الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يعارض ما ذكرناه حديثَ "الصحيحين": "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤمِنِ كَالْبُنْيَانِ"، وشبك بين أصابعه (1)؛ لأنه صلى الله عليه وسلم منزه عن التلهي والعبث، وإنما أراد تمثيل تعاضد المؤمنين بعضهم ببعض بالبنيان المتعاضد، ثم حكى التعاضد بيديه صلى الله عليه وسلم ليجمع بين القول والفعل؛ فافهم!
ومثل هذا العرض لا شبهة في جوازه بل في استحبابه؛ فاعلم.
141 - ومنها: رفع البصر إلى السماء في محل يطلب قيه الخضوع والاتِّضاع
.
ومن هنا كره رفع البصر إلى السماء في الصلاة.
فأما رفع البصر للتفكر في خلق السماء والاعتبار، فليس من هذا القبيل، بل هو مطلب مستحب.
ألا ترى إلى قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144].
روى ابن أبي حاتم عن رجاء بن أبي سلمة رحمه الله تعالى قال: أهبط آدم عليه السلام يديه على ركبتيه مطأطئاً رأسه، وأهبط إبليس مشبكاً بين أصابعه رافعاً رأسه إلى السماء (2).
142 - ومنها: الاختصار؛ بمعنى وضع اليد على الخاصرة
.
قال الترمذي بعد أن أسند حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو في بقية
(1) رواه البخاري (2314)، ومسلم (2585).
(2)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(1/ 88).
الكتب الستة: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل مختصراً (1): ويروى أن إبليس إذا مشى مشى مختصراً، انتهى (2).
وروى ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أَنَّهُ كره التخصر في الصلاة أَنَّ إبليس أُهبِطَ مختصراً (3).
وروى عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله تعالى عنه قال: وضع اليد في الخاصرة استراحة أهل النار.
قال: وقال في حديث آخر: إنها مشية الشيطان (4).
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أنه قال: إذا قام أحدكم إلى صلاة فلا يجعل يده في خاصرته؛ فين الشيطان يحضر ذلك (5).
وقيل: إن سبب الكراهة أنه من فعل اليهود، كما سيأتي.
وروى ابن أبي شيبة عن خالد بن معدان رحمه الله تعالى: أن عائشة - رضي الله تعالى عنها - رأت رجلاً واضعاً يده على خاصرته،
(1) رواه البخاري (1162)، ومسلم (454)، وأبو داود (947)، والترمذي (383)، والنسائي (890).
(2)
انظر: "سنن الترمذي"(383).
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(25595) بهذا اللفظ عن حميد بن هلال، وأما ما رواه عن ابن عباس (4593) فلفظه:"أنه كرهه في الصلاة، وقال: إن الشيطان يحضر ذلك".
(4)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(3342).
(5)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(3339).