الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَكِبْتُمْ هَذهِ الدَّوَابَّ فَأَعْطُوْهَا حَظَّهَا مِنَ الْمَنَازِلِ، وَلا تَكُوْنُوْا عَلَيْهَا شَيَاطِيْنَ"(1).
145 - ومنها: المشي في نعل واحدة
.
فقد صح النهي عنه، وهو مكروه.
قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله تعالى: والسبب في ذلك ما قيل: إنها مشية الشيطان (2).
وحكى النووي - رحمه الله تعالى - عن العلماء أن سبب ذلك أنه تشويه، ومُثْلَة، ومخالف للوقار، ولأن المنتعلة تفسير أرفع من الأخرى فتتغير مشيته، وربما كان سبباً للعثار (3).
قلت: والتشويه ومخالفة الوقار من جملة أوصاف الشيطان لعنه الله تعالى.
ثم رأيت في "الفردوس" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! لا تَمْشِ فِيْ نَعْلٍ وَاحِدةٍ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَمْشِي فِي نَعْلِ وَاحِدةٍ"(4).
146 - ومنها: اشتمال الصَّمَّاء
.
قال الثعلبي: أهبط إبليس إلى الأرض مشتملَ الصماء، أعورَ،
(1) رواه الدارقطني فى "الأفراد" كما في "أطراف الغرائب والأفراد" لابن طاهر (5/ 217).
(2)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (10/ 310).
(3)
انظر: "شرح مسلم" للنووي (14/ 75).
(4)
رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(8398).
في إحدى رجليه فعل (1).
وروى أبو داود عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصماء والاحتباء في ثوب واحد (2).
واشتمال الصماء: أن تجلل جسدك بثوبك بأن يرد الكساء من قبل يمينه على يده اليسرى وعاتقه الأيسر، ثم يرده ثانية من خلف على يده اليمنى وعاتقه الأيمن، فيغطيهما جميعاً؛ هذا ما في "الصحاح". وذكر أبو عبيد أن الفقهاء يقولون: هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه، فيبدو منه فرجه (3).
قال النووي في "الروضة": ويكره أن يشتمل الصماء، وأن يشتمل اشتمال اليهود:
فالصماء أن يجلل يديه بالثوب ثم يرفع طرفيه على عاتقه الأيسر.
واشتمال اليهود كذلك إلا أنه لا يرفع طرفيه.
وقيل: هما بمعنى، والمراد بهما الثاني، انتهى (4).
(1) وذكره ابن الأثير في "الكامل في التاريخ"(1/ 28) عن الشعبي.
(2)
رواه أبو داود (4081)، وكذا مسلم (2099) بلفظ قريب، والترمذي (2767)، والنسائي (5342).
(3)
انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/ 118).
(4)
انظر: "روضة الطالبين" للنووي (1/ 289).