الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقالا: سبحان الله يا رسول الله!
قال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِن ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيْتُ أَنْ يَقْذِفَ فِيْ قُلُوْبِكُمَا سُوْءًا - أو قال: شَيْئًا -"(1).
84 - ومنها: إساءة الظن بالله تعالى، وبأوليائه ومن لا يساء به الظن
.
فإن إبليس لما عرض الله تعالى على الملائكة أنه يريد أن يجعل في الأرض خليفة {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30] ، فيروى أن الذي قال ذلك هو إبليس (2)، فأساء الظن بربه أن يخلق ما لا حكمة في خلقه، وبآدم حيث ظن فيه الإفساد.
وقال إبليس لآدم وحواء: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20] الآية، فأساء الظن بربه.
فتلك كلها أخلاق شيطانية.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12].
وروى البخاري عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَسَاءَ بِأَخِيْهِ الظَّنَّ فَقَدْ أَسَاءَ بِرَبِه عز وجل؛ إِنَّ اللهَ تَعَالَى
(1) رواه البخاري (3107)، ومسلم (2175).
(2)
انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (7/ 398).