الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِثَمُوْدَ
(5)
بَابُ النَّهْي عَنِ التَّشَبُّهِ بِثَمُوْدَ
وكانوا أول من هلك بطاعة النساء.
قال الله تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} [الإسراء: 59].
وقال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف: 73] الآيات.
وكان صالح عليه السلام أخاهم في النسب لا في الدِّين.
وذكر ابن إسحاق، وغيره: أن عاداً لما هلكت وتقضَّى أمرها، عمِّرت ثمود بعدها، واستخلفوا في الأرض، فنموا فيها، وكثروا وعمروا حتَّى جعل أحدهم يبني المسكن من المدر فينهدم والرجل منهم حي، فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتاً، وكانوا في سعة من معاشهم، فعتوا عن أمر ربهم، وأفسدوا في الأرض، وعبدوا غير الله تعالى، فبعث الله إليهم صالحاً عليه السلام وهو شاب، فدعاهم إلى الله عز وجل حتى شمط لا يتبعه منهم إلا قليل مستضعفون، فلما ألح عليهم بالدعاء والتبليغ، وأنذرهم وَحذرهم، سألوه أن يريهم آية، فقال لهم: أي آيَة تريدون؟
قالوا: تخرج معنا غداً إلى عيدنا -وكان لهم عيد يخرجون فيه بأصنامهم في يوم معلوم من السنة- تدعو إلهك، وندعو آلهتنا؛ فإن استجيب لك اتبعناك.
فقال لهم صالح: نعم.
فخرجوا، فدعَوا أوثانهم، وسألوها أن لا يستجاب لصالح في شيء مما يدعوبه.
ثم قال قائلهم لصالح: ادع لنا ربك يخرجْ لنا من هذه الصخرة -عن صخرة منفردة في ناحية الحجر يقال لها: الكاثبة- ناقةً مخترجة؛ وهي ما شاكل البخت جوفاء وبراء، فنؤمن لك ونصدق.
فدعا الله تعالى، فتمخضت الصخرة تمخض النتوج بولدها، ثم انصدعت عن ناقة بالصفة التي ذكروا لا يعلم ما بين جنبيها عظماً إلا الله تعالى، ثم نتجت سقباً مثلها في العظم، فآمنت به طائفة من قومه، وهمَّ أكثرهم أن يؤمنوا فمنعهم أشرافهم.
قال لهم صالح: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} [الشعراء: 155 - 156]، فكانت تعمهم بلبنها وخيرها، وكانت ربما أضرت بمواشيهم، ومنعتها المشتا والمصيف، وكان ممن تضرر منها امرأتان يقال لإحداهما: عنيزة بنت غنم، وكانت عجوزاً مسنة، لكنها كانت ذات مال وماشية وبنات حسان.
[و] كان يقال للثانية: صدوف بنت المحيا، وكانت جميلة غنية ذات مواش كثيرة، وكانت من أشد الناس عداوة لصالح عليه السلام، وأحرصهم على عَقر الناقة، فدعت صدوف ابن عم لها يقال له:
مصدع بن مُهَرجِ بن المحيا، وجعلت له نفسها إن عقر الناقة، ودعَت عنزة رجلاً من ثمود يقال له: قَدَّار بن سالف -زعموا أنه كان ابن زنا، ولم يكن من سالف ولكن ولد على فراشه- وجعلت له أي بناتها شاء إن عقر الناقة، فانطلق هو ومصدعِ، واستغويا غواة ثمود، فاتبعهم سبعة نفر، وكانوا تسعة رهط، فانطلقوا ورصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء، وكَمَن لها قدار في أصل صخرة على طريقها، وكمن لها مصدع في طريق آخر، فمرت على مصدع فرماها بسهم، فانتظم به عضلة ساقها، ثم خرجت عنيزة فَأمرت إحدى بناتها أن تسفر لقدار خشية أن يجبن عن عقر الناقة، فكشف عرقوبها فخرت، فبعث الله العذاب على ثمود في ثلاثة أيام، فهلكوا (1).
والقصة مفصلة في محالِّها، وهذا ملخصها.
وروى ابن جرير، والحاكم في "المستدرك"، وغيرهما عن عمرو ابن حارثة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كَانَتْ ثَمُوْدُ قَوْمُ صَالِحٍ أَعْمَرَهُمُ اللهُ فِيْ الدُّنْيَا، فَأَطَالَ أَعْمَارَهُمْ حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَبْنِي السَّكَنَ مِنَ الْمَدَرِ، فَيَنْهِدِمُ وَالرَّجُلُ مِنْهُمْ حَيٌّ، فَلَمَّا رَأَوا ذَلِكَ اتَّخَذُوْا مِنَ الْجِبَالِ بُيُوْتاً، فَنَحَتُوْهَا وَجَابُوْهَا، وَخَرَّقُوْهَا، وَكَانُوْا فِيْ سَعَةٍ مِنْ مَعَايشِهِم، فَقَالُوْا: يَا صَالِحُ! ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا آيَةً نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُوْلُ اللهِ، فَدَعَا صَالِحُ رَبَّهُ فَأَخْرَجَ لَهُمْ آيَةً، فَكَانَ شِرْبُهَا يَوْمًا
(1) انظر: "تاريخ الطبري"(1/ 139)، و"تفسير ابن أبي حاتم"(5/ 1512)، و"تفسير الثعلبي"(4/ 252).
وَشِرْبُهُمْ يَوْمًا مَعْلُوْمًا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا خَلَّوا عَنْهَا وَعَنِ الْمَاءِ، وَحَلَبُوْهَا لَبَناً مَلؤوا مِنْهُ كُل إِنَاءِ وَوِعَاءٍ وَسَقَاءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهِم صَرَفُوْهَا عَنِ الْمَاءِ فَلَمْ تَشْرَبْ مِنْهُ شَيْئاً، فَمَلَؤوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسَقَاءٍ، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى صَالِحٍ: إِنَّ قَوْمَكَ سَيَعْقِرُوْنَ ناَقَتَكَ، فَقَالَ لهُمْ، فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ.
فَقَالَ: إِنْ لا تَعْقِرُوْهَا أَنتُمْ يُوْشِكُ أَنْ يُوْلَدَ فِيْكُمْ مَوْلُوْدٌ يَعْقِرُهَا.
قَالُوْا: فَمَا عَلامَةُ ذَلِكَ الْمَوْلُوْدِ؟ فَوَاللهِ لا نَجِدُهُ إِلَاّ قتلْنَاهُ.
قَالَ: فَإِنَّهُ غُلامٌ أَشْقَرُ، أَزْرَقُ، أَصْهَبُ، أَحْمَرُ.
وَكَانَ فِيْ المَدِيْنَةِ شَيْخَانِ عَزِيْزَانِ مَنِيْعَانِ لأَحَدِهِمَا ابْنٌ يَرْغَبُ بِهِ عَنِ النَّاكِحِ، وَلِلآخِرِ ابْنَةٌ لا يَجِدُ لَهَا كُفُؤًا، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا مَجْلِسٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُزَوِّجَ ابْنَكَ؟
فَقَالَ: لا أَجِدُ لَهُ كُفُؤًا.
قَالَ: فَإِنَّ ابْنَتِيَ كُفُؤٌ لَهُ، فَأَنَا أُزَوِّجُكَ.
فَزَوَّجَهُ، فَوَلَدُ بَيْنَهُمَا ذَلِكَ الْمَوْلُوْدُ، وَكَانَ فِيْ المَدِيْنَةِ ثَمَانِيَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُوْنَ فِيْ الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُوْنَ، فَلَمَّا قَالَ لهُمْ صَالِحٍ: إِنَّمَا يَعْقِرُهَا مَوْلُوْدٌ فِيْكُمْ اخْتَارُوْا ثَمَانِي نِسْوَةٍ قَوَابِلَ مِنَ القَرْيَةِ، وَجَعَلُوْا مَعَهُنَّ شُرَطًا، كَانُوْا يَطُوْفُوْنَ فِيْ الْقَرْيَةِ، فَإِذَا وَجَدُوْا الْمَرْأةَ تَمخضُ نَظَرُوا إِلَى وَلَدِهَا؛ إِنْ كَانَ غُلامًا قَلَبْنَهُ فَنَظَرُوْا مَا هُوَ، وَإِنْ كَانَتْ جَارِيَةً أَعْرَضْنَ عَنْهَا، فَلَمَّا وَجَدُوْا ذَلِكَ الْمَوْلُوْدَ صَرَخَ النّسْوَةُ: هَذَا الَّذِيْ يُرِيْدُ
رَسُوْلُ اللهِ صَالِحٍ، فَأَرَادَ الشُّرَطَ أَنْ يَأْخُذُوْهُ، فَحَالَ جَدَّاهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَقَالا: لَوْ أَنَّ صَالِحًا أَرَادَ هَذَا قَتَلْنَاهُ.
فَكَانَ شَرَّ مَوْلُوْدٍ، وَكَانَ يَشُبُّ فِيْ الْيَوْمِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِيْ جُمْعَةٍ، ويَشُبُّ فِي جُمُعَةٍ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي الشَّهْرِ، وَيَشُبُّ فِيْ الشَّهْرِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي السَّنَةِ، فَاجْتَمَعَ الثَّمَانِيَةُ الَّذِيْنَ يُفْسِدُوْنَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُوْنَ، فَقَالُوْا: اسْتَعْمِلُوْهُ عَلَيْنَا لِمَنْزِلَتِهِ وَشَرَفِ جَدَّيْهِ، فَكَانُوْا تِسْعَةً، وَكَانَ صَالِحٍ عليه السلام لا يَنَامُ مَعَهُمْ فِيْ الْقَرْيَةِ، كَانَ يَبِيْتُ فِي مَسْجِدِهِ، فَإِذَا أَصْبَحَ أتاهُمْ، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، وَإِذَا أَمْسَى خَرَجَ إِلَى مَسْجِدِه فَبَاتَ فِيْهِ.
قَالَ: وَأَرَادُوْا أَنْ يَمْكُرُوا بِصَالِحٍ عليه السلام، فَمَشَوْا عَلَى شُرفِ طَرِيْقِ صَالِحٍ، فَاخْتَبَأَ فِيْهِ ثَمَانِيَةٌ، وَقَالُوْا: إِذَا خَرَجَ عَلَيْنَا قَتَلْنَاهُ، وَأتيْنَا أَهْلَهُ فَبَيَّتْنَاهُمْ.
فَأَمَرَ اللهُ تَعَالَى الأَرْضَ فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِمْ، فَاجْتَمَعُوْا وَمَشَوُا إِلَى النَّاقَةِ وَهِيَ عَلَى حَوْضِهَا قَائِمَةٌ، فَقَالَ الشَّقِيُّ لأَحَدِهِمْ: ائْتِهَا فَاعْقِرْهَا، فَأَتَاهَا، فَتَعَاظَمَهُ ذَلِكَ، فَأَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ، فَبَعَثَ آخَرَ فَأَعْظَمَهُ ذَلِكَ، فَبَعَثَ فَجَعَلَ لا يَبْعَثُ رَجُلاً إِلَاّ تَعَاظَمَهُ أَمْرُهَا حَتَّى مَشَى إِلَيْهَا، وَتَطَاوَلَ فَضَرَبَ عُرْقُوْبَهَا، فَوَقَعَتْ، فَرَكَضَ فَرَأَى رَجُلٌ مِنْهُمْ صَالِحًا، فَقَالَ: أَدْرِكِ النَّاقَةَ فَقَدْ عُقِرَتْ، فَأَقْبَلَ وَخَرَجُوْا يَتَلَقَّوْنَهُ ويَعْتَذِرُوْنَ: يَا نبَيَّ اللهِ! إِنَّمَا عَقَرَهَا فُلانُ، إِنَّهُ لا ذَنْبَ لَنَا.
قَالَ: فَانْظُرُوْا هَلْ تَدْرُكُوْنَ فَصِيْلَهَا؟ فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوْهُ فَعَسَى اللهُ أَنْ
يَرْفَعَ عَنْكُمُ العَذَابَ.
فَخَرَجُوْا يَطْلُبُوْنَهُ، فَلَمَّا رَأَى أُمَّهُ تَضْظَّرِبُ أتىْ جَبَلاً يُقَالُ لَهُ: الْقَارَّةُ قَصِيْرًا، فَصَعِدُوا وَذهبُوا لِيَأْخُذُوْهُ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى الْجَبْلِ فَطَالَ فِي السَّمَاءِ حَتَّىْ مَا تَنَالُهُ الطَّيْرُ، وَدَخَلَ صَالِحٍ الْقَرِيَةَ، فَلَمَّا رَآهُ الْفَصِيْلُ بَكَى حَتَّىْ سَألَتْ دُمُوْعُهُ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ صَالِحًا، فَرَغَا رَغْوَةً، ثُمَّ رَغَا أُخْرَى، ثُمَ رَغَا أُخْرَى، فَقَالَ صَالِحٍ لِقَوْمِهِ: لكُلِّ رَغْوَة أَجَلٌ، فَتَمَتَّعُوْا فِيْ دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامِ، ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوْبٍ.
أَلا إِنَّ آيَةَ الْعَذابِ تصْبحُ وُجُوْهُكُمْ مُصْفَرَّة، وَالْيَوْمِ الثَّانِي مُحْمَرَّة، وَالْيَوْمِ الثالِثِ مُسْودَّة، فَلَمَّا أَصْبَحُوْا إِذَا وُجُوْهُهُمْ كَأَنَّهَا طُلِيَتْ بِالْخَلُوْقِ؛ صَغِيْرُهُمْ وَكَبِيْرُهُمْ، ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحُوْا بِأَجْمَعِهِمْ: أَلا قَدْ مَضَىْ يَوْمٌ مِنَ الأَجَلِ، وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ، فَلَمَّا أَصْبَحُوْا الْيَوْمَ الثَّانِيْ إِذَا وُجُوْهُهُمْ مُحْمَرَّةٌ كَأَنَّهَا خُضِبَتْ بِالدِّمَاءِ، فَصَاحَوْا، وَضَجُّوْا، وَبَكَوْا، وَعَرفُوْا أَنَّهُ الْعَذَابُ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحَوْا بِأَجْمَعِهِمْ: أَلا قَدْ مَضى يَوْمَانِ مِنَ الأَجْلِ وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ، فَلَمَّا أَصْبَحُوْا الْيَوْمَ الثالِثَ قَامُوْا وَوُجُوْهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ كَأَنَّمَا طُلِيَتْ بِالْقَارِ، فَصَاحَوْا جَمِيْعًا: أَلا وَقَدْ حَضَرَكُمُ الْعَذَابُ فتكَفَّنُوْا وَتَحَنَطُوْا، وَكَانَ حَنُوْطُهُمُ الصَّبْرُ وَالْمَغِرَةُ، وَكَانَتْ أَكْفَانُهُمْ الأَنْطَاع، ثُمَّ أَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ بِالأَرْضِ فَجَعَلُوْا يَقَلِّبُوْنَ أَبْصَارَهُمْ فَيَنْظِرُوْنَ إِلَى السَّمَاءِ مَرَّةً، وَإِلَى الأَرْضِ مَرَّةً، فَلا يَدْرُوْنَ مِنْ أَيْنَ يَأْتِيْهِمُ الْعَذَابُ؛ مِنْ فَؤْقِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ، أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْ
الأَرْضِ، خَسْفًا أَوْ قَذْفًا، فَلَمَّا أَصْبَحُوْا الْيَوْمَ الرَّابعَ أتتهُمْ صَيْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فِيْهَا كُلُّ صَاعِقَةٍ، وَصَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ لَهُ صَوْتٌ فِيْ الأَرْضِ، فَتَقَطعَتْ قُلُوْبُهُمْ فِيْ صُدُوْرِهِمْ، فَأَصْبَحُوْا فِيْ دِيَارِهِمْ جَاثِمِيْنَ" (1).
وروى البخاري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها، ولا يستقوا منها، فقالوا: قد عَجَنَّا منها واستقينا، فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين، ويهريقوا ذلك الماء (2).
وعن نافع، عن ابن عمر: فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا من بيارها، وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة (3).
وعن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال: "لا تَدْخُلُوا مَساكِنَ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا إِلَاّ أَنْ تَكُونُوا باكِيْنَ أَنْ يُصِيْبَكُمْ ما أَصابَهُمْ"، ثم تقنَّع بردائه وهو على الرحل (4).
وقال عبد الرزاق: عن معمر: ثم قنع رأسه، وأسرع حتى جاوز الوادي (5).
(1) رواه الطبري في "التفسير"(12/ 65)، والحاكم في "المستدرك"(4069).
(2)
رواه البخاري (3198).
(3)
رواه البخاري (3199).
(4)
رواه البخاري (3200).
(5)
رواه البخاري (4157).