الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو أقل، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنتعشَّى معه، فإذا فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نَامُوا فِيْ الْمَسْجِد".
قال: فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على وجهي، فغمزني برجله، وقال:"يَا جُنْدُبُ! مَا هَذهِ الضَّجْعَةُ؟ فَإِنَّهَا ضَجْعَةُ الشَّيْطَانِ"(1).
قال العلماء: نوم الإنسان منبطحاً نوم الشياطين، ومضطجعاً على الشمال نوم السلاطين، وعلى اليمين نوم العلماء والصالحين، ومستلقياً نوم الأنبياء والمرسلين، فيتفكرون في خلق السماوات والأرضين.
150 - ومنها: ضحك القهقهة، واستدعاؤها من غيره
.
وروى الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْقَهْقَهَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالتَّبَسُمُ مِنَ اللهِ تَعَالَى"(2).
151 - ومنها: استحباب رفع الصَّوت بالجُشاء والعطاس، وفتح الفم بالتثاؤب
.
روى البيهقي في "الشعب" عن واثلة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا تَجَشَّأَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَطَسَ فَلا يَرْفَعَنَّ بِهِمَا الصَّوْتَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُحِبُّ
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 352).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(1057). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 296): فيه من لم أعرفهم.
أَنْ يَرْفَعَ بِهِمَا الصَّوْتَ" (1).
وإنما قيدنا العطاس بالشدة إشارة إلى أن لا تعارض بين ذلك وبين حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الْعُطَاسُ مِنَ اللهِ، وَالتَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ"(2).
وروى البيهقي في "سننه" عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره العطسة الشديدة (3).
والمعنى في ذلك أن شدة العطاس فيه ما في التثاؤب من اعوجاج الخلقة عن اعتدال الهيئة، ولذلك استحب للعاطس أن يميل برأسه ويخمر وجهه ليستر تلك الحالة الخارجة عن الاعتدال، كما استحب للمتثاوب أن يكظمه على كل حال.
وروى البخاري، وغيره عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(9355)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(65/ 372) عن عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وواثلة بن الأسقع رضي الله عنه.
ورواه أبو داود في "المراسيل"(1/ 353) عن يزيد بن مرثد.
(2)
رواه البخاري (5869) بلفظ قريب، ورواه بلفظ الأصل الترمذي (2746).
(3)
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 290). قال ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ"(2/ 855): رواه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو ضعيف.