الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أموالهم ليصدوا عن اتباع طريق الحق. فسيفعلون ذلك. ثم تذهب أموالهم، ثم تكون عليهم حسرة (أي ندامة) حيث لم يجد شيئا، لأنهم أرادوا إطفاء نور الله وظهور كلمتهم على كلمة الحق. والله متم نوره ولو كره الكافرون، وناصر دينه، ومعل كلمته، ومظهر دينه على كل دين. فهذا الخزي لهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب النار، فمن عاش منهم رأى بعينه وسمع بأذنه ما يسوؤه، ومن قتل منهم، أو مات فإلى الخزي الأبدي، والعذاب السرمدي).
المعنى الحرفي للمجموعة الثالثة:
قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا عن كفرهم وصدهم عن سبيل الله يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ من كفرهم وعملهم السيئ ومن ذلك صدهم وقتالهم وَإِنْ يَعُودُوا أي وإن يستمروا على ما كانوا عليه من الكفر والصد والقتال فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ أي سنة الله فيهم بالعذاب في الدنيا، إما بأيدي المؤمنين، أو بالإهلاك ثم بالعذاب في الآخرة. والآية تدل على أن الكفار إذا انتهوا عن الكفر وأسلموا غفر لهم ما قد سلف من الكفر والمعاصي، وبه احتج أبو حنيفة رحمه الله في أن المرتد إذا أسلم لم يلزمه قضاء العبادات المتروكة.
وَقاتِلُوهُمْ أي: وقاتلوا الكفار حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ أي حتى لا يوجد مسلم يفتن عن دينه، وذلك لا يكون إلا إذا أصبح السلطان للمسلمين في العالم كله، فعلى المسلمين أن يفعلوا وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ أي ويضمحل عنهم كل دين باطل إما بانتهائه أو بخضوع أهله ويبقى فيهم دين الإسلام وحده له الكلمة العليا فَإِنِ انْتَهَوْا أي عن الكفر وأسلموا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فيثيبهم على إسلامهم إن صدقوا فيه وأخلصوا
وَإِنْ تَوَلَّوْا أي: وإن أعرضوا عن الإيمان ولم ينتهوا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ أي ناصركم ومعينكم فثقوا بولايته ونصرته نِعْمَ الْمَوْلى لأنه وحده لا يضيع من تولاه أبدا وَنِعْمَ النَّصِيرُ الذي لا يغلب من نصره. إن الأمر بهذا القول، والقتال، والعلم، كل ذلك من لوازم التقوى التي جزاؤها الفرقان، فإن تقول للكافرين ما أمرت به، وأن تقاتل، وأن تعلم أن الله هو المولى. كل ذلك من التقوى التي جزاؤها الفرقان، ومن ذلك أيضا
وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ قليل أو كثير فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ أي فالحكم أن لله خمسه وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ هكذا كان الخمس يقسم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم على خمسة أسهم، سهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وسهم لذوي قرابته من بني هاشم، وبني المطلب، دون بني عبد شمس،
وبني نوفل، وثلاثة أسهم لليتامى، والمساكين، وابن السبيل، وأما بعده صلى الله عليه وسلم فقد أجرى أبو بكر وعمر وعثمان وعلي الخمس على ثلاثة. وسنرى الخلاف في هذا الموضوع إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ أي يوم بدر يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ أي الفريقان من المسلمين والكفار، وما أنزله الله عز وجل يوم التقى الجمعان هو الآيات، كالفتح، ومحاربة الملائكة، والمعنى إن كنتم تؤمنون بالله وآياته؛ فاعملوا بهذه القسمة، وارضوا بها، فالإيمان يوجب الرضا بالحكم والعمل بالعلم وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ومن ذلك قدرته على أن ينصر القليل على الكثير، كما فعل بكم يوم بدر، ثم فصل بعض ما كان يوم الفرقان، يوم بدر
إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا العدوة: شط الوادي، والدنيا: أي القربى إلى جهة المدينة وَهُمْ أي:
المشركون بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى أي البعدى عن المدينة وَالرَّكْبُ أي العير والقافلة، وهو جمع راكب أَسْفَلَ مِنْكُمْ أي في مكان أسفل من مكانكم، وقد كانوا في أسفل الوادي بثلاثة أميال وَلَوْ تَواعَدْتُمْ أي أنتم وأهل مكة، وتوافقتم بينكم على موعد تلتقون فيه للقتال لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ أي لخالف بعضكم بعضا.
إذ قد تثبطكم قلتكم، أو تثبطهم سلامة قافلتهم أو غير ذلك، فلا يتفق لكم من التلاقي ما وفقه الله وسبب له وَلكِنْ جمع بينكم بلا ميعاد لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا من إعزاز دينه، وإعلاء كلمته، أو ليقضي الله أمرا ينبغي أن يفعل، وهو نصر أوليائه، وقهر أعدائه، أوليتم أمرا كان قد أراده، وهو عز الإسلام وأهله، وذل الكفر وحزبه لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ أي: ليصدر كفر من كفر عن وضوح بينة، لا عن مخالجة شبهة؛ حتى لا يبقى له على الله حجة، ويصدر إسلام من أسلم أيضا عن يقين وعلم، بأنه دين الحق الذي يجب الدخول فيه والتمسك به وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ للأقوال وغيرها عَلِيمٌ بكل شئ ومن ذلك كفر من كفر وعقابه، وإيمان من آمن وثوابه
إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ أي في رؤياك قَلِيلًا وذلك أن الله تعالى أراه إياهم في رؤياه قليلا، فأخبر بذلك أصحابه، فكان ذلك تشجيعا لهم على عدوهم وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ أي لجبنتم وهبتم الإقدام وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ أي في أمر القتال وترددتم بين الثبات والفرار وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ أي عصم وأنعم بالسلامة من الفشل والتنازع والاختلاف إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ يعلم ما سيكون فيها من الجراءة والجبن، والصبر والجزع
وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ أي وإذ يبصركم إياهم إِذِ الْتَقَيْتُمْ أي وقت اللقاء فِي أَعْيُنِكُمْ