الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دنت الريح أظلتهم، فألقت البادية على أهل الحاضرة فقطعتهم، فأهلكوا جميعًا (1).
واعلم أنه قد كان من عاد قبائح يتعين اجتناب التشبه بهم فيها.
1 - فمنها: الكفر، وعبادة الأوثان، وتقليد الآباء في ذلك
.
وقد تقدم نظائر ذلك في قوم نوح.
2 - ومنها: الابتداع في الدين أعم من أن يكون كفراً أو دونه
.
وقد علمت أن عاداً اتخذوا أصناماً زائدة على ود وأخواته، وقد أشار إلى ذلك مرثد بن سعد منهم، وكان ممن بعثهم عاد إلى مكة ليستسقوا لهم، ولكنه قال لهم: والله لا يستجاب دعاؤكم وتسقون إلا إن أطعتم هوداً -وكان ممن يكتم إيمانه - فقال: [من الوافر]
عَصَتْ عادٌ رَسُوْلَهُم فَأَمْسَوا
…
عِطاشاً ما تَبُلُّهُمُ السَّماءُ
يُبَصِّرُنا الرَّسُوْلُ سبيلَ رُشْدٍ
…
فَأَبْصَرْنا الْهُدى وَجَلا الْعَماءُ
لَهُمْ صَنَمٌ يُقالُ لَهُ صَمُوْدٌ
…
يُقابِلُهُ صَداةُ وَالْهباءُ
وإنَّ إِلَهَ هُوْدٍ هُوْ إِلَهِي
…
عَلَى اللهِ التَّوَكُّلُ وَالرَّجاءُ (2)
وقال الله تعالى حكايته عن قوم هود: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ
(1) رواه أبو الشيخ في "العظمة"(4/ 1351).
(2)
انظر: "تاريخ الطبري"(1/ 137).