الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عطية - قال: إن العبد إذا لعن الشيطان ضحك، فقال: إنَّك تلعن ملعَّناً، وإنما يُخذل إن تُعُوِّذ بالله منه (1).
184 - ومنها: اعتقاد أن له حولاً وقوة
.
روى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، والطبراني، وصححه الحاكم وغيره، عن أبي المليح بن سلامة، عن أبيه قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعتر بعيرنا، فقلت: تعس الشيطان.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "لا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ؛ فَإِنَّهُ يَعْظُمُ حَتَّى يَصِيْرَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيقُوْلُ: بِقُوَّتِي صَرَعْتُهُ، وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللهِ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَصِيْرَ مِثْلَ الذِّبَابِ"(2).
185 - ومنها: الإصرار على المعصية، كما تقدمت الإشارة إليه أول الباب
.
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 75). قلت: لكن ثبت عند مسلم (542): أن النبي صلى الله عليه وسلم لعنه وقال: "ألعنك بلعنة الله التامة".
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 59)، وأبو داود (4982)، والنسائي في "السنن الكبرى"(10389)، والطبراني في "المعجم الكبير"(516)، الحاكم في "المستدرك"(7793).
قال ابن القيم في "زاد المعاد"(2/ 355): ومثل هذا قول القائل: أخزى الله الشيطان، وقبح الله الشيطان، فإن ذلك كله يفرحه ويقول: علم ابن آدم أني قد نلته بقوتي، وذلك مما يعينه على إغوائه ولا يفيده شيئاً، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم مَنْ مَسَّه شيء من الشيطان أن يذكر الله تعالى ويذكر اسمه، ويستعيذ بالله منه، فإن ذلك أنفع له، وأغيظ للشيطان.
روى ابن أبي الدنيا: أن إبليس قال: يا رب! أعفني من السجود لآدم أعبدْك عبادة ما عبدكها أحد من خلقك.
فقال الله تعالى: إنما أطاع من حيث عصيت.
وقد قدمنا عن حجة الإسلام أنه ذكر أثراً: أنَّ إبليس استشفع بموسى عليه السلام أن يتوب، فدعا موسى ربه، فقال الله تعالى له: قد قضيت حاجتك؛ فليسجد لقبر آدم على آدم السلام.
فلمَّا قال ذلك لإبليس استكبر وغضب، وقال: أنا لم أسجد له حياً، أأسجد له ميتاً؟
رواه ابن أبي الدنيا بلفظه المتقدم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (1).
وروى ابن أبي الدنيا في "المكائد" أيضاً عن أبي العالية رحمه الله تعالى قال: لما رست السفينة رأى نوح عليه السلام إبليس على الكوثل، فقال نوح عليه السلام: أهلكت الناس غرقوا من أجلك.
قال: فما تأمرني؟
قال: تتوب.
قال: وهل لي من توبة؟ ادع ربك.
قال: فدعا نوح عليه السلام ربه، فأوحى الله تعالى إليه أن توبته أن يسجد لقبر آدم.
(1) تقدم تخريجه.