الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أجمل في سورة البقرة على ترتيب معين، فسنرى في القسم الثاني كيف أنه مؤلف من مجموعات، وأن كل مجموعة تفصل إجمالا في سورة البقرة على ترتيب معين، ثم تعود المجموعة اللاحقة لتفصل إجمالا آخر على ترتيب معين وهكذا.
ملاحظات حول هذا القسم:- ملاحظات للمربين
أ- نقترح على المربي الذي يقرئ هذا القسم أو يدرس تفسيره أن يلاحظ تحقيق ما يلي:
أن يركز في ذهن المتعلم الهدف العام من كل سورة، فيركز على سورة البقرة واستيعابها معاني القرآن، ويلفت النظر إلى شمول الإسلام، وحقيقة التقوى، وطرق الوصول إليها، فمن لم يتحرر من كل قصور في فهم الإسلام بعد البقرة فما أخذ شيئا.
ومن لم يتحقق بالتقوى ويتعرف على حقيقتها من سورة البقرة فما أخذ شيئا.
ويركز في سورة آل عمران على قضية الإيمان، والمواقف اليومية والحياتية المنسجمة معه، فما لم يفعل ذلك يكون قد أهمل كثيرا.
ويركز في سورة النساء على التطبيق الحرفي لمعانيها كطريق موصل إلى التقوى.
ويركز في سورة المائدة على التحقق بها على اعتبار أن من لم يتحقق بها يبقى معرضا للضلال.
ويركز في سورة الأنعام على العبودية لله والقيام بشكره.
ويركز في سورة الأعراف على ضرورة اتباع هدى الله وترك ما سواه.
ويركز في سورتي الأنفال وبراءة على ضرورة القتال والجهاد والاستعداد له، والتخلص من كل مانع حسي أو معنوي يحول دونه، وإذا قلنا إن هذه ملاحظات للمربين، فهي ملاحظات ينبغي أن يعطيها الدارسون أهمية بالغة بشكل عام.
ب- المفروض أن يلاحظ المربي شيئين: الفهم الصحيح، والتطبيق الصحيح. وفي هذا القسم- كغيره- آيات واضحة وآيات تحتاج إلى دقة فهم، فالمفروض أن يلفت المربي نظر المتعلم إلى المعاني الصحيحة للنوع الثاني، وخاصة في القضايا التي هي مظنة أن يجهلها الإنسان أو يغفل عنها، وأما في موضوع التطبيق فلا ينبغي أن يكلفه بما لا
يطيق، وإنما يحققه بصحة الفهم، ويدله على العمل بقدر الإمكان.
ج- فى كل سورة من السور ينبغي أن يختص بعض الآيات بوقفات تربط بين الإنسان والواقع، وبين الحياة والسلوك.
وكمثال يركز في سورة البقرة على مقدمتها، وعلى الآيات التي تحدد طرق الوصول للتحقق بصفات المتقين، ويركز على قوله تعالى: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وعلى ملامح الاقتصاد الإسلامي القائم على الإنفاق، وتحريم الربا، وضبط المعاملات.
وفي سورة آل عمران يركز على قضية الطاعة والبطانة والتحرر من طاعة الكافرين أثناء مروره على إِنْ تُطِيعُوا .... * أو لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ ....
وفي سورة النساء يركز على شبه العصر في موضوع تعدد الزوجات، وموضوع نظام الإرث، ونظام الرق، والاحتكام إلى الله ورسوله. وقضية الجهاد ....
وفي سورة المائدة يركز على آيات الحكم، وعلى الآيات التي لها علاقة بقسوة القلب أو فتنته، وعلى الآيات التي تشرح نماذج من الفساد
…
وفي سورة الأنعام يركز على النعم، وعلى الشكر، وعلى خطر تحريم الحلال.
وفي سورة الأعراف يركز على خطورة الموقف من الأمر والنهي في حياة الأمم.
وفي سورة الأنفال وبراءة يركز على ارتباط الإيمان بقضية الجهاد، ولا شك أن كل سورة فيها ما يذكر بمعاني السورة الأخرى، ولكن المربي ينبغي أن يضع أمامه هدفا في كل سورة يحققه من خلال إقرائها أو تحفيظها أو تدريسها.
د- وعلى المربي في عصرنا أن يبتعد ابتعادا كليا في الدروس العامة عن التصريح، وعن الهجوم الواضح على الأشخاص والهيئات إلا إذا دعت ضرورة لذلك، ويكتفي بإبراز الفكرة والإشارة البعيدة من باب قوله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ....
إن نقل الإنسان من طور إلى طور من خلال القرآن عملية تحتاج إلى صبر طويل دؤوب، وحكمة بالغة، وكل سورة تحقق- بشكل من الأشكال- عملية النقل هذه، إذا أتقن المربي- أو المعلم- عملية النقل، وهذه الملاحظة لا تختص بهذا القسم بل هي في القرآن كله.