الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْكَلامِ مِنْ شَقَائِقِ (1) الشَّيْطَانِ" (2).
وروى ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن عمير رحمه الله تعالى قال: قام رجل يتكلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أزبد شدقاه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِيَّاكُمْ وَشَقَائِقَ (3) الْكَلامِ؛ فَإِنَّ شَقَائِقَ الْكَلامِ مِنْ شَقَائِقِ الشَّيْطَانِ"(4).
وروى الطبراني في "الأوسط" عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ الْبَيَانَ كُلَّ الْبَيَانِ شُعْبةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ"(5).
131 - ومنها: الصمت عن ذكر الله تعالى في محله، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير ضرر يلحقه
.
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق
(1) في "الإصابة": "شقاشق" بدل "شقائق".
(2)
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 544)، وعزاه ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة"(1/ 432) إلى الشيرازي في "الألقاب" عن جابر بن طارق، وقد ينسب إلى جده فيقال: جابر بن عوف.
(3)
في "المصنف": "شقاشق" بدل "شقائق" في المواضع الثلاثة.
(4)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(26298).
(5)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(44)، والديلمي في "مسند الفردوس" (2209). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 116): فيه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وهو ضعيف.
يقول: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس (1).
والسكوت عن المنكر من غير خوف ضرر مِنْ أوجب الأمور للعقوبة، ألا ترى قوله تعالى:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 78، 79].
قال ابن زيد في قوله: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [المائدة: 78]: ماذا كانت معصيتهم؟ قال: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79]. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم (2).
وروى الخطيب في "رواة مالك" من طريق أبي سلمة، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"وَالَّذِيْ نفسُ مُحَمَّدِ بِيَدهِ لَيَخْرُجَنَّ مِنْ أُمَّتِي نَاسٌ مِنْ قُبُوْرِهِمْ فِي صُوْرَةِ الْقِرَدةِ وَالْخَنَازيرِ بِمَا داهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي، وَكَفُّوْا عَنْ نَهْيِهِم وَهُمْ يَسْتَطِيْعُوْنَ"(3).
وروى أبو الشيخ عن أبي عمرو بن جاس: أن ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما قال لكعب: هل لله من علامة في العباد إذا سخط؟
(1) انظر: "الرسالة القشيرية"(ص: 156).
(2)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(4/ 1182).
(3)
ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4/ 1811)، وانظر:"الدر المنثور" للسيوطي (3/ 127).