الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قيل في قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106]: إنه نزل في هذه التلبية.
104 - ومنها: استيطان الشيطان الأمكن المستقذرة كالكُنَف، والحمامات، والمزابل، والحانات - بالمهملة - وفي معناها بيوت القهوة المتخذة من البن - وإن كانت القهوة في نفسها مباحة - فإن بيوتها مأوى الشياطين
.
روى الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي في كتاب "العلل"، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم وصححه، عن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه قال: إن هذه الحشوش محتضرة؛ فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث (1).
والحشوش - بضم المهملة - جمع حش - بفتحها -: وهو البستان، ثم أطلق على محل قضاء الحاجة لأنهم كانوا يقضون الحاجة قبل أن تبنى المناضح.
والخُبث: ذكران الشياطين، جمع خبيث.
والخبائث: إناثها، جمع خبيثة.
قال ابن سيد الناس في "شرح الترمذي": ومعنى محتضرة في
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 373)، وأبو داود (6)، والترمذي في "العلل" (ص: 22)، والنسائي في "السنن الكبرى"(9903)، وابن ماجه (296)، وابن حبان في "صحيحه"(1406)، والحاكم في "المستدرك"(668).
قوله: "إن هذه الحشوش": يأوي إليها الشياطين (1).
وروى ابن عدي في "الكامل" عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُم إِلَى حُجْرَته لِيَدْخُلَ فَلْيُسَمِّ الله؛ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ قَرِيْنُهُ مِنَ الشَّيَاطِيْنِ الَّذِي مَعَهُ وَلا يَدْخُلُ، فَإِذَا دَخَلْتُم فَسَلِّمُوا؛ فَإِنَّهُ يَخْرُجُ سَاكِنُهُ مَعَهُمْ، وإِذَا وُضعَ الطَّعَامُ فَسَمُّوا؛ فَإِنَّكم تَدْحرُونَ الْخَبِيْثَ إِبْلِيْسَ عَنْ أَرْزَاقِكُمْ وَلا يُشْرِكَكُمْ فِيْهَا، وإِذَا ارْتَحَلْتُمْ دَابَّة فَسَفُوا اللهَ حِيْنَ تَضَعُوْنَ أَوَّلَ حِلْسٍ؛ فَإِنَّ كَلَّ دَابَّةٍ مُقْتَعِدَةٌ، وإِنَّكمْ إِذَا سَمَّيْتُمْ حَطَّمْتُموهُ عَنْ ظُهُورِهِ، وَإِذَا نَسِيْتُمْ ذَلِكَ شَرِكَكُمْ فِي مَرَاكِبكُمْ، وَلا تَبِيتُوا مندِيلَ الْغَمْرِ - أَي: الزَّفر - مَعَكُم فِيْ الْبَيْتِ؛ فَإِنَّهُ مَبِيْتُ الشَّيْطَانِ وَمَضْجَعُهُ، وَلا تَتْرُكُوا القُمَامَةَ مُمْسِيةَ إِذَا وُضِعَت فِيْ جَانِبِ الْحُجْرَةِ؛ فَإِنَّهَا مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ، وَلا تَسْكُنُوا بُيُوتاً غَيْرَ مُغْلَقَةٍ، وَلا تَفْتَرِشُوا الْوَلايَا الَّتِي تُفْضِي الى ظُهُوْرِ الدَّوَابِّ، وَلا تَبِيْتُوا عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ بِمَحْجُورٍ، وإذَا سَمِعْتُمْ نبِيْحَ الْكِلابِ أَوْ نهِيْقَ الْحِمَارِ فَاسْتَعِيْذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهمَا لا يَرَيَانِ الشَّيْطَانَ إِلَاّ نَبَحَ الْكَلْبُ وَنَهقَ الْحِمَارُ"(2).
وروى الخطيب، وابن عساكر عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خَلِّلُوا لِحَاكُم، وَقُصُّوا أَظْفَارَكُم؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي
(1) وانظر: "شرح السنة " للبغوي (1/ 378)، و"غريب الحديث" لابن الجوزي (1/ 220).
(2)
رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 447) عن حرام بن عثمان، وقال: عامة أحاديثه مناكير. وكذا رواه عبد بن حميد في "المسند"(1108).