الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسلاميا- نظريات تأخذ شكل العقيدة والدين، لتحل محل ذلك الدين القديم- كما يحاولون تغيير طبيعة هذا الدين كوسيلة أخيرة حتى لا يجد هذا الدين قلوبا تصلح للهداية به فيحولون المجتمعات إلى فئات غارقة في وحل الجنس والفاحشة والفجور مشغولة بلقمة العيش لا تجدها إلا بالكد والعسر والجهد كيلا تفيق بعد اللقمة والجنس لتستمع إلى هدى، أو يفئ إلى دين.
إن المعركة الضارية مع هذا الدين والأمة التي تهدي به وتحاول أن تعدل به .. المعركة التي تستخدم فيها جميع الأسلحة بلا تحرج وجميع الوسائل بلا حساب والتي تجند لها القوى والكفايات وأجهزة الإعلام العالمية والتي تسخر لها الأجهزة والتشكيلات الدولية، والتي توجد من أجلها أوضاع ما كانت لتبقى يوما واحدا لولا هذه الكفالة العالمية؟
ولكن طبيعة هذا الدين الواضحة الصلبة ما تزال صامدة لهذه المعركة الضارية.
والأمة المسلمة القائمة على هذا الحق- على قلة العدد وضعف العدة- ما تزال صامدة لعمليات السحق الوحشية .. والله غالب على أمره.
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ* وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ. وهذه هي القوة التي لا يحسبون حسابها وهم يشنون هذه المعركة الضارية ضد هذا الدين وضد الأمة المستمسكة به الملتقية عليه المتجمعة على آصرته .. هذه هي القوة التي يغفلها المكذبون بآيات الله .. إنهم لا يتصورون أبدا إنه استدراج الله لهم من حيث لا يعلمون، ولا يحسبون أنه إملاء الله لهم إلى حين .. فهم لا يؤمنون بأن كيد الله متين، إنهم يتولى بعضهم بعضا ويرون قوة أوليائهم ظاهرة في الأرض فينسون القوة الكبرى ..
إنها سنة الله مع المكذبين .. يرخي لهم العنان ويملي لهم في المعصية والطغيان استدراجا لهم في طريق الهلكة وإمعانا في الكيد لهم والتدبير. ومن الذي يكيد؟ إنه الجبار ذو القوة المتين. ولكنهم غافلون والعاقبة للمتقين. والذين يهدون بالحق وبه يعدلون).
ولنعد إلى التفسير الحرفي:
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ أي سنستدرجهم قليلا قليلا وذلك بأن يواتر الله نعمه عليهم مع انهماكهم في الفحشاء، فكلما جدد الله عليهم نعمه ازدادوا بطرا وجددوا معصيته فيتدرجون في المعاصي بسبب ترادف النعم ظانين أن ترادف النعم
أثرة من الله وتقريب وإنما هو خذلان وتبعيد، وصيغة الاستدراج في اللغة مشتقة من الدرجة وتفيد إما الاستصعاد أو الاستنزال درجة بعد درجة مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ أي ما يراد بهم
وَأُمْلِي لَهُمْ أي وأمهلهم إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ أي أخذي قوي شديد سماه كيدا لأنه شبيه بالكيد من حيث إنه في الظاهر إحسان وفي الحقيقة خذلان
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا في شأن محمد صلى الله عليه وسلم فإنه ليس مجنونا حاشاه ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ أي ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجنون وما به جنون إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ أي منذر من الله مُبِينٌ أي موضح إنذاره
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا نظرا استدلال فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي في هذا الملك العظيم وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أي وفيما خلق الله وما يقع عليه اسم الشئ من أجناس لا يحصرها العدد وَأَنْ عَسى أي وأنه عسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ أي أو لم ينظروا في أن الشأن والحديث عسى أن يكون قد اقترب أجلهم ولعلهم يموتون عما قريب فليسارعوا إلى النظر وطلب الحق وما ينجيهم قبل مفاجأة الأجل وحلول العقاب فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ أي بعد القرآن يُؤْمِنُونَ أي إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن فبأي شئ يمكن أن يؤمنوا والقرآن هو الغاية فى الهداية والمعنى: لعل أجلهم قد اقترب فما لهم لا يبادرون إلى الإيمان بالقرآن قبل الفوت؟ وماذا ينتظرون بعد وضوح الحق وبأي حديث أحق منه يريدون أن يؤمنوا به؟
مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ أي من يضلله فَلا هادِيَ لَهُ أي لا يهديه أحد وَيَذَرُهُمْ أي وهو يتركهم فِي طُغْيانِهِمْ أي في كفرهم يَعْمَهُونَ أي يتحيرون
يَسْئَلُونَكَ السائلون هم اليهود أو قريش عَنِ السَّاعَةِ أي القيامة وسميت القيامة بالساعة لوقوعها بغتة، أو لسرعة ما يجزى فيها، أو لأنها عند الله على بعدها كساعة من الساعات عند الخلق أَيَّانَ مُرْساها أي وقت إرسائها أي متى إثباتها والمعنى متى يرسيها الله قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي أي علم وقت إرسائها عنده قد استأثر به لم يخبر به أحدا من ملك مقرب ولا نبي مرسل ليكون ذلك أدعى إلى الطاعة وأزجر عن المعصية كما أخفى الأجل الخاص وهو وقت الموت لذلك لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ أي لا يظهر أمرها ولا يكشف خفاء علمها إلا هو وحده ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي كل من أهلهما من الملائكة والثقلين أهمه شأن الساعة ويتمنى أن يتجلى له علمها وشق عليه خفاؤها وثقل عليه، أو ثقلت فيهما لأن أهلهما يخافون شدائدها، وأهوالها لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً أي فجأة على غفلة منكم يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ كرر (يسألونك وعلمها
عند الله) للتأكيد ولزيادة: كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها وهذا أصل في تكرير العلماء في كتبهم لا يخلون المكرر من فائدة، ومعنى (كأنك حفي عنها) أي كأنك مبالغ في السؤال عنها لأن من بالغ في المسألة عن الشئ أو التنفير عنه استحكم علمه فيه، وأصل هذا التركيب المبالغة. ومنه إحفاء الشارب. والمعنى الدقيق يسألونك عنها كأنك حفي أي عالم بها. وما كان للرسول صلى الله عليه وسلم أن يتكلف وهو في ذروة الأدب مع الله في شئ لا يعلمه إلا الله، واقتضت حكمته ألا يطلع عليه أحدا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ أنه المختص بالعلم بها
قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ هذا أمر لرسول الله أن يظهر العبودية والبراءة عن دعوى ما يختص بالذات الإلهية من علم الغيب. والمعنى قل أنا عبد ضعيف لا أملك لنفسي اجتلاب نفع ولا دفع ضرر كالمماليك إلا ما شاء الله مالكي من النفع لي والدفع عني وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ أي المستقبل لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ أي لكانت حالي على خلاف ما هي عليه من استكثار الخير واجتناب السوء والمضار حتى لا يمسني شئ منها، ولم أكن غالبا مرة ومغلوبا أخرى في الحروب، ولأعددت من الخصب إلى الجدب وأمثال ذلك إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ أي إن أنا إلا عبد أرسلت نذيرا وبشيرا وما من شأني أن أعلم الغيب فأنا بشير ونذير لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ فإنهم وحدهم تنفع فيهم النذارة والبشارة
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ هي نفس آدم عليه السلام وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها حواء خلقها من جسد آدم من ضلع من أضلاعه لِيَسْكُنَ إِلَيْها أي ليطمئن ويميل لأن الجنس إلى الجنس أميل خصوصا إذا كان بعضا منه، كما يسكن الإنسان إلى ولده ويحبه محبة نفسه لكونه بضعة منه فَلَمَّا تَغَشَّاها أي جامعها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً أي خف عليها ولم تلق منه ما يلقى بعض الحبالى من الكرب والأذى ولم تستثقله كما يستثقلنه فَمَرَّتْ بِهِ أي فمضت به واستمرت إلى وقت ميلاده من غير نقصان ولا إجهاض. ويمكن أن يكون المراد بالحمل الخفيف النطفة، وبمرورها به قيامها وقعودها فَلَمَّا أَثْقَلَتْ أي فلما حان وقت ثقل حملها دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما أي دعا آدم وحواء ربهما ومالك أمرهما الذي هو الحقيق بأن يدعى ويلتجأ إليه لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً أي لئن وهبت لنا ولدا سويا قد صلح بدنه، أو ولدا ذكرا، أو ولدا متصفا بصفة الصلاح لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ لك نحن وهو ومن يتناسل من ذرياتنا
فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً أي أعطاهما ما طلباه من الولد الصالح السوي جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ الكلام هنا انتقل عن آدم وزوجه إلى ذريتهما رجلا وامرأة والمعنى
جعل أولادهما له شركاء فِيما آتاهُما أي فيما آتى أولادهما، وآدم وحواء بريئان من الشرك، وهذا المكان من القرآن مما تدور حول تفسيره معارك كلامية كثيرة وللكلام تتمة، ويمكن أن يكون الخطاب من ابتداء الآية لقريش الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم آل قصي، أي هو الذي خلقكم من نفس واحدة قصي، وجعل من جنسها زوجها عربية قرشية ليسكن إليها، فلما آتاهما ما طلبا من الولد الصالح جعلا له شركاء فيما آتاهما حيث سميا أولادهما الأربعة: بعبد مناف،
وعبد العزى، وعبد قصي، وعبد الدار فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أن تعاظم وتنزه أن يكون له شريك
أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً كالأصنام والطبيعة أو أجزائها وَهُمْ يُخْلَقُونَ أي هذه الآلهة المزعومة هي نفسها مخلوقة. والمعنى أيشركون ما لا يقدر على خلق شئ وهم يخلقون لأن الله خالقهم. أو أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم مخلوقو الله فليعبدوا خالقهم، أو أيشركون ما لا يخلق شيئا، والجميع من عابدين ومعبودين مخلوقون لله فأين عقولهم؟
وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً أي لعبدتهم وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ فيدفعون عنها ما ينوبها من الحوادث كالكسر وغيره، بل عبدتهم الذين يدفعون عنهم
وَإِنْ تَدْعُوهُمْ أي وإن تدعوا هذه الأصنام إِلَى الْهُدى أي إلى ما هو هدى ورشاد، أو إلى أن يهدوكم أي وإن تطلبوا منهم كما تطلبون من الله الخير والهدى لا يَتَّبِعُوكُمْ أي إلى مرادكم وطلبتكم ولا يجيبوكم كما يجيبكم الله سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ عن دعائهم، فدعوتكم وصمتكم سواء في أنه لا فلاح معهم ولا يجيبونكم.
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أي تعبدونهم وتسمونهم آلهة عِبادٌ أَمْثالُكُمْ أي مخلوقون مملوكون أمثالكم فَادْعُوهُمْ لجلب نفع أو دفع ضر فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ أي فليجيبوا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أي في زعمكم أنهم آلهة،
ثم أبطل أن يكونوا عبادا أمثالهم فضلا عن أن يكونوا آلهة فقال أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أي مثل مشيكم أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أي يتناولون بها مثل تناولكم أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها مثل إبصاركم أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها مثل سمعكم فلم تعبدون ما هو دونكم قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ أي واستعينوا بهم في عدواني فإني لا أبالي بكم ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ أي ابذلوا جهدكم في الكيد لي أنتم وشركاؤكم جميعا دون أن تعطوني أي مهلة
إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ أي إن ناصري عليكم هو الله الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ أي الذي أوحى إلي وأعزني برسالته وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ أي ومن سنته أن ينصر الصالحين من عبادة ولا يخذلهم
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ أي والذين تعبدون من دون الله لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ
وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا أي لا نصرة عندهم لا لأنفسهم ولا لعبادهم ولا استجابة لهدى، لأنهم لا عقل عندهم ولا حياة وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ أي وترى هذه الأصنام ناظرة إليك أي يشبهون من ينظر لأنهم صوروا أصنامهم بصورة من يحدد نظره إلى الشئ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ أي المرئيات
خُذِ الْعَفْوَ أي ما عفا لك من أخلاق الناس وأفعالهم ولا تطلب منهم الجهد وما يشق عليهم، أو ضم العفو كله إليك، وأنفق منه على الناس بالعفو عنهم وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ أي بالمعروف والجميل من الأفعال. أو وأمر بكل فعلة يرتضيها العقل ويقبلها الشرع وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ أي ولا تكافئ السفهاء بمثل سفههم ولا تمارهم واحلم عليهم
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ أي وإما ينخسنك منه نخس أي فإن يحملك بوسوسته على خلاف ما أمرت به فالنزغ النخس كأنه ينخس الناس حين يغريهم على المعاصي، ويدخل في نزغ الشيطان اعتراء الغضب فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ أي فاستجر به بذكر الاستعاذة إِنَّهُ سَمِيعٌ لنزغه عَلِيمٌ بدفعه فإذا التجأت إليه فاستعذت علم ذلك وفعل كرما منه واستجاب
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ أي لمسة ووسوسة تَذَكَّرُوا ما أمر الله به ونهى عنه فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ أي فأبصروا السداد ودفعوا وسوسته. بأن يفروا منه إلى الله فيزدادوا بصيرة من الله بالله
وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ أي وأما إخوان الشياطين من شياطين الإنس فإن الشياطين يمدونهم في الغي أي يكونون مددا لهم فيه ويعضونهم، وجاز أن يكون المراد والشياطين يمدون الجاهلين ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ أي ثم لا يمسكون عن إغوائهم ليصروا ولا يرجعوا
وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ من الآيات التي يقترحونها قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها أي لولا اجتمعتها أي اختلقتها كما اختلقت ما قبلها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي فأنا متبع ولست متكلفا ولا أقترح على ربي شيئا هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ أي هذا القرآن دلائل وآيات تبصركم وجوه الحق وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أي بهذا القرآن
وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ظاهره وجوب الاستماع والإنصات وقت قراءة القرآن في الصلاة وغيرها، وذهب بعضهم أن المعنى أنه إذا تلا عليكم الرسول القرآن عند نزوله فاستمعوا له، وجمهور الصحابة رضي الله عنهم على أنه في استماع المؤتم في الصلاة، وحملها بعضهم على استماع خطبة الجمعة لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أي من أجل أن تنالكم الرحمة
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ هو عام في