الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي "صحيح مسلم" عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ عليه السلام حَرَّمَ بَيْتَ اللهِ وَأَمَّنَهُ، وَإِنَّيْ حَرَّمْتُ الْمَدِيْنَةَ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا، لا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا، وَلا يُصَادُ صَيْدُهَا"(1).
وفي رواية أبي داود بإسناد صحيح: "لا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا"(2).
20 - ومنهَا: الإكباب على آلات اللهو، وشرب الخمر، والزنا، وارتكاب الفواحش
.
وكل ذلك مما علمت أنه من قبائح الذنوب، ومرتكبه متشبه في ذلك بأولاد قابيل لأنهم أول من سنَّ ذلك.
قال هشام بن محمد بن السائب في كتاب "ابتداء العيدان": أول من عمل العود وضرب به رجل من أولاد قابيل بن آدم يقال له: كمد عُمَّر زماناً طويلاً، ولم يولد له، فتزوج خمسين امرأة، وتسرَّى بمئتي جارية، فولد له غلام قبل موته بعشر سنين، ففرح به، فلما أتت على الغلام خمس سنين مات، فجزع عليه جزعًا شديدًا، فأخذه وعلقه في شجرة، وقال: لا تذهب صورته عن عيني، فجعل لحمه يقع، وعظامه تسقط حتى بقيت الفخذ بالساق والقدم والأصابع، فأخذ عموداً فشقَّه، وجعل يؤلف بعضه إلى بعض، وجعل صدره على صورة الفخذ، والعنق
(1) رواه مسلم (1362).
(2)
رواه أبو داود (2035) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
على صورة السَّاق، والإبريم على صورة القدم، والداري على صورة الأصابع، وعلق عليه أوتارًا كالعروق، وجعل يضرب عليه ويبكي.
وهذا كاف في ذم العود الذي هو أفخر الآلات عند أهلها حيث كانت هذه بداية وضعه.
ولا شك أن هذا من وحي الشيطان.
وكذلك تجد أصل كل آلة محرمة من أمر الشيطان ووحيه.
ولا تلتفت إلى فاسق عساه يمدح لك الآلات، ويدعوك إلى هذه الضلالات؛ فالحذر ثم الحذر من الإصغاء إلى شيء من ذلك.
وقد روى الإِمام أحمد، وابن أبي الدنيا في "الملاهي"، والطبراني عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله بَعَثَنِي رَحْمَة وَهُدًى لِلْعَالَمِيْنَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَزَامِيْرَ وَالْكَبَارَاتِ - يَعْنِي: الْبَرَابِطَ -وَالْمَعَازِفَ، وَالأَوْثَان الَّتِيْ كَانَتْ تُعْبَدُ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَقْسَمَ رَبِي بِعِزَّتِهِ لا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيْدِي جُرْعَةً مِنْ خَمْر إِلَاّ سَقَيْتُهُ مَكَانها مِنْ حَمِيْمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُوْرًا لَهُ، وَلا سَقَاهَا صَبِيًّا صَغِيْرًا إِلَاّ سَقَيْتُهُ مَكَانها مِنْ حَمِيْمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُوْرًا لَهُ، وَلا يَدَعُهَا عَبْد مِنْ عَبِيْدِي مِنْ مَخَافَتِيْ إِلَاّ سَقَيْتُهُ إِيَّاهَا في حَظِيْرِةِ الْقُدْسِ"(1).
(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(5/ 257)، وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ص: 78)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7803). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 69): رواه الإِمام أحمد والطبراني، وفيه علي بن يزيد، وهو ضعيف.
وروى البخاري، وأبو داود، وآخرون عن عبد الرحمن بن غنم قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري رضي الله تعالى عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيَكُوْنَنَّ فِيْ أُمَتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّوْنَ الْخَمْرَ وَالْحَرِيْرَ وَالْمَعَازِفَ (1)، وَلَيَنْزِلَنَ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ تَرُوْحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ، فَيَأتِيْهِمْ آتٍ لِحَاجَتِهِ فَيَقُوْلُوْنَ: ارْجَعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبيِّتُهُمُ اللهُ، وَيَقَعُ الْعَلَمُ عَلَيْهِمْ، ويُمْسَخُ مِنْهُمْ آخَرِيْنَ قِرَدَةً وَخَنَازِيْرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"(2).
وروى نعيم بن حماد في "الفتن" عن [قبيصة بن] مالك الكندي، [عن قبيصة بن ذؤيب] رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيَكُوْنَنَّ مِنْ هَذهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ قِرَدَةً، وَقَوْمٌ خَنَازيرَ، وَلَيُصْبِحُنَّ فَيُقَالُ: خُسِفَ بِدَارِ بنيْ فُلانٍ وَدارِ بنيْ فُلانٍ، وَبَيْنَمَا الرَّجُلانِ يَمْشِيَانِ يُخْسَفُ بِأَحَدِهِمَا بِشُرْبِ الْخُمُوْرِ، وَلِبَاسِ الْحَرِيْرِ، وَالضَّرْبِ بِالْمَعَازِفِ وَالزَّمَّارَةِ"(3)، وهي على وزن جبانة: ما يزمر به.
وروى ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيَكُوْنَنَّ فِيْ هَذِهِ الأُمةِ خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَمَسْخٌ، وَذَلِكَ إِذَا شَرِبُوْا الْخُمُوْرَ، وَاتَّخَذُوْا الْقَيْنَاتِ، وَضَرَبُوْا بِالْمَعَازِفِ".
(1) في البخاري: "الحِرَ والحرير والخمر والمعازف".
(2)
رواه البخاري (5268)، وأبو داود (4039)،
(3)
رواه نعيم بن حماد في "الفتن"(2/ 610).