المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(4) باب النهي عن التشبه بعاد - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٦

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌66 - ومن أعمال الشيطان: شرب الخمر، وتناول المسكرات، والقمار، واللعب بالنرد ونحوه مطلقًا، واللعب بالشطرنج إذا اقترن بمحرم، والتكهن، والتنجيم، والتطير، والزجر، والطرق، والعيافة، ونحو ذلك

- ‌ تَنْبِيهانِ:

- ‌67 - ومن أعمال الشياطين لعنهم الله: عمل السحر، وعِلْمُه وتَعَلُّمِهِ وَتعليمِه، وهي منه

- ‌68 - ومنها: النشرة

- ‌69 - ومنها: سائر أنواع الرقى إلا الرقية بذكر الله تعالى وما يعرف معناه مما يسوغ، وكذلك الإشارة بالرقية إلا ما ذكر

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌70 - ومن أعمال الشيطان: تصوير ما فيه روح، والأمر بذلك؛ وهو من الكبائر

- ‌71 - ومن أخلاق الشيطان: إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس، والنميمة، وإتيان هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه

- ‌ تَنْبِيهانِ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِي:

- ‌72 - ومنها: اعتياد الشر والأذى

- ‌73 - ومنها: التشاتم والتساب

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌74 - ومنها: عدم المبالاة بما قال، وما قيل له

- ‌75 - ومنها: حضور مجالس أهل الجور من القضاة والولاة

- ‌76 - ومنها: حضور مجالس الغضب والخصومات التي لا خير فيها

- ‌77 - ومنها: الدخول على الملوك والسلاطين والأمراء بغير ضرورة، والتأويل في ذلك، والإشارة بذلك

- ‌78 - ومنها: دلالة أعداء المسلمين على عوراتهم، والسعي في أذيتهم؛ وكل ذلك من الكبائر

- ‌79 - ومنها: تثبيت أعداء المسلمين على قتالهم واستثارتهم لذلك

- ‌80 - ومن أعمال الرجيم: تخبيب الولد على أبيه، والعبد على سيده، والمرأة على سيدها، والرجل على زوجته؛ وكل ذلك حرام

- ‌81 - ومن أعمال الرجيم وأخلاقه: مصادقة من أصر على مصارمة أخيه المسلم وهجره بغير حق، ورد التحية على من لم يستحقها

- ‌82 - ومنها: التجسس والاستماع إلى حديث قوم يكرهون سماعه

- ‌83 - ومنها: إيقاع الناس في التهمة وسوء الظن فيمن لا يساء به الظن

- ‌84 - ومنها: إساءة الظن بالله تعالى، وبأوليائه ومن لا يساء به الظن

- ‌85 - ومنها: حمل الإنسان على الأشر والبطر، والفخر والخيلاء، والكبر واتباع الهوى

- ‌86 - ومنها: تمنية الإنسان بما لا يليق به، أو ما يليق به ولا يستطيعه خصوصًا من أمور الدنيا

- ‌87 - ومنها: تحزين المؤمن، وإدخال الهم والغم عليه

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌88 - ومن أعماله قبحه الله: تخويف المؤمن وازعاجه وترويعه؛ وكل ذلك حرام

- ‌89 - ومن أعمال اللعين وأخلاقه: إيذاء المؤمن في بدنه وأهله وولده وماله، والتصرف في ملك الغير بغير إذنه خصوصًا بالإتلاف والإفساد، وقسوة القلب على خلق الله تعالى، وعدم الرحمة والشفقة

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ أُخْرَى:

- ‌ تَنْبِيهانِ:

- ‌90 - ومن أخلاق اللعين: الظلم والجور والعسف كما يدل عليه فعله بأيوب عليه السلام

- ‌91 - ومن أخلاق الشيطان لعنه الله تعالى: السعي في أذى المسلم والسعاية به، والمعاونة عليه في باطل

- ‌92 - ومنها: التزوير كما تقدم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تزوير الشيطان على سليمان عليه السلام علم السحر

- ‌93 - ومنها: تغليط العلماء، والتزوير عليهم، ونسبة الاعتقاد السيئ إليهم

- ‌94 - ومنها: التزوير على ولاية القضاء والحكم، والحكم بين الناس بالباطل؛ وذلك كله من الكبائر

- ‌95 - ومنها: استحلال الحرام وتحريم الحلال

- ‌96 - ومنها: أكل الحرام

- ‌97 - ومنها: غضب أثواب الناس وأمتعتهم؛ وهو من الكبائر

- ‌98 - ومنها: السرقة؛ وهي كبيرة

- ‌99 - ومنها: الاعتذار بكثرة العيال وغلبة الدَّين عن الدخول في الحرام والشبهات

- ‌100 - ومن أخلاق الشيطان قبحه الله: منع فضل الماء عن ابن السبيل؛ وهو كبيرة أيضاً

- ‌101 - ومنها: قطع الطريق، وإضلال المسافرين في طاعة الله تعالى

- ‌102 - ومنها: السفر وحده أو مع ثان

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌103 - ومنها: تلبية الجاهلية؛ وهي كفر صراح

- ‌104 - ومنها: استيطان الشيطان الأمكن المستقذرة كالكُنَف، والحمامات، والمزابل، والحانات - بالمهملة - وفي معناها بيوت القهوة المتخذة من البن - وإن كانت القهوة في نفسها مباحة - فإن بيوتها مأوى الشياطين

- ‌105 - ومنها: إطالة المكث في الحمام لغير ضرورة، بل لمجرد التلهي والبطالة، وهو مضر من جهة الطب

- ‌106 - ومنها: القعود في الأسواق لغير غرض صحيح

- ‌ تنبِيهانِ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِي:

- ‌107 - ومن أخلاق الشيطان وأعمالة: التبكير إلى الأسواق، والتأخر في الانصراف منها

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌108 - ومن أخلاق الشيطان: ترك القيلولة؛ وهي النوم وسط النهار، وهي مستحبة لقيام الليل

- ‌109 - ومنها: الانتشار من غروب الشمس إلى أن تذهب فحمة العشا - أي: ظلمتها - من غير ضرورة

- ‌110 - ومنها: السهر في غير فائدة

- ‌111 - ومنها: تسهير أهل المعصية والغفلة، وكراهية نومهم

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌112 - ومنها: تنويم أهل الطاعة عن الطاعة

- ‌ فائِدَةٌ لَها مُناسَبةٌ تامَّة بِهَذا الْمَحَلِّ:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌113 - ومن أعمال الشيطان وأخلاقه: افتتاح المجالس والأمور وختمهَا بالشر، ومحبة ذلك من غيره

- ‌114 - ومن أخلاقه لعنه الله: بغض العلماء والصالحين

- ‌115 - ومن أخلاقه لعنه الله تعالى: تطويل أمل العالم حتى يدع العمل معتذراً عنه بطلب العلم، وهذا من جملة أغلاط العلماء

- ‌116 - ومنها: الفرح بموت العلماء العاملين، والفقهاء الزاهدين، والصلحاء العابدين، ولكن فرحه بموت العلماء والفقهاء أشد، وهذا مِنْ لازم بغضهم

- ‌117 - ومنها: إطالة الأمل للعاصي حتى يسوف بالتوبة والطاعة، وللغني حتى يسوف بالحج، والصدقة، والإنفاق في وجوه الخير

- ‌118 - ومنها: تنديم العبد على ما فات

- ‌119 - ومنها: تعيير المؤمن بذنبه، أو شيء أصيب به في الدنيا من فقر أو مرض أو غيرهما

- ‌120 - ومنها: إظهار الشماتة بالمؤمن

- ‌121 - ومنهَا: الوقاحة، وقلة الأدب، وعدم الحياء من الله تعالى، ومن خلقه

- ‌122 - ومنها: الاستهزاء بالناس والسخرية بهم، ولا سيما أهل العلم والولاية؛ وهو من أشد الحرام

- ‌123 - ومنها: الوسوسة، وهي أشد أعمال الشيطان

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌124 - ومن أخلاق الشيطان وأعمَاله: الشعوثة بغير نية صالحة ولا قصد جميل

- ‌125 - ومنها: ترك السواك وكراهيته من غيره

- ‌126 - ومن أخلاق اللعين: كراهية الرخصة والمنع منها؛ وهو خلاف ما يحبه الله تعالى من العبد

- ‌127 - ومنها: تثبيط الناس عن التبكير إلى الجمعة

- ‌128 - ومنها: كراهية شهر الصوم، وترك الصيام فيه لغير عذرة وكلاهما حرام

- ‌129 - ومن أخلاق الشيطان اللعين: محبة سماع ما كان من هذا القبيل من الأشعار

- ‌130 - ومنهَا: كثرة الكلام، والتشدق به، والتعمق فيه، والبيان كل البيان

- ‌131 - ومنها: الصمت عن ذكر الله تعالى في محله، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير ضرر يلحقه

- ‌132 - ومنها: الغناء، والنَّوح والصياح، وحضور تلك المجالس، واستماع ذلك والأمر به

- ‌133 - ومنها: الزفن لهواً ولعباً، وهو الرقص

- ‌134 - ومنها: اتخاذ آلات اللهو وسماعها

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌135 - ومن أخلاق الشيطان: كراهية الديك والتحرُّج عن سماع صوته، ولاسيما الأبيض

- ‌136 - ومن أخلاق الشيطان: الاستماع إلى نهيق الحمار ونباح الكلب، وحمل الحمير على النهيق كما يفعل بعضر الجهلة من التصويت بصوت إذا سمعه الحمار نهق

- ‌137 - ومنها: إشلاء الكلاب ونحوها على الناس

- ‌138 - ومنهَا: اللعب بالحَمَام الطيارة

- ‌139 - ومنها: لباس الحُمرة والملونات

- ‌140 - ومنها: تشبيك الأصابع في أمكنةٍ وأوقاتٍ تُطلب فيها الطاعة وحضور القلب عبثاً وتلهياً عن ذكر الله تعالى

- ‌141 - ومنها: رفع البصر إلى السماء في محل يطلب قيه الخضوع والاتِّضاع

- ‌142 - ومنها: الاختصار؛ بمعنى وضع اليد على الخاصرة

- ‌143 - ومنها: التبختر في المشية، والمبالغة في الإسراع بها

- ‌144 - ومنها: العسف بالدابة، وعدم الرفق بها والمبادرة إلى راحتها في المنازل

- ‌145 - ومنها: المشي في نعل واحدة

- ‌146 - ومنها: اشتمال الصَّمَّاء

- ‌147 - ومنها: الاقعاء

- ‌148 - ومنها: القعود بين الظل والشمس

- ‌149 - ومنها: الانبطاح على الوجه

- ‌150 - ومنها: ضحك القهقهة، واستدعاؤها من غيره

- ‌151 - ومنها: استحباب رفع الصَّوت بالجُشاء والعطاس، وفتح الفم بالتثاؤب

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌ فائِدةٌ:

- ‌152 - ومنها: تلهية العاطس عن الحمد، واستحباب تركه

- ‌153 - ومنها: الضحك من ابن آدم إذا صدر منه ما هو من ضروريات البشرية من نعاس، أو عطاس، أو تثاؤب، أو ضراط، أو غير ذلك

- ‌154 - ومنها: وضع الثوب على الأنف

- ‌155 - ومنها: تسمية العشاء عتمة

- ‌156 - ومنها: أكل الميتة في غير حالة الاضطرار؛ وهو من أشد الحرام

- ‌157 - ومنها: ترك التسمية على الطعام والشراب، وعند الدخول إلى الأماكن، وعند الخروج منها، وفي سائر الأمور المهمة، وأكل

- ‌158 - ومنها: تناول المآكل الخبيثة، والميل إليها

- ‌159 - ومنها: الأكل بالشمال والشرب بالشمال، والأخذ والأعطاء بها

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌160 - ومنها: الأكل مع من يأكل بشماله والشرب مع من يشرب بشماله، وعدم إنكار ذلك عليه

- ‌161 - ومنها: الأكل بأصبع واحدة أو بأصبعين، والسنة الأكل بالثلاث

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌162 - ومنها: الأكل من جوانب القصعة، والامتناع من الأكل مما يليه

- ‌163 - ومنها: الأنفة عن مؤاكلة اليتيم

- ‌164 - ومنها: الأكل في الظلمة ما لم يضطر إليه

- ‌165 - ومنها: الأكل والشرب من الإناء الذي يبيت مكشوفاً

- ‌166 - ومنها: عَبُّ الماء في نَفَس واحد

- ‌167 - ومنها: الشرب من ثُلمة القدح ومن ناحية أذنه

- ‌168 - ومنها: الشرب قائماً

- ‌169 - ومنها: إتيان البهائم؛ وهو من أخبث الحرام

- ‌170 - ومنها: استحباب كشف العورة

- ‌171 - ومنها: استحباب أن يكون الإنسان ضُحَكَةً للناس يسخرون به؛ لأثر ابن عباس المذكور

- ‌172 - ومنها: الجماع بحضور أحد من الناس، وإفشاء أحد الزوجين سر الآخر

- ‌173 - ومنها: النظر إلى ما لا يحل له من امرأة أجنبية، أو غلام أمرد جميل، والفتنة به أشد من الفتنة بالمرأة، كما علمتَ

- ‌174 - ومنها: حمل الإنسان على النظر الحرام

- ‌175 - ومنها: كراهته لطول عمر ابن آدم لئلا يزداد خيراً دون من لا يزداد إلا شراً؛ فإنه يحب طول عمره محبة لمعصية الله تعالى، وحزنه إذا بلغ ابن آدم زمان الربيع وزمان بلوغ الثمار وجَدادها حسداً وبغياً

- ‌176 - ومنها: كراهية حصول الشهادة لابن آدم

- ‌177 - ومنها: الإشارة بالتداوي بالخمر والمحرمات

- ‌178 - ومنها: الإشارة بترك تغسيل الميت غير الشهيد في المعركة

- ‌179 - ومنها: الرغبة في سكنى بلاد الأشرار، ومحال الفتن، والفرار من مساكن الأخيار، ومحالِّ إقامة السنن وظهور شعائر الإسلام، وحفظ حرمات الملك العلَاّم

- ‌180 - ومن أخلاق الشيطان: الجبن والوهن

- ‌181 - ومنها: الغباوة، وطلب ما لا يمكن حصوله، والإلقاء باليد إلى التهلكة من غير فائدة معتبرة

- ‌182 - ومنها: أن يُسترضى فلا يرضى لما علمت سابقاً أنه رأس اللؤماء والخبثاء

- ‌183 - ومنها: أن يستغضب فلا يغضب لا كرماً ولا حلماً، ولكن وقاحة أو بَلادة

- ‌184 - ومنها: اعتقاد أن له حولاً وقوة

- ‌185 - ومنها: الإصرار على المعصية، كما تقدمت الإشارة إليه أول الباب

- ‌186 - ومنها: القعود على طريق المخلصين ليمنعهم من الإخلاص

- ‌187 - قلت: وفي هذا الأمر إشارة إلى أن من أعمال الشيطان الرجيم: الرشوة على منع الحق

- ‌خَاتِمَةتشتمل على فوائِد

- ‌النَّوْعُ الثَّاني مِنَ القِسمِ الثَّاني مِنَ الكتَابِ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُهِ بِالكُفَارِ

- ‌(1) بَابُ النَّهي عَنِ التَّشَبُّهِ بِقَابْيلَ القَاتلِ لِأَخْيِهِ هَابِيْلَ

- ‌1 - فمنهَا: أن قابيل سَخِطَ قسمة الله تعالى، ولم يرض بما قُسم له

- ‌2 - ومنها: عقوق الوالدين وإسخاطهما، وهو من الكبائر

- ‌3 - ومنها: مخالفة النبي، ومخالفة الوالد، ومخالفة الأستاذ

- ‌4 - ومنها: إساءة الظن بالوالد، وبالأستاذ، وبالعبد الصالح

- ‌5 - ومنها: النظر إلى كلام الناس، والخوف من تعييرهم

- ‌6 - ومنها: دعوى ما ليس له، والدعوى الباطلة

- ‌7 - ومنها: تزكية النفس، وتعظيمها، والنظر إلى فضلها

- ‌8 - ومنها: قطيعة الرحم، وهي من الكبائر

- ‌9 - ومنهَا: التصدق بأردأ الأموال وشرها، وهو مكروه

- ‌10 - ومنها: لوم غيره، والانتقام منه على ما ابتلي به بسبب ذنب نفسه، أو تمحض القضاء والقدر

- ‌11 - ومنها: التشبه بالشيطان

- ‌12 - ومنها: إشمات العدو في القريب والصديق

- ‌13 - ومنها: الحسد، والحقد، والبغضاء لغير سبب ديني

- ‌14 - ومنها: العمل بمقتضى الهوى والشهوة، والافتتان بالمرأة التي لا تحل له، خصوصاً المحرم

- ‌15 - ومنها: إخافة أخيه وترويعه

- ‌16 - ومنها: قتل النفس التي حرم الله بغير حق

- ‌ تَنْبِيهانِ:

- ‌التَّنْبِيْهُ الثَّانِي:

- ‌17 - ومن أعمال قابيل وأخلاقه: انتهاك حرمة المسلم بعد موته، وعدم الاهتمام بمواراته وسائر ما يحتاج إليه من تجهيزه، وذلك كله من فروض الكفاية، إذا تركه كلُّ من تعين عليهم أثموا

- ‌18 - ومنها: إزهاق روح الحيوان بغير ذكاة شرعية إلا ما جاز قتله، وأكل الموقوذة وسائر أنواع الميتة، وكل ذلك من العظائم إلا في حالة الاضطرار

- ‌19 - ومنها: تنفير الوحش في محل أمْنِه؛ لأن الأرض كانت أمناً للوحش، فلما فعل قابيل ما فعل فرَّت منه، واستوحشت

- ‌20 - ومنهَا: الإكباب على آلات اللهو، وشرب الخمر، والزنا، وارتكاب الفواحش

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌1 - منها: تقريب القربان لله تعالى

- ‌2 - ومنها: تقريب أجود ما عنده أو من أجود ما عنده

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌3 - ومن أخلاق هابيل عليه السلام: التحدث بالنعمة، والتمدح بها

- ‌4 - ومن أخلاق هابيل عليه السلام: التقوى، والوصيَّة بها

- ‌5 - ومن أخلاق هابيل عليه السلام: الحلم، واحتمال الأذى، والصبر على المكروه، وترك الانتقام، وعدم مقابلة السيئة بالسيئة

- ‌6 - ومنها: الرجوع إلى الله تعالى في كل أحواله

- ‌7 - ومنها: الخوف لقوله: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [

- ‌8 - ومنها: كلف الأذى عن أخيه مع احتمال الأذى منه

- ‌9 - ومنها: الاستسلام لقضاء الله تعالى

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌(2) بَابُ النَّهْيِ عَنْ التَّشَبُّهِ بِقَومِ نُوحٍ عليه الصلاة والسلام

- ‌1 - فمنها: الكفر

- ‌2 - ومنها -وهو نوع مما قبله-: عبادة الأصنام، والتحريض عليها

- ‌3 - ومنها: الزندقة، والانحلال عن الدين، وعدم التقيد بشريعة

- ‌4 - ومنها: التكذيب باليوم الآخر، وإنكار البعث والنشور

- ‌5 - ومنها: عدم المبالاة بالله بحيث لا يرجى ولا يخاف، ولا يشكر له نعمة، ولا يستحيى، ولا يؤمن مكره

- ‌6 - ومنها: الزنا

- ‌7 - ومنها: تبرج النساء بالزينة

- ‌8 - ومنها: اتباع المترفين، وإيثار محبتهم ومخالطتهم

- ‌9 - ومنها: المكر، وهو كبيرة

- ‌10 - ومنها: إضلال الناس، وإغواؤهم، ومنعهم عن الإيمان بالله تعالى، وعن طاعته، والدعوة إلى معصيته، واتباع الأئمة المضلين

- ‌11 - ومنها: الإعراض عن سماع الموعظة

- ‌12 - ومنها: بغض النصحاء

- ‌13 - ومنها: الإصرار على المعصية، وترك التوبة والاستغفار

- ‌14 - ومنها: الاستكبار

- ‌15 - ومنها: مقابلة الإحسان بالإساءة

- ‌16 - ومنها: الوقاحة، والتجري على الأكابر، وعدم توقيرهم، وتجرئة الصغار عليهم، وحمل الأطفال على قبائح الأعمال

- ‌17 - ومنها: استبعاد اختصاص الله تعالى بعض عباده بفضيلة العلم والحكمة، أو نحو ذلك

- ‌18 - ومنها: النظر إلى ظاهر الهيئة، واعتبار أن خسة الحرفة أو رثاثة الهيئة مانع من الاختصاص بالفضيلة

- ‌19 - ومنها: إنكار فضل ذوي الفضل

- ‌20 - ومنها: الاستنكاف عن مجالسة الفقراء، وأداني الناس من حيث الحرفةُ وظاهرُ الهيئة لا في الدين، وإزعاجهم من المجالس

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌(3) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِكَنْعَانَ بْنِ نُوحٍ

- ‌1 - فمنها: النفاق

- ‌2 - ومنها: مخالفة الوالد في الدين والاعتقاد الحق

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌3 - ومنها: عدم المحافظة على ود الوالد والأستاذ

- ‌4 - ومنها: الاستعداد بالرأي، والإعجاب به، وإيثار رأي النفس على الرأي الصواب، وعلى رأي الوالد والأستاذ والمرشد

- ‌5 - ومنها: إيثار تدبير نفسه على تدبير الله تعالى

- ‌6 - ومنها: الالتجاء إلى غير الله تعالى في الشدة

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(4) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِعَادٍ

- ‌1 - فمنها: الكفر، وعبادة الأوثان، وتقليد الآباء في ذلك

- ‌2 - ومنها: الابتداع في الدين أعم من أن يكون كفراً أو دونه

- ‌3 - ومنها: الكذب، والتكذيب لأهل الصدق

- ‌4 - ومنها: العناد، والتصميم على الباطل بعد ظهور الحق

- ‌5 - ومنها: الأصرار على المعصية، وترك التوبة والاستغفار

- ‌6 - ومن أعمال عاد، وأخلاقهم: عصيان أولياء الأمور في طاعة الله تعالى، وبغض العلماء وأولياء الله تعالى، والرغبة عنهم، والاستنكاف عن مجالستهم ومعاشرتهم، والرغبة في عشرة الأشرار والمترفين، واتباعهم والانهماك معهم فيما هم فيه

- ‌7 - ومنها: أذية أنبياء الله وأوليائه، وانتقاصهم، ورميهم بالسُّوء

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌8 - ومنها: الإعجاب بالشباب والقوة، والفخر والخيلاء، والتطاول على الناس

- ‌9 - ومنها: ظلم الناس، والبغي عليهم، وتمكيس أموالهم

- ‌10 - ومن أخلاق عَاد: تسفيه ذوي الأحلام والعقول، وتجهيل أهل العلم، وتخطئة أهل الصواب

- ‌11 - ومن أخلاقهم وأعمالهم: البطر، والإكباب على اللهو واللعب، وشرب الخمر، واستماع الغناء، واتخاذ القِيان

- ‌12 - ومن أعمال عاد، وأخلاقهم: الكيد

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌13 - ومن أخلاق عاد: الغفلة عن الموت والعقوبة، واستبعاد موعود الله تعالى

- ‌14 - ومن أخلاق عاد: انتظار المحبوب والثواب اعتماداً على حسن الظن بالنفس، ونسيان العقوبة على سوء العمل

- ‌15 - ومن أخلاق عاد: مكابرتهم، وتصميمهم على ما كانوا عليه من المعاصي مع مشاهدة الآيات، وملاحظة العقوبة، وعدم اتعاظهم بها

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(5) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِثَمُوْدَ

- ‌1 - فمنها: الكفر، والتكذيب، وعبادة الأوثان، والزنا

- ‌2 - ومنها: محاجة أهل الحق في أصول الديانات ميلاً مع الهوى

- ‌3 - ومنها: الأخذ بالرأي في مصادمة النص

- ‌4 - ومنها: بغض الناصحين، والأنفة من قول النصيحة

- ‌5 - ومنها: طاعة المترفين والمفسدين، وموافقتهم على ما هم عليه

- ‌6 - ومن أخلاق ثمود: التطير بأهل الخير واليُمن، أو مطلق الطيرة والتشاؤم

- ‌7 - ومنها: طاعة النساء

- ‌8 - ومنها: الوقوع في المعصية والإثم والبلاء رغبة في ذوات الجمال

- ‌9 - ومنها: القيادة، ودعوة المرأة الرجل إلى نفسها أو إلى غيرها

- ‌10 - ومنها: الاغترار بالدنيا، والتأنق في جمعها وبنيانها، وإتقان البنيان وإحكامه أملاً وأشراً

- ‌11 - ومن قبائح ثمود: سوء الأعمال مع طول الأعمار

- ‌12 - ومنها: الأشر والبطر، والفرح بالدنيا، والبخل بها، والتأنق في تحصيلها وتحصينها، والشره، والإعجاب بالنفس، وبما لهَا أو

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌13 - ومن أعمال ثمود، وأخلاقهم: تعيير أهل الدين بحرفتهم ونحوها مما تعده النفوس الطاغية نقصاناً

- ‌14 - ومنها: اكتساب الإثم، ورمي البريء به

- ‌15 - ومنها: الاستكثار من الشر

- ‌16 - ومنها: الطغيان

- ‌17 - ومنها: نقض عهد الله وميثاقه

- ‌18 - ومنها: تضييع الأمانة، والتعدي عليها

- ‌19 - ومنها: إقرار أهل المعاصي على معصيتهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌20 - ومنها: ذبح الحيوان الموقوف

- ‌21 - ومنها: الاعتداء في الصدقة

- ‌ فائِدَةٌ:

الفصل: ‌(4) باب النهي عن التشبه بعاد

(4) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِعَادٍ

ص: 465

(4)

بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِعَادٍ

وهم أول من تأنق في البنيان، ورفعه وأحكمه أملًا منهم.

قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} [الأحقاف: 21].

وقال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: 65].

وهم أولاد عاد بن عوص بن آدم بن سام بن نوح، وهي عاد الأولى.

قال تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} [النجم: 50].

قال في "الكشاف": عاد الأولى: قوم هود، وعاد الأخرى: إرم.

وقيل: الأولى: القدماء؛ لأنهم أول الأمم هلاكاً بعد قوم نوح.

وقيل: المقدمون في الدنيا الأشراف، انتهى (1).

وروى ابن المنذر عن ابن جريج رحمه الله تعالى في قوله تعالى:

(1) انظر: "الكشاف" للزمخشري (4/ 429).

ص: 467

{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} [النجم: 50]؛ قال: كانت الأخرى بحضرموت (1).

وقال مجاهد رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 6، 7]؛ قال: القديمة (2).

وقال السدي رحمه الله تعالى: عاد من إرم، نسبهم إلى جدهم الأكبر (3).

وقال قتادة: كنا نتحدث أن إرم قبيلة من عاد، وكان يقال لها: ذات العماد، كانوا أهل عمود التي لم يخلق مثلها في البلاد (4).

قال: ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر ذراعا طولاً في السماء. رواها ابن المنذر، وغيره (5).

قال في "القاموس": إرم كعنب؛ وسحاب، والد عاد الأولى أو الأخيرة، أو اسم بلدهم، أو أمهم، أو قبيلتهم، وإرم ذات العماد: دمشق، أو: الإسكندرية، أو: موضع بفارس، انتهى (6).

وقال صاحب "الكشاف": وقيل لعقب عاد بن عوص بن إرم بن

(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (7/ 665).

(2)

ورواه الطبري في "التفسير"(30/ 175)، وذكره البخاري في "صحيحه"(4/ 1887).

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 505).

(4)

ورواه الطبري في "التفسير"(30/ 175)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3426).

(5)

ورواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3426).

(6)

انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 1389)(مادة: أرم).

ص: 468

سام بن نوح: عاد كما يقال لبني هاشم: هاشم، ثم قيل للأولين منهم: عاد الأولى، وإرم تسمية لهم باسم جدهم، ولمن بعدهم عاد الآخرة.

قال ابن الرّقّيات: [من المنسرح]

مَجْدًا تَلِيْدًا بَناهُ أَوَّلُهُ

أَدْرَكَ عادًا وَقَبْلَها إِرَما

ثم قال: وروي أنه كان لعاد ابنان: شداد وشديد، فملكا وقهرا، ثم مات شديد، وخَلُص الأمر لشداد، فملك الدنيا ودانت له ملوكها، فسمع بذكر الجنة، فقال: أبني مثلها، فبنى إرم في بعض صحارى عدن في ثلاثمئة سنة، وكان عمره سبعمئة سنة، وهي مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة، وأساطينها من الزبرجد والياقوت، وفيها أصناف الأشجار والأنهار المطردة، ولما تم أمرها سار إليها بأهل مملكته، فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة أرسل الله تعالى عليهم صيحة من السماء فهلكوا.

قال: وعن عبد الله بن قلابة رضي الله تعالى عنه: أنه خرج في طلب إبل له فوقع عليها، فحمل ما قدر عليه مما تم، وبلغ خبره معاوية رضي الله تعالى عنه فاستحضره، فقص عليه، فأرسل إلى كعب رحمه الله تعالى فسأله، فقال: هي إرم ذات العماد، وسيدخلها رجل من المسلمين في زمانك، أحمر أشقر قصير، على حاجبه خال، وعلى عقبه خال، يخرج في طلب إبل له، ثم التفت فأبصر ابن قلابة،

ص: 469

فقال: هذا والله ذلك الرجل، انتهى (1).

وكان هود عليه السلام أخا عاد في النسب، وهو هود بن عبد الله ابن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص.

وقال ابن إسحاق: هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح (2).

وروى ابن إسحاق، وإسحاق بن بشر، وابن عساكر عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما: أن عاداً كانوا أصحاب أوثان يعبدونها على مثال ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، واتخذوا صنماً يقال له: صمود، وصنما يقال له: الهتار، فبعث الله إليهم هودًا عليه السلام، فكان هود من قبيلة يقال لها: الخلود، وكان من أوسطهم نسبًا، وأصبحهم وجهًا، أبيض جيداً، بادي العنق، طويل اللحية، فدعاهم إلى الله تعالى، وأمرهم أن يوحدوه، وأن يكفوا عن ظلم الناس، ولم يأمرهم بغير ذلك، ولم يَدْعُهم إلى شريعة ولا صلاة، فأبوا ذلك وكذبوه، وقالوا: من أشد منا قوة؟ وذلك قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: 65] إلى قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ} ؛ يعني: سكاناً في الأرض {مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} ، فكيف لا تعتبرون فتؤمنون وقد علمتم ما نزل بقوم نوح من النقمة حين عصوا، {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً}؛ أي: طولًا وقوة، {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ}؛ يعني: هذه النعم {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف: 69]؛ أي:

(1) انظر: "الكشاف" للزمخشري (4/ 750 - 751).

(2)

انظر: "تفسير الثعلبي"(4/ 245).

ص: 470

كي تفلحوا.

وكانت منازلهم الأحقاف.

والأحقاف: الرمل من عمان إلى حضرموت اليمن.

وكانوا قد أفسدوا في الأرض، وقهروا أهلهَا بفضل قوتهم التي آتاهم الله، وكان من قوتهم كثرتهم وانتشارهم في الأرض، وسعة أجسامهم، وشدة بطشهم (1).

روى ابن أبي حاتم عن الرَّبيع بن خُثيم رضي الله تعالى عنه قال: كانت عاد ما بين اليمن إلى الشَّام مثل الذَّرِّ -أي: في الكثرة- مع كبر الأجسام وطولها (2).

قيل: كان طول كل واحد منهم اثني عشر ذراعاً.

وقيل: سبعين ذراعاً.

وقيل: الطويل مئة ذراع، والقصير ستون.

وعن ابن عباس: ثمانون ذراعًا (3).

وقد يجمع بين هذه الأقوال بأن عاداً كانوا أولهم مئة ذراع، ثم تناقص طول ذراريهم حتى صاروا إلى اثني عشر.

(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 485).

(2)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(8/ 2792).

(3)

انظر: "تفسير البغوي"(2/ 170)، و"الدر المنثور" للسيوطي (3/ 485).

ص: 471

أو هذا طول عاد الآخرة، وما فوقه طول عاد الأولى.

وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراع من حجارة، ولو اجتمع عليه خمسمئة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يقلوه، وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها. رواه عبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزهد"، وابن أبي حاتم (1).

وقال عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما: كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل. رواه ابن مردويه (2).

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كان الرجل من عاد في خلقه ثمانين باعاً، وكانت البرة فيهم ككلية البقرة، والرمانة الواحدة يقعد في قشرها عشرة نفر؛ أي: منكم. رواه الحكيم الترمذي في "نوادره"(3).

وقال زيد بن أسلم رحمهما الله تعالى: كان في الزمن الأول يمضي أربعمئة سنة ولم يسمع فيها جنازة.

وقال ثور بن يزيد: جئت اليمن فإذا أنا برجل لم أر أطول منه قط، فعجبت؛ قالوا: تعجب من هذا؟

(1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(9/ 2798).

(2)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 485).

(3)

رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(1/ 151).

ص: 472

قلت: والله ما رأيت أطول من ذا قط.

قالوا: والله لقد وجدنا ساقًا أو ذراعاً، فذرعناها بذراع هذا، فوجدناها ستة عشرة ذراعاً.

وقال أيضًا: قرأت كتاباً: أنا شداد بن عاد، أنا الذي رفعت العماد، أنا الذي سددت بدراً عن بطن واد، أنا الذي كنزت كنزاً في البحر على تسع أذرع لا يخرجه إلا أمة محمَّد. رواهما الزبير بن بكار في "الموفقيات"(1).

وقال هريم (2) بن حمزة رحمه الله تعالى: سأل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه رجلًا من عاد، فكشف الله له عن الغطاء، فإذا رأسه بالمدينة ورجلاه بذي الحليفة أربعة أميال طوله. رواه أبو الشيخ في "العظمة"(3).

وذكر المفسرون أن الله تعالى بعث إليهم هوداً عليه السلام، فأمرهم بالتوحيد والاستغفار، والكف عن ظلم الناس، فأبوا عليه وكذبوه، وقالوا: من أشد منا قوة؟ وبنوا المصانع وأبراج الحمام، وبطشوا بطشة الجبارين، فأمسك الله المطر عنهم ثلاث سنوات، فبعثوا منهم جماعة إلى البيت الحرام يستمطرون لهم (4)، فرجعوا وقد

(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 486).

(2)

في "أ" و "ت": "هرمز".

(3)

رواه أبو الشيخ في "العظمة"(5/ 1527).

(4)

روى الترمذي (3273) واللفظ له،. والإمام أحمد في "المسند" (3/ 482) عن عن أبي وائل عن رجل من ربيعة -الحارث بن يزيد البكري- قال: قدمت المدينة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده وافد عاد، =

ص: 473

بعث الله تعالى عليهم سحابا أسود وريحا فيها كشهب النار، فلما رأوه قالوا: هذا عارض ممطرنا، فقال الله تعالى:{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف: 24] الآية.

وروى عبد بن حميد، وعبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزهد"، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن رحمه الله تعالى قال: لما جاءت الريح إلى قوم عاد قاموا، فأخذ بعضهم بيد بعض، وأخذوا يشتدون، وركزوا أقدامهم في الأرض، وقالوا لهود: من يزيل أقدامنَا من أماكنها إن كنت صادقاً؟ فأرسل الله عليهم الريح تنزع أقدامهم من الأرض كأنهم أعجاز نخل منقعر، وقال الله تعالى:{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة: 6، 7](1).

= فقلت: أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما وافد عاد؟ قال: فقلت على الخبير سقطت، إن عادًا لما أقحطت بعثت قيلا، فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مهرة، فقال: اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه فاسق عبدك ما كنت مسقيه، واسق معه بكر بن معاوية، يشكر له الخمر التي سقاه، فرفع له سحابات فقيل له: اختر إحداهن فاختار السوداء منهن، فقيل له خذها رمادًا رمدًا لا تذر من عاد أحدًا، وذكر أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر هذه الحلقة يعني حلقة الخاتم ثم قرأ {إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} [الذاريات: 41، 42].

(1)

ورواه الطبري في "التفسير"(27/ 99)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(9/ 2798).

ص: 474

وهي الأيام النحسات، وأيام الأعجاز، وأيام العجوز لأنها جاءت في عجز الشتاء، أو لأن عجوزاً من عاد اختبأت من الريح في سرب لها، فاقتلعتها الريح ودقَّت عنقها (1).

روى ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ} [الحاقة: 7]، قال: كان أولها الجمعة (2)؛ أي: وآخرها ليلة الجمعة الثانية.

فإن قلت: كيف يجمع بين هذا وبين ما ذكر في قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} [القمر: 19] أنه يوم الأربعاء؟

قلت: قد يجمع بينهما بأن الريح نشأت يوم الجمعة، ثم استمرت تعذبهم وتثرثرهم حتى هلكوا في يوم الأربعاء، ثم تكامل هلاكهم إلى صبيحة الجمعة الثانية.

وجاء أن تلك الأربعاء كانت آخر أربعاء في الشهر؛ فقد روى وكيع في "الغرر"، والخطيب في "تاريخه" بسند ضعيف، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آخِرُ أَرْبِعَاءٍ في الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ"(3).

وكثيرًا ما يحتج به كثير من الحمقى في التطير بآخر أربعاء من الشهر حتى لا يتحركون فيه بحركة، ومنهم من لا يخرج فيه من بيته،

(1) انظر: "تفسير الثعلبي"(10/ 26).

(2)

رواها ابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3369).

(3)

رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(14/ 405).

ص: 475

ويرده الحديث الصحيح: "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ"(1)، والحديث الصحيح:"لا طيَرَةَ"(2).

والتحقيق أنه يوم نحس مستمر على أعداء الله تعالى، والمصرين على معاصيه دون أولياء الله تعالى وأهل تقواه؛ فإنه يوم سعد مستمر عليهم بدليل أن الله تعالى كما أهلك فيه قوم هود أنجاه هو والذين آمنوا معه فيه، فظفروا فيه بهلاك عدوهم، ونجاتهم في أنفسهم.

ومنهم من يتطير بيوم الأربعاء مطلقا، وكأنه يحتج بحديث جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ". رواه ابن المنذر (3).

وهذا الحديث إن صح فإنما هو في حق من ذكر من أهل المعاصي، أو في حق من تطير.

واللائق بالمؤمن أن لا يتطير من شيء أصلاً، بل إذا تطير يمضي ويعلم أن الطيرة على من تطير (4).

(1) رواه أبو داود (3910)، والترمذي (1614) وصححه، وابن ماجه (3538) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

(2)

رواه البخاري (5422)، ومسلم (2223) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(3)

ورواه أبو عوانة في "المسند"(6022)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (797). قال ابن حجر: فيه إبراهيم بن أبي حية ضعيف جداً.

(4)

قال ابن القيم في "مفتاح دار السعادة"(2/ 194): {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} كان اليوم نحسًا عليهم لإرسال العذاب عليهم، أي لا يقلع عنهم كما تقلع مصائب الدنيا عن أهلها، بل هذا النحس دائم على هؤلاء المكذبين=

ص: 476

وروى ابن مردويه عن أنس رضي الله تعالى عنه: أنه سئل عن يوم الأربعاء فقال: يوم نحس مستمر.

قالوا: كيف ذاك يا رسول الله؟

قال: "غَرِقَ فِيْهِ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَأَهْلَكَ عادًا وَثَمُوداً"(1).

وإذا كان كذلك فينبغي أن يتيمَّن به أهل الإيمان ولا يتشاءموا، بل إن جاز التشاؤم والتطير بالأربعاء بهلاك عاد فيه فليجز التطير بسائر أيام الجمعة لما علمت بنص القرآن العظيم أنهم هلكوا في مجموع الأسبوع سبع ليال وثمانية أيام حسوم.

= للرسل، و (مستمر) صفة للنحس لا لليوم، ومن ظن أنه صفة لليوم، وأنه كان يوم أربعاء آخر الشهر، وأن هذا اليوم نحس أبدًا فقد غلط وأخطأ فهم القرآن، فإن اليوم المذكور بحسب ما يقع فيه، وكم لله من نعمة على أوليائه في هذا اليوم، وإن كان له فيه بلايا ونقم على أعدائه، كما يقع ذلك في غيره من الأيام، مسعود الأيام ونحوسها إنما هو بسعود الأعمال وموافقتها لمرضاة الرب، ونحوس الأعمال مخالفتها لما جاءت به الرسل، واليوم الواحد يكون يوم سعد لطائفة ونحس لطائفته، كما كان يوم بدر يوم سعد للمؤمنين ويوم نحس على الكافرين، فما للكوكب والطالع والقرانات، وهذا السعد والنحس، وكيف يستنبط علم أحكام النجوم من ذلك، ولو كان المؤثر في هذا النحس هو نفس الكوكب والطالع لكان نحساً على العالم، فأما أن يقتضي الكوكب كونه نحساً لطائفة سعداً لطائفة فهذا هو المحال.

(1)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (7/ 677). وقال في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 442): فيه أبو الأخيل متهم.

ص: 477

ومعنى الحسوم: المتابعة كما صح تفسيرها عن ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهما (1).

وكذلك الآيات التي ترادفت على فرعون وقومه من الطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع إلى آخرها كانت تستمر عليهم أسبوعاً أسبوعاً.

فإذا بطل التطير بأيام الأسبوع لما ذكر، فليبطل التطير بيوم الأربعاء.

وروى ابن المنذر عن ابن جريج رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ} [الحاقة: 7]؛ قال: كانوا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب الله، فلما أمسوا اليوم الثامن ماتوا، فاحتملتهم الريح فألقتهم في البحر، فذلك قوله:{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8]، وقوله:{فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [الأحقاف: 25](2).

ويؤخذ من هذا مع ما مر عن الربيع بن أنس: أن العذاب بدأهم يوم الجمعة، وأهلكهم واستأصلهم يوم الجمعة الثانية، ولذلك كان يومًا مباركاً، ولقد بقيت آثار عذابهم ظاهرة في نظير هذه الأيام من كل عام، فنرى فيها من شدة البرد ويبس الريح كل سنة ما هو عبرة لذوي

(1) رواهما الطبري في "التفسير"(29/ 50).

(2)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 226).

ص: 478

الاعتبار، وتبصرة لأولي الاستبصار مع سلامة هذه الأمة من سوئها.

وكانت الريح التي أرسلت عليهم الدبور، وهي الغربية التي تضرب في دبر الكعبة، ومن عادتها أن تكون رحمة فانقلبت عليهم عذاباً مسخرة لهود كما سخرت القبول، ويقال لها: الصبا، وهي التي تضرب في قبل الكعبة لمحمَّد صلى الله عليه وسلم، فكانت دافعة للأحزاب عنه ليلة الأحزاب، ولم تستمر، ولم تهلكهم لأنه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وبقوا حتى خرج من أصلابهم أهل التوحيد.

روى الإِمام أحمد، والشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ"(1).

وروى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرِّيْحُ مَسْجُوْنةٌ فِيْ الأَرْضِ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُهْلِكَ عَادًا أَمَرَ خَازِنَ الرِّيْحِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْهِمْ ريحًا تُهْلِكُ عَادًا، قَالَ: يَا رَبِّ! أَرْسِلْ مِنَ الرِّيْحِ قَدْرَ مِنْخرِ الثَّوْرِ، قَالَ لَهُ الْجَبَّارُ عز وجل؛ تِلْكَ إِذًا تَكْفِي الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وَلَكِنْ أَرْسِلُ عَلَيْهِمْ بِقَدْرِ الْخَاتَمِ"(2).

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(1/ 228)، والبخاري (988)، ومسلم (900).

(2)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3313)، وكذا الحاكم في "المستدرك" (8756). قال ابن كثير في "التفسير" (3/ 438): هذا حديث غريب، ورفعه منكر، والأظهر أنه من كلام عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه.

ص: 479

وروى ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لم ينزل قطرة من ماء إلا بكيل على يدي ملك إلا يوم نوح؛ فإنه أذن للماء دون الخزان، فطغى الماء على الخزان فخرج، فذلك قوله تعالى:{إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: 11]، أي: غلب.

ولم ينزل شيء من الريح إلا بكيل على يدي ملك إلا يوم عاد؛ فإنه أذن لها دون الخزان فخرجت، فذلك قوله تعالى:{بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6]؛ عتت على الخزان (1).

وروي نحوه عن ابن عباس مرفوعًا (2).

وروى أبو الشيخ في "العظمة" عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ".

وهذه القطعة في "الصحيحين" كما سبق.

زاد قال: ما أمر الخزان أن يرسلوا على عاد إلا مثل موضع الخاتم من الريح، فعتت على الخزان، فخرجت من نواحي الأبواب، فذلك قول الله تعالى:{بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6]؛ قال: عتوها: عتت على الخزان، فبدأت بأهل البادية منهم فحملتهم بمواشيهم وبيوتهم، فأقبلت بهم إلى الحاضرة، قالوا: هذا عارض ممطرنا، فلما

(1) رواه الطبري في "التفسير"(29/ 50).

(2)

رواه أبو الشيخ في "العظمة"(4/ 1253)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(62/ 261).

ص: 480