الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى الطبراني عن أبي الأسود الدؤلي، وزادان الكندي رحمهما الله تعالى قالا: قلنا لعلي رضي الله عنه: حدِّثنا عن أصحابك، فذكر مناقبهم.
قلنا: فحدِّث عن نفسك.
قال: مهلاً، نهى الله تعالى عن التزكية.
فقال رجل: فإن الله تعالى يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].
قال: فإني أحدِّث بنعمة ربي، كنت والله إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتُديت (1).
وقد قلت: [من السريع]
إِذا تَفَوَّهْنا بِفَضْلٍ إِلى
…
مِنْ نِعَمِ الرَّحْمَنِ سُبْحانهُ
فَذاكَ تَحْدِيْث بِنَعْمائِهِ
…
وإنَّما نَقْصِدُ شُكْرانهُ
وَلَمْ يَكُنْ عُجْباً فَإِنَّ التَّقِيْ
…
إِنْ شابَهُ عُجْبٌ فَقَدْ شانَهُ
تَزْكِيَةُ النَّفْسِ مِنَ الْمَرْءِ لا
…
تَرْفَعُ يَوْماً فِي الورى شانهُ
اللهُ أَدْرَى بِالَّذِي يتقِي
…
وَبِالذِي يُخْلِصُ إِيْمانَهُ
4 - ومن أخلاق هابيل عليه السلام: التقوى، والوصيَّة بها
، والإشارة بها؛ لأن قوله:{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27] فيه إيماء إلى ذلك، كأنه يقول لأخيه: إنك لو كنت من المتقين لَمَا رُدَّ
(1) تقدم تخريجه.
قربانك، فهو إرشاد إلى التقوى، وتنبيه على وبال الغفلة والمعصية.
وقد قيل لسفيان الثوري رحمه الله تعالى: إن النَّاس يقولون: سفيان الثوري، وما نرى لك كثير اجتهاد؟
فقال: مَلَاك هذا الأمر التقوى (1)؛ يشير إلى أن التقوى إذا كانت في القلب لا يضر صاحبها قلة الأعمال.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل؟ (2)
وقال فَضَالة بن عُبيد رضي الله تعالى عنه: لأن أكون أعلم أن الله تعالى يتقبل مني مثقال حبَّة من خردل أحب إليَّ من الدنيا وما فيها وما بينهما؛ يقول: فإن الله تعالى يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]. رواهما ابن أبي الدنيا في كتاب "التقوى"(3).
وقال أبو الدرداء: لأن أستيقن أن الله تعالى تقبل مني صلاة واحدة أحب إليَّ من الدنيا وما فيها؛ إنَّ الله تعالى يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]. رواه ابن أبي حاتم (4).
وروى ابن أبي شيبة عن الحسن -مرسلاً- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) تقدم تخريجه.
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
تقدم تخريجه.
(4)
تقدم تخريجه.
"إِنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ عَمَلَ عَبْدٍ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ"(1).
وروى ابن عساكر عن هشام بن يحيى، عن أبيه قال: دخل سائل إلى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال لابنه: أعطه دينارًا، فلما انصرف قال ابنه: تقبَّل الله منك يا أبتاه.
فقال: لو علمت أنَّ الله تعالى تقبل مني سجدة واحدة، أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب إليَّ من الموت، تدري ممن يتقبل الله؟ {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27] (2).
وقلت: [من السريع]
مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلى عَبْدهِ
…
تَوْفيْقُهُ لِلْعَمَلِ الصَّالحِ
وَإِنَّما يَقْبَلُ مِنْ مُتقٍ
…
أعْمالَهُ لا مُعْجَبٍ طالحِ
فَلازِمِ التَّقْوى فَإِنَّ التُّقَى
…
لِلْمُتَّقِيْ مِنْ كَسْبِهِ الرَّابحِ
مَنْ كانَ يَدْرِي أَنَّ هَذا الْوَرى
…
مِنْ كاتِمٍ لِلسِّرِّ أَوْ بائِحِ
فَإِنَّما مَوْرِدُهُ الْمَوْتُ مِنْ
…
غادٍ إِلى الأَمْرِ وَمِنْ رائِحِ
فَكَيْفَ يَعْتاضُ بِمَرْجُوحِ دُنـ
…
ـياهُ عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ الرَّاجِحِ
انْظُرْ لِما تَعْمَلُ لا تَعْتَبِرْ
…
بِسانِحٍ عنـ[ـه] وَلا بارِحِ
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34341)، وكذا هناد بن السري في "الزهد"(2/ 543).
(2)
تقدم تخريجه.