور/ محمود توفيق محمد سعد ص (100 وما بعدها)، ط. مطبعة الأمانة بالقاهرة سنة 1413 هـ.
(3)
مخطوطة دار الكتب المصرية: الورقة (2/ أ).