الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وكرهها غير واحد؛ منهم إبراهيم.
وحكي عن الحسن أنه قال: النشرة من السحر.
وقال سعيد بن المسيب: لا بأس بها (1).
69 - ومنها: سائر أنواع الرقى إلا الرقية بذكر الله تعالى وما يعرف معناه مما يسوغ، وكذلك الإشارة بالرقية إلا ما ذكر
.
روى أبو داود، وغيره عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجته فأراد أن يدخل المنزل تنحنح وبزق ليعلمنا أن يهجم منا على شيء يكرهه، وإنه جاء ذات يوم وعندي عجوز ترقى من الحموة، قالت: فلما جاء عبد الله تنحنح قالت: فأدخلتها تحت السرير، قالت: فجاء حتى جلس معي على السرير فرأى في عنقي خيطًا، فقال: ما هذا الخيط؟
فقلت: خيط رقى رقية.
قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: أنتم آلَ عبد الله أغنياءُ عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ".
فقلت له: فلم تقول هكذا؟ لقد كانت عيني تقذف، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي فإذا رقاها سكنت.
فقال عبد الله: إن ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده فإذا رقى فيها كف عنها، إنما يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول:
(1) انظر: "شرح السنة" للبغوي (12/ 159).
"أَذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا"(1).
قال البغوي: والمنهي عنه من الرقى ما كان فيه شرك، أو كان يذكر مردة الشياطين، أو ما كان منها بغير لسان العرب لا يدري ما هو، وأما ما كان بالقرآن أو بذكر الله تعالى فإنه جائز مستحب، انتهى (2).
والتمائم - جمع تميمة -: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادها، ويزعمون أنها تدفع العين عنهم.
وقال إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى: كل شيء يعلق على صغير أو كبير - أي: ليدفع بلاء، أو يرد قضاء - فهو تميمة.
لكن قال عطاء: لا يعد من التمائم ما يكتب من القرآن (3).
والتولة - بكسر التاء -: ضرب من السحر، وهو ما يحبب المرأة إلى زوجها، وإنما كان مذمومًا لأنه من باب الاعتماد على غير الله تعالى، فإن كان فيه صد له عن زوجته الأخرى كان أشد لأنه مع كونه سحرًا إضرار وتفريق بين الزوجين، فإن كان تحببًا لامرأة أجنبية أو لأمرد جميل للتوصل إلى الفاحشة فإنه أشد؛ لأنه قيادة، مع كونه سحرًا، وعمل السحر مطلقا حرام، فإن انضم إليه حرام آخر باء بتعاطيه بإثمهما.
(1) رواه أبو داود (3883) مختصرًا، وكذا ابن ماجه (3530).
(2)
انظر: "شرح السنة" للبغوي (12/ 159).
(3)
انظر: "شرح السنة" للبغوي (12/ 158).