الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والسمر أول الليل ليغلبهم النوم عن القيام آخر الليل، أو ليغلب عليهم حتى يخرج وقت صلاة الفجر كما هو حال كثير من الناس ممن غلب عليهم حب الدنيا ونسوا الآخرة.
قال حميد رحمه الله تعالى: أطلنا الحديث ذات ليلة ثم دخلنا على أنس رضي الله تعالى عنه، فقال: أطلتم الحديث البارحة؟ أما إن حديث أول الليل يضر بآخره. رواه ابن أبي شيبة (1).
ومن هنا كره الشافعي رحمه الله تعالى وغيره الحديث بعد صلاة العشاء إلا في خير للنهي؛ عن ذلك (2).
112 - ومنها: تنويم أهل الطاعة عن الطاعة
.
روى ابن أبي الدنيا في "المكائد"، والطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "الشعب" عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ للشَّيْطَانِ كُحْلاً وَلَعُوْقًا؛ فَإِذا كَحَّلَ الإِنْسَانُ مِنْ كُحْلِهِ نَامَتْ عَيْنَاهُ عَنِ الذِّكْرِ، وإِذَا أَلْعَقَهُ مِنْ لَعُوْقهِ دَرَبَ لِسَانهُ بِالشَّرِّ"(3).
وروى البيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ للشَّيْطَانِ كُحْلًا وَلَعُوْقًا وَنشُوْقًا؛ أَمَّا لَعُوْقُهُ فَالْكَذِبُ، وَأَمَّا نشُوْقُهُ
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34762).
(2)
انظر: "شرح مسلم" للنووي (5/ 146).
(3)
رواه ابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان"(ص: 97)، والطبراني في "المعجم الكبير"(6855)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3103). وكذا البزار في "المسند"(4583).
فَالْغَضَبُ، وَأَمَّا كُحْلُهُ فَالنَّوْمُ" (1).
والمعنى: أنه يلقن ابن آدم بالكذب، ويستثير منه الغضب، ويستجلب منه النوم.
وقال ابن العماد فيما قرأته بخطه نقلاً عن شيخه البلقيني: شيطان النوم يسمى الوسنان، يأتي الإنسان فينومه كما ينوم الصغير.
قال: وإنما ينومه عن الطاعة، فأما عن المعاصي فلا، انتهى.
وروى الطبراني في "الكبير" عن جندب رضي الله تعالى عنه قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفراً فأتاه قوم، فقالوا: سهرنا عن الصلاة فلم نصل حتى طلعت الشمس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَوَضَّؤُوا وَصَلُّوا".
ثم قال: "إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِالسَّهَرِ، إِنَّ هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ مَضْجَعَهُ فَلْيقُلْ: بِسْمِ اللهِ، أَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ"(2).
وروى أبو داود، والنسائي - وصححه النووي - عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خصْلَتَانِ - أَو خلَّتانِ - لا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبدٌ مُسْلِم إِلَاّ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيْرَانِ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيْلٌ؛ يُسَبِّحُ اللهَ تَعَالَى فِيْ دُبُرِ كُل صَلاةٍ عَشْرًا، ويَحْمَدُ عَشْرًا، ويُكَبِّرُ
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(4819)، وفي إسناده ضعف.
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1722). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 323): فيه سهل بن فلان الفزاري عن أبيه وهو مجهول.
عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسُوْنَ وَمئةٌ بِاللِّسَانِ، وَألفٌ وَخَمْسُ مئَةٍ فِيْ الْمِيْزَانِ، وَيُكَبّرُ أَرْبَعاً وَثَلاثِيْنَ إذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَيَحْمَدُ ثَلاثاً وَثَلاثِيْنَ، ويُسَبِّحُ ثَلاثاً وَثَلاثِيْنَ، فَّذلِكَ مِئة بِاللِّسَانِ، وَألْفٌ فِيْ الْمِيْزَانِ".
قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده.
قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟
قال: "يَأْتِيْ أَحَدَكُم - يَعْنِي: الشَّيْطَان - فِي مَنَامِهِ فَيُنَوِّمَهُ قَبْلَ أَنْ يَقُوْلَهَا"(1).
وروى الإمام أحمد، والشيخان، وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه:"يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ عَلَى كُلِّ عُقْدَةٍ مَكَانها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَويْلٌ فَارْقُدْ؛ فَإِن اسْتَيْقَظَ وَذَكَرَ اللهَ تَعَالَى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نشَيْطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وإلَاّ أَصْبَحَ خَبِيْثَ النَّفْسِ كَسْلانَ"(2).
ورواه ابن خزيمة من حديث جابر - رضي الله تعالى عنه - وزاد
(1) رواه أبو داود (5065)، والنسائي (1348)، وكذا الترمذي (3410) وصححه، وابن ماجه (926) كلهم عن عبد الله بن عمرو. قال النووي في "الأذكار" (ص: 60): إسناده صحيح، إلا أن فيه عطاء بن السائب، وفيه اختلاف بسبب اختلاطه، وقد أشار أيوب السختياني إلى صحة حديثه هذا.
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 243)، والبخاري (1091)، ومسلم (776).
فيه في رواية: "فَحُلُّوْا عُقَدَ الشَّيْطَانِ وَلَوْ بِرَكْعَةِ"(1).
وروى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: "ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِيْ أُذُنيَهِ - أَو قَالَ: فِيْ أُذُنِهِ -"(2).
أراد بذلك أن الشيطان قد بلغ من استيلائه عليه وتنويمه إياه عن طاعة الله تعالى ما لو بال في أذنيه لما أحس به أو استذله كاستذلال من بال في أذنيه.
وروى الترمذي عن عبد الله بن ثابت، عن أبيه، عن جده - واسم جده دينار رضي الله تعالى عنه: - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الْعُطَاسُ وَالنُّعَاسُ وَالتَّثَاؤُبُ فِيْ الصَّلاةِ، وَالْحَيْضُ وَالْقَيْءُ وَالرُّعَافُ مِنَ الشَّيْطَانِ"(3).
وروى عبد الرزاق بسند صحيح عن علي رضي الله عنه أنه قال: سبع من الشيطان: الرعاف، والقيء، وشدة العطاس، والتثاؤب، والنعاس عند الموعظة، والنجوى (4).
(1) رواه ابن خزيمة في "صحيحه"(1132) عن أبي هريرة رضي الله عنه. وعنده: "بركعتين" بدل "بركعة".
(2)
رواه البخاري (1093)، ومسلم (774).
(3)
رواه الترمذي (2748) وقال: غريب. وضعف ابن حجر إسناده في "فتح الباري"(10/ 607).
(4)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(3319)، وكذا ابن أبي شيبة في "المصنف"(7984).
وروى ابن أبي شيبة عن الحسن مرسلاً - رحمه الله تعالى - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النَّوْمُ وَالنُّعَاسُ فِيْ الْجُمُعَةِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِذَا نعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيتَحَوَّلْ"(1).
وروى عبد الرزاق عن عمرو بن دينار رحمه الله تعالى قال: كان يقال: إذا نعس الرجل في يوم الجمعة والإمام يخطب فإنه مجلس الشيطان، فليتحول عنه (2).
وروى الطبراني عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: النعاس عند القتال أمنة من الله تعالى، والنعاس في الصلاة من الشيطان (3). متأولاً بذلك قوله تعالى:{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} [آل عمران: 154].
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن ثابت البناني عن أبي ثامر - وكان عابداً - قال: فرأى في المنام كأن رجلين أو ملكين أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: إن الصلاة قبل النوم تُرضي الرحمن وتسخط الشيطان، وقال الذي عند رجليه: إن النوم قبل الصلاة يسخط الرحمن ويرضي الشيطان (4).
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(5252).
(2)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(5547)
(3)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(9451).
(4)
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(35515).