الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال صاحب "القاموس": والمعازف؛ أي: بالعين المهملة والزاي: الملاهي؛ كالعود والطنبور، الواحد: عزف، أو معزف؛ كمنبر، ومِكْنسة، والعازف: اللاعب بها (1).
وروى ابن أبي الدنيا، وابن عساكر عن الغاز بن ربيعة -مرسلاً- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيُمْسَخَنَّ قَوْمٌ وَهُمْ عَلَى أَريكَتِهِمْ قِرَدةً وَخَنَازيرَ؛ شُرْبَهُمُ الْخَمْرَ، وَضَرْبَهُمْ بِالْبَرَابِطِ وَالْقِيانِ"(2).
والبرابط: جمع بربط؛ كجعفر: العود، معرَّب برمط؛ أي: صدور الأوز لأنه يشبهه؛ قاله في "القاموس"(3).
*
تنبِيْهٌ:
قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} [فصلت: 29].
روى ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، عن علي رضي الله تعالى عنه قال: هما إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه (4).
(1) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 1082)(مادة: عزف).
(2)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(43/ 312). وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 179).
(3)
انظر: " القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 850)(مادة: بربط).
(4)
رواه الحاكم في "المستدرك"(3215)، وكذا الطبري في "التفسير"(24/ 113).
وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله: {لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} [فصلت: 29]: ليكونا أشد عذابًا منا (1).
وهذا واضح؛ فإنهما لا يشاركهما في عذابهما أحد، وهما مشاركان كل من اقتدى بهما في وزره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي جحيفة "ومَنْ سَنَّ سُنَّةً سيئة فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَه، كان عَلَيْهِ وزْرُهَا وَمِثْلُ أَوْزَارِهِمْ مِنْ غَيرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا". رواه ابن ماجه (2).
وروى مسلم وغيره نحوه من حديث جرير رضي الله تعالى عنه (3).
وقد علم بذلك أنَّ إبليس أبو العصاة الأول، وقابيل أبوهم الثاني، وهذا وجه المناسبة في ذكرنا النهي عن التشبه بقابيل عقب النهي عن التشبه بالشيطان.
***
(1) انظر: "تفسير البغوي"(4/ 113).
(2)
رواه ابن ماجه (207).
(3)
رواه مسلم (1017).