الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سليمان المغربي: ما أحب أن أرى على أصحابنا الملونات.
فقيل له: لِم؟
فقال: لأني رأيت إبليس عليه الملونات، وبينا أنا قائم أصلي يوم جمعة رأيته قد دخل المسجد بيده باقة ريحان، فمر بين الصفوف يشمه واحداً واحداً إلى أن قرب مني، فلما دنا مني نظرت إليه بقرب فتأملت مَنْ شَمَّ ريحانه، فمن كان قائما جلس ومن كان جالساً نعس.
140 - ومنها: تشبيك الأصابع في أمكنةٍ وأوقاتٍ تُطلب فيها الطاعة وحضور القلب عبثاً وتلهياً عن ذكر الله تعالى
.
وروى الإمام أحمد بإسناد حسن، عن مولى لأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما قال: بينما أنا مع أبي سعيد وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رجل جالس في وسط المجلس محتبياً مشبكاً أصابعه بعضها في بعض، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يفطن الرجل لإشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتفت إلى أبي سعيد فقال:"إِذَا كانَ أَحَدُكُم فِي الْمَجْلِسِ فَلا يُشْبِكَنَّ؛ فَإِنَّ التَّشْبِيْكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَزَالُ فِيْ صَلاةٍ مَا كَانَ فِيْ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ"(1).
وهذا الحديث فيه إشارة إلى كراهية التشبيك بين الأصابع في
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 42). وضعف ابن حجر إسناده في "فتح الباري"(1/ 566).
المسجد (1) - سواء كان في صلاة، أو لا - وكذلك لو خرج إلى المسجد وهو في الطريق كما جزم به البغوي في التحقيق؛ لما رواه أبو داود، وغيره عن كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوْءَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلا يُشْبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ؛ فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ"(2).
قال الحافظ العراقي: الحكمة في النهي عن التشبيك في الصلاة أو في المسجد إمَّا لما فيه من العبث، أو لما فيه من التشبه بالشيطان، أو لدلالة الشيطان على ذلك كما في حديث مولى أبي سعيد رضي الله تعالى عنهما، انتهى (3).
(1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(1/ 566 - 567): وجمع الإسماعيلي بأن النهي مقيد بما إذا كان في الصلاة أو قاصداً لها؛ إذ منتظر الصلاة في حكم المصلي، وأحاديث الباب الدالة على الجواز خالية عن ذلك، أما الأولان فظاهران، وأما حديث أبي هريرة فلأن تشبيكه إنما وقع بعد انقضاء الصلاة في ظنه، فهو في حكم المنصرف من الصلاة، والرواية التي فيها النهي عن ذلك ما دام في المسجد ضعيفة كما قدمنا، فهي غير معارضة لحديث أبي هريرة كما قال ابن بطال، انتهى.
ويفهم من هذا الكلام أن تشبيك الأصابع لغير المصلي أو قاصد الصلاة مباحة، سواء في المسجد أو خارجه، خلافاً لما أثبته المصنف أن تشبيك الأصابع مكروه مطلقاً في المسجد، والله أعلم.
(2)
رواه أبو داود (562)، والترمذي (386).
(3)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (1/ 567).