الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَنْتَ وَاللهِ إِذا لَمْ تتب
…
واقِعٌ في الْمَقْتِ وَالسَّخَطِ
وقلت: [من الرجز]
قَدْ يُوْحِشُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبارِي
…
مَنْ لَيْسَ يَخافُ مِنْ عَذابِ النَّارِ
ما يَجْتَلِبُ الرِّضَا كَالاسْتِغْفارِ
…
وَالسُّخْطُ يَكُوْنُ آخِرَ الإِصْرارِ
16 - ومنها: الوقاحة، والتجري على الأكابر، وعدم توقيرهم، وتجرئة الصغار عليهم، وحمل الأطفال على قبائح الأعمال
.
كما في قصة الشيخ الذي أعطى الغلام العصا حتى شج نوحاً عليه السلام (1).
وهذه الأمور كلها خلاف ما تعطيه الديانة، وليس للصغير أحسن من حفظه في أول أمره والصيانة.
ولقد قلت: [من الكامل]
وَلَدُ الأَدِيْبِ إِذا أَرادَ نَجاحَهُ
…
فَإِذا أَساءَ أَخافَهُ مِنْ يَوْمِهِ
إِنَّ الصَّغِيْرَ إِذا أتى بِقَبِيْحَةٍ
…
قَدْ أَعْرَضَتْ عَنْها أَكابِرُ قَوْمِهِ
أَفْضَى بِهِ إِعْراضُهُمْ عَنْهُ إِلَى
…
أَمْرٍ عَظِيْمٍ لا يُزالُ بِلَوْمِهِ
لا تَلْهَ عَنْ أَدَبِ الصَّبِيِّ فَإِنَّما
…
تَسْمُو بِهِ عَمَّا يُشانُ بِسَوْمِهِ
لا تَلْفَ مِنْهُ كَرًى يَصُدُّ عَنِ السَّرى
…
إِلَاّ وَقَدْ نبَّهْتَهُ مِنْ نَوْمِهِ
(1) تقدم تخريجها.
ولقد كان سبب توارث الشقاء في قوم نوح جيلاً بعد جيل، وقبيلاً بعد قبيل مشاهدة الصغار لما عليه الكبار، بل حَمَلَ الكبيرُ صغيره على إساءة الأدب، وتدريبه على مواقعة الريب حتى تتابعت بهم العصور وهم في غرور وقصور، ووقاحة وفجور، لا يوقرون كبيرًا ولا يرحمون صغيراً، ولا يحسنون قليلاً ولا كثيرًا؛ فالعاقل من نَكَبَ عن هذا الطريق، وسأل من الله تعالى التوفيق.
فروى الإِمام أحمد، والحاكم وصححه، عن عبادة بن الصَّامت رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَجِلَّ كَبِيْرَنَا، وَيرْحَمْ صَغِيْرَنَا، وَيعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ"(1).
وروى الإِمام أحمد، والطبراني في "الكبير" -وإسناده حسن - عن عبد الله بن بُسر رضي الله تعالى عنه قال: قد سمعت حديثًا منذ زمان: إذا كنت في قوم -عشرين رجلًا، أو أقل أو أكثر - فتصفحت وجوههم، فلم تر فيهم من يُهاب في الله عز وجل، فاعلم أن الأمر قد رق (2).
(1) تقدم تخريجه.
(2)
رواه الإِمام أحمد في "المسند"(4/ 188)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1008). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 183): رواه أحمد والطبراني في "الكبير" بنحوه، وإسناده حسن، ورجاله موثقون، وأزهر بن عبد الله، قال فيه البخاري: إنه أزْهر بن سعيد. قال فيه الذهبي: تابعي حسن الحديث.