الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الدين (1).
والمكر عاقبته وخيمة.
وحقيقته: حيلة يجلب بها لغيره المضرة.
قال الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43].
وفي "مراسيل أبي داود" عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمَكْرُ وَالْخَدِيْعَةُ وَالْخِيَانة فِيْ النَّارِ"(2).
10 - ومنها: إضلال الناس، وإغواؤهم، ومنعهم عن الإيمان بالله تعالى، وعن طاعته، والدعوة إلى معصيته، واتباع الأئمة المضلين
.
قال الله تعالى: {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} [نوح: 24].
وقد دلت الآية أنه كان في قوم نوح الضُّلَاّل والمضلون.
واتباع أهل الضلال مذموم منهي عنه في سائر الملل كما قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 77].
قيل: الإشارة بالأول إلى ضلالهم عن مقتضى العقل، وبالثاني عن ضلالهم عما جاء به الشرع.
(1) انظر: "تفسير الثعلبي"(10/ 45).
(2)
رواه أبو داود في "المراسيل"(165).
وروى الإِمام أحمد، والطبراني عن أبي الدَّرداء رضي الله تعالى عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةُ الْمُضِلُّوْنَ"(1).
وروى الإِمام أحمد بإسناد جيد، عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "غَيْرُ الدَّجَالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنَ الدَّجَالِ".
قيلَ: ومَا ذاكَ؟
قالَ: "أَئِمَّة مُضِلُّونَ"(2).
وروى الإِمام أحمد، والشيخان، والترمذي، وابن ماجه عن ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ؛ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَاءَ جُهَّالاً فَسُئِلُوْا، فَأفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوْا وَأَضَلّوْا"(3).
وفي لفظ: "إِن الله لا يَنْزِعُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُؤْتيَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِذهابِ الْعُلَمَاء، فَكُلَّمَا ذهبَ عَالِم ذَهَبَ بِمَا مَعَهُ مِنَ الْعِلْمِ، حَتَّى إِذا لَمْ يَبْقَ إِلَاّ رُؤَسَاءُ جُهَّالٌ إِنْ سُئلُوْا أَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْمٍ،
(1) تقدم تخريجه.
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
رواه الإِمام أحمد في "المسند"(2/ 162)، والبخاري (100)، ومسلم (2673)، والترمذي (2652)، وابن ماجه (52).