الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد: [حول الآيتين (145 - 146)]
1 -
فسر علماؤنا قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ بأنه ما له إصبع من دابّة، أو طائر، ليدخل فيه الإبل، وذلك مفهوم من قوله تعالى: وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ إذ ذكرهما ولم يذكر الإبل؛ فدلّ ذلك على دخول الإبل في ذوات الظفر المذكورة سابقا، وقد تتبعنا ما يسمونها التوراة حاليا فرأينا فيها ما يلى:
في الإصحاح الثالث من سفر «اللاويين» «الشحم الذي يغشى الأحشاء وسائر الشحم الذي على الأحشاء والكليتين والشحم الذي عليهما الذي على الخاصرتين وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعها ويوقدهما بنو هارون على المذبح على المحرقة التى فوق الحطب الذي على النار» ويتكرّر هذا الكلام مرات، وفي آخر هذا الإصحاح هذا الكلام «كل الشحم للرب فريضة دهرية في أجيالكم في جميع مساكنكم لا تأكلوا شيئا من الشحم ولا من الدّم» . وفي الإصحاح السابع (لاويين) أثناء الكلام عن شريعة
ذبيحة الإثم:
ويقرب منها كل شحمها الألية والشحم الذي يغشى الأحشاء والكليتين والشحم الذي عليهما الذي على الخاصرتين وزيادة الكبد مع الكليتين ينزعها ويوقدهن الكاهن على المذبح وقودا
…
» وفي الإصحاح نفسه «كل شحم ثور أو كبش أو ماعز لا تأكلوا وأما شحم الميتة وشحم المفترسة فيستعمل لكل عمل ولكن أكلا لا تأكلوه» أقول: لنا عودة على هذا النص، وفي هذا الإصحاح الحادي عشر «كل ما شقّ ظلفا وقسمه ظلفين ويجتر من البهائم فإياه تأكلون إلا هذه فلا تأكلوها مما يجتر ومما يشق الظلف الجمل لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم، والوبر لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم، والأرنب لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم، والخنزير لأنه يشق ظلفا ويقسم ظلفين لكنه لا يجتر فهو نجس لكم، من لحمها لا تأكلوا، وجثتها لا تلمسوا إنّها نجسة لكم» وبعد أن يتحدث عن حيوانات البحار والمياه يتحدث عن الطيور يقول:
«وهذه تكرهونها من الطيور لا تؤكل إنها مكروهة النسر والأنوق والعقاب والحدأة والباشق على أجناسه وكل غراب على أجناسه والنّعامة والظليم والسأف والباز على أجناسه، والبوم والغوّاص والكركي والبجع والرّخم واللقلق والببغا على أجناسه، والهدهد والخفاش وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم» ثم يذكر حيوانات تباح ثم يذكر حيوانات أخرى محرّمة كابن عرس والفأر والضبّ والجرذون والورل والوزغة والعظاية والحرباء». وفي الإصحاح الثاني عشر من سفر التثنية: «وأما الدم فلا تأكله
على الأرض تسفكه كالماء» وفيه كذلك «احترز أن لا تأكل الدم لأن الدم هو النفس، فلا تأكل النفس مع اللحم، لا تأكله، على الأرض تسفكه كالماء، لا تأكله لكي يكون لك ولأولادك من بعدك خير إذا عملت الحق في عيني الرب» وفي الإصحاح الرابع عشر من سفر التثنية كلام عن المحرمات والمحللات من الدوابّ.
ونحن نقلنا ما نقلناه هنا لنستأنس ببعض ما فيه على فهم النّص القرآني أو لترجيح فهم من الفهوم، والملاحظ أن الشحم الذي على الخاصرتين، داخل في التحريم على حسب النصوص التي ذكرناها، فإذا صح هذا فإن البطن، والخاصرتين، هي الحوايا، والشحم المختلط فيهما هو المباح، لا ما كان على الخاصرتين، والملاحظ أن بعضا مما حرّم عليهم قد أبيح لنا من مثل الإبل والأرانب، وتفصيل ما يؤكل وما لا يؤكل من الحيوانات موجود في كتب الفقه فلتراجع وسنذكرها في كتاب الأساس في السنة.
2 -
بمناسبة قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا
…
يروي ابن كثير هذا الحديث عن ابن عباس وقد رواه الإمام أحمد والبخاري والنسائي قال ابن عباس: ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت: يا رسول الله ماتت فلانة- تعني الشاة- قال: «فلولا أخذتم مسكها» ؟ قالت: نأخذ مسك شاة قد ماتت؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما قال الله: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ. وإنكم لا تطعمونه، أن تدبغوه فتنتفعوا به» . فأرسلت فسلخت مسكها فدبغته فاتخذت منه قربة حتى تخرّقت عندها. رواه أحمد والبخاري والنسائي.
3 -
وبمناسبة تحريم الشحوم على بني إسرائيل يروي ابن كثير مجموعة أحاديث بمعنى واحد نكتفي منها بما يحيط بمعناها:
روى الجماعة
…
عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح: «إنّ الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» . فقيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة. فإنها يدهن بها الجلود، وتطلى بها السفن، ويستصبح بها النّاس (يستضيئون بها)، فقال:«لا، هو حرام» .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «قاتل الله اليهود، إن الله لمّا حرم عليهم شحومها جملوه ثم باعوه وأكلوا ثمنه» . وروى ابن مردويه عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدا خلف المقام فرفع بصره إلى السماء فقال: «لعن الله اليهود- ثلاثا- إنّ