الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شخص فأيقظه، وقال: قم؛ فإن هذا الجدار يريد أن يسقط، فقام الرجل وإذا الجدار قد سقط، فقال الرجل: من أنت؟
قال: أنا إبليس.
فقال الرجل: وكيف هذا وأنا ألعنك في كل يوم مئة ألف لعنة؟ قال إبليس: إنما عملت هذا لما علمت فيه من الأجر لأن محل الشهداء عند الله عظيم، فخشيت أن تكون منهم فتنال من الله ما ينالون.
177 - ومنها: الإشارة بالتداوي بالخمر والمحرمات
.
ذكر الثعلبي في "العرائس" أن إبليس عرض ذات يوم لرحمة زوجة أيوب عليه السلام وهو في زي طبيب، فقال لها: يا أمة الله! ما يكون منك هذا المبتلى؟
قالت: بعلي.
قال: أنا رجل حكيم قدمت إلى هذه البلاد، فلما رأيته عرفت داءه، ودواؤه عندي، وإني ماض في بعض أشغالي وأعود إليه، فمريه أن يشرب قدحا من الخمرة فإن فيه الشفاء، فأتت رحمة مسرعة إلى أيوب عليه السلام، وقالت له ذلك، فقال: ويلك! ذلك الشيطان أتاك ليفتنني عن ديني.
وهذا لعله يدل على أن تحريم الخمر كان من شريعة أيوب، أو أن الأنبياء عليهم السلام وإن حلت في شريعة بعضهم كانت محرمة عليهم، أو كانوا يتنزهون عنها لأنها تخامر العقل فتحول بينهم وبين
تلقي الوحي وتبليغه (1).
روى مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه عن وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه: أن سويد بن طارق - رضي الله تعالى عنه - سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر يجعل في الدواء، فقال:"إِنَّهَا دَاءٌ، وَلَيْسَتْ بِالدَّوَاءِ"(2).
وروى أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاء؛ فَتَدَاوَوْا، وَلا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ"(3).
وروى البخاري عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم (4).
ورواه الطبراني، وابن حبان عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (5).
وقالت عائشة: من تداوى بخمر فلا شفاه الله (6).
(1) أو لعل الخبر باطل، فلا يصح لإثبات أي حكم منه.
(2)
رواه مسلم (1984)، وأبو داود (3873)، والترمذي (2046).
(3)
رواه أبو داود (3874).
(4)
ذكره البخاري (5/ 2129) معلقاً.
(5)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 326)، وابن حبان في "صحيحه"(1391).
(6)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(23498).