المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

من يريد أن يخدم الخدمة العسكرية، إذا لم يرد أن - الأساس في التفسير - جـ ٤

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة في آفاق الوحدة القرآنية بين يدي المجلد الرابع

- ‌سورة الأعراف

- ‌كلمة في سورة الأعراف ومحلها في السياق القرآني ومحورها:

- ‌ نقول

- ‌كلمة في أقسام سورة الأعراف ومقاطعها

- ‌[القسم الاول]

- ‌مقدمة السورة

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌نقول:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ المقطع الأول:

- ‌«الفقرة الأولى»

- ‌المعنى العام للمقطع:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى الحرفي للفقرة الأولى:

- ‌نقول وفصول:

- ‌فصل: في مظاهر من الكبر:

- ‌فصل: في التواضع:

- ‌فصل: في مناقشة التطوريين:

- ‌فصل: في حكمة إنظار إبليس:

- ‌فصل: في تعقيبات على قصة آدم:

- ‌فوائد:

- ‌[الفقرة الثانية]

- ‌المجموعة الأولى

- ‌يقول صاحب الظلال:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فائدة:

- ‌ولنعد إلى التفسير:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌تعليقات:

- ‌كلمة فى السياق:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في سياق المجموعة:

- ‌تفسير المجموعة الثانية من الفقرة الثانية

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌تفسير الفقرة الثالثة:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌[القسم الثاني]

- ‌ المقطع الأول من القسم الثاني

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌نقول:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى التفسير:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى السياق:

- ‌نقول:

- ‌فوائد:

- ‌نقول:

- ‌فائدة:

- ‌نقول:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌بين يدي الكلام عن المقاطع الثلاثة الآتية بالسورة

- ‌ المقطع الثاني من القسم الثاني:

- ‌تلخيص لمعاني المقطع:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فائدة:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌نقول:

- ‌فوائد:

- ‌ملاحظات على هذه النقول:

- ‌المقطع الثالث من القسم الثاني

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المعنى العام:

- ‌ المعنى الحرفي

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد حول الآية:

- ‌ولنعد إلى التفسير الحرفي:

- ‌فوائد حول المقطع:

- ‌نظرة في كتاب العهد القديم فيما يخص المقطع:

- ‌في الإصحاح الرابع والعشرين في سفر الخروج:

- ‌فصل: في البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ المقطع الرابع في القسم الثاني

- ‌كلمة في سياق المقطع:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌فائدة:

- ‌ولنعد إلى السياق:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى السياق:

- ‌نقول:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى التفسير الحرفي:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌القسم الثالث من سورة الأعراف

- ‌استعراض لمعاني القسم:

- ‌المعنى العام للقسم:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى التفسير الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى التفسير الحرفي:

- ‌ولنعد إلى التفسير الحرفي:

- ‌نقول:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في سياق هذا القسم:

- ‌كلمة في سورة الأعراف:

- ‌سورتا الأنفال وبراءة

- ‌كلمة في محل السورتين ضمن السياق القرآني العام

- ‌سورة الأنفال

- ‌[القسم الاول]

- ‌مقدمة السورة

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌المقطع الأول من القسم الأول

- ‌ المعني العام

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ولنعد إلى التفسير الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى السياق

- ‌فوائد:

- ‌ولنعد إلى التفسير الحرفي:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ المقطع الثاني من القسم الأول:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌مسألة مهمة:

- ‌قال الجصاص عند قوله تعالى:

- ‌فوائد

- ‌ولنعد إلى التفسير الحرفي:

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ القسم الثاني

- ‌ المقطع الأول من القسم الثاني

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي للمجموعة الأولى:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى الحرفى للمجموعة الثانية:

- ‌فائدة:

- ‌المعنى الحرفي للمجموعة الثالثة:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌الفوائد:

- ‌قضيتان مهمتان:

- ‌ المقطع الثاني من القسم الثاني

- ‌كلمة في هذا المقطع

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي للفقرة الأولى:

- ‌كلمة في آيات القتال:

- ‌فوائد

- ‌كلمة في السياق:

- ‌التفسير الحرفي للفقرة الثانية من المقطع الثاني من القسم الثاني:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ خاتمة سورة الأنفال

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في سورة الأنفال:

- ‌سورة التوبة

- ‌كلمة في سورة التوبة:

- ‌القسم الأول

- ‌بين يدي هذا القسم:

- ‌المعنى العام:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فائدة:

- ‌المعنى الحرفي للمقطع الأول:

- ‌فوائد:

- ‌ولننتقل الآن إلى التفسير الحرفي للمقطع الثاني:

- ‌فوائد:

- ‌المعنى الحرفي للمقطع الثالث:

- ‌[الفقرة الأولى]

- ‌فائدة:

- ‌فوائد:

- ‌قال الألوسي:

- ‌المعنى الحرفي للفقرة الثانية من المقطع الثالث:

- ‌فوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌القسم الثاني من سورة براءة

- ‌المقطع الأول

- ‌المعنى العام:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌ التفسير الحرفي

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌الفوائد:

- ‌فائدة:

- ‌ولنعد إلى السياق:

- ‌فوائد

- ‌فائدة:

- ‌ الفوائد

- ‌فوائد:

- ‌المقطع الثاني من القسم الثاني

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌فوائد:

- ‌الفوائد:

- ‌الفوائد:

- ‌الفوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌فصل: في الكينونة مع الصادقين:

- ‌المقطع الثالث من القسم الثاني

- ‌كلمة بين يدي هذا المقطع:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي

- ‌الفوائد:

- ‌كلمة في السياق:

- ‌القسم الثالث والأخير

- ‌كلمة في هذه الآيات:

- ‌المعنى العام:

- ‌المعنى الحرفي:

- ‌الفوائد:

- ‌كلمة في أواخر سورة براءة

- ‌كلمة في سورتي الأنفال وبراءة

- ‌كلمة حول القسم الأول من أقسام القرآن:

- ‌ملاحظات حول هذا القسم:- ملاحظات للمربين

الفصل: من يريد أن يخدم الخدمة العسكرية، إذا لم يرد أن

من يريد أن يخدم الخدمة العسكرية، إذا لم يرد أن يدفع بدلا، والذي نحب أن نذكر به: أنه في بلادنا يعتبر دفع البدل في مقابل الخدمة الإجبارية ميزة يسعى لها كل الناس.

فمن قبل هذه الشروط الثلاثة فله ما لنا وعليه ما علينا، وإلا فلا حرمة لدمه وماله وأهله.

ولزيادة الوضوح في تفسير آية الجزية ننقل بعض ما قاله الألوسي عند هذه الآية.

‌قال الألوسي:

حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ أي ما تقرر عليهم أن يعطوه، وهي مشتقة من جزى دينه أي قضاه أو من من جزيته بما فعل، أي جازيته لأنهم يجزون بها من من عليهم بالعفو عن القتل. وفي الهداية أنها جزاء الكفر فهي من المجازاة، وقيل: أصلها الهمز من الجزء والتجزئة لأنها طائفة من المال يعطى، وقال الخوارزمي: إنها معرب- كزيت- وهو الخراج بالفارسية وجمعها جزى كلحية ولحى عَنْ يَدٍ يحتمل أن يكون حالا من الضمير في يُعْطُوا وأن يكون حالا من الجزية، واليد تحتمل أن تكون اليد المعطية وأن تكون اليد الآخذة و (عن) تحتمل السببية وغيرها، أي يعطوا عن يد مؤاتية أي منقادين أو مقرونة بالانقياد، أو عن يدهم أي مسلمين أو مسلمة بأيديهم لا بأيدي غيرهم من وكيل أو رسول لأن القصد فيها التحقير وهذا ينافيه، ولذا منع من التوكيل شرعا، أو عن غنى أي أغنياء أو صادرة عنه ولذلك لا تؤخذ من الفقير العاجز، أو عن قهر وقوة أي أذلاء عاجزين. أو مقرونة بالذل، أو عن إنعام عليهم، فإن إبقاء مهجهم بما بذلوا من الجزية نعمة عظيمة، أي منعما عليهم، أو كائنة عن إنعام عليهم، أو نقدا أي مسلمة عن يد إلى يد، أو مسلمين نقدا، واستعمال اليد بمعنى الانقياد إما حقيقة أو كناية، ومنه قول عثمان رضي الله عنه، هذي يدي لعمار، أي أنا منقاد مطيع له، واستعمالها بمعنى الغنى لأنها تكون مجازا عن القدرة المستلزمة لها، واستعمالها بمعنى الإنعام وكذا النعمة شائع ذائع، وأما معنى النقدية فلشهرة يدا بيد في ذلك، ومنه حديث أبي سعيد الخدري في الربا، وما في الآية يؤول إليه كما لا يخفى على من له اليد الطولى في المعاني والبيان، وتفسير اليد هنا بالقهر والقوة أخرجه ابن أبي حاتم عن قتادة، وأخرج عن سفيان بن عيينة ما يدل على أنه حملها على ما يتبادر منها طرز ما ذكرناه في الوجه الثاني، وسائر الأوجه ذكرها غير واحد من المفسرين، وغاية القتال ليس نفس هذا الإعطاء بل قبوله كما أشير إليه. وبذلك صرح جمع من الفقهاء حيث قالوا: إنهم يقاتلون إلى أن يقبلوا الجزية، وإنما عبروا بالإعطاء لأنه المقصود من القبول وَهُمْ صاغِرُونَ أي أذلاء.

ص: 2246

ونقل عن الشافعي أن الصغار هو جريان أحكام المسلمين عليهم، وهي تؤخذ عند أبي حنيفة من أهل الكتاب مطلقا، ومن مشركي العجم والمجوس، لا من مشركي العرب؛ لأن كفرهم قد تغلظ لما أن النبي صلى الله عليه وسلم نشأ بين أظهرهم، وأرسل إليهم، وهو عليه الصلاة والسلام من أنفسهم، ونزل القرآن بلغتهم، وذلك من أقوى البواعث على إيمانهم، فلا يقبل منهم إلا السيف أو الإسلام؛ زيادة في العقوبة عليهم من اتباع الوارد في ذلك، فلا يرد أن أهل الكتاب قد تغلظ كفرهم أيضا، لأنهم عرفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرفة تامة، ومع ذلك أنكروه وغيروا اسمه ونعته من الكتاب، وعند أبي يوسف لا تؤخذ من العرب كتابيا كان أو مشركا، وتؤخذ من العجمي كتابيا كان أو مشركا، وأخذها من المجوس إنما ثبت بالسنة، فقد صح أن عمر رضي الله عنه لم يأخذها حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر، وقال الشافعي: رضي الله عنه إنها تؤخذ من أهل الكتاب عربيا كان أو عجميا، ولا تؤخذ من أهل الأوثان لثبوتها في أهل الكتاب وفي المجوس بالخبر، فبقي من وراءهم على الأصل.

ولنا أنه يجوز استرقاقهم، وكل من يجوز استرقاقه يجوز ضرب الجزية عليه، إذا كان من أهل النصرة، لأن كل واحد منهما يشتمل على سلب النفس. أما الاسترقاق فظاهر لأن نفع الرقيق يعود إلينا جملة. وأما الجزية فلأن الكافر يؤديها من كسبه والحال أن نفقته في كسبه فكان أداء كسبه الذي هو سبب حياته إلى المسلمين راتبة في معنى أخذ النفس منه حكما، وذهب مالك، والأوزاعي إلى أنها تؤخذ من جميع الكفار ولا تؤخذ عندنا من امرأة ولا صبي ولا زمن ولا أعمى، وكذلك المفلوج والشيخ، وعن أبي يوسف أنها تؤخذ منه إذا كان له مال، ولا من فقير غير معتمل، خلافا للشافعي، ولا من مملوك ومكاتب ومدبر، ولا تؤخذ من الراهبين الذين لا يخالطون الناس كما ذكره بعض أصحابنا، وذكر محمد عن أبي حنيفة أنها تؤخذ منهم إذا كانوا يقدرون على العمل، وهو قول أبو يوسف.

ثم إنها على ضربين: جزية توضع بالتراضي والصلح فتقدر بحسب ما يقع عليه الاتفاق، كما صالح صلى الله عليه وسلم بني نجران على ألف ومائتي حلة، ولأن الموجب التراضي فلا يجوز التعدي إلى غير ما وقع عليه.

وجزية يبتدئ الإمام بوضعها إذا غلب على الكفار، وأقرهم على أملاكهم، فيضع

ص: 2247

على الغني الظاهر كل سنة ثمانية وأربعين درهما، يؤخذ في كل شهر منه أربعة دراهم، وعلى الوسط الحال أربعة وعشرين، في كل شهر درهمين، وعلى الفقير المعتمل- وهو الذي يقدر على العمل وإن لم يحسن حرفة- اثني عشر درهما، في كل شهر درهما، والظاهر أن مرجع الغنى وغيره إلى عرف البلد.

وبذلك صرح به الفقيه أبو جعفر. وإلى ما ذهبنا إليه من اختلافها غنى وفقرا وتوسطا، ذهب عمر وعلي وعثمان رضي الله عنهم. ونقل عن الشافعي أن الإمام يضع على كل حالم دينارا أو ما يعدله، والغني والفقير في ذلك سواء، لما أخرجه ابن أبي شيبة عن مسروق أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: خذ من كل حالم دينارا أو عدله مغافر، ولم يفصل عليه الصلاة والسلام، وأجيب عنه بأنه محمول على أنه كان صلحا.

ويؤيده ما في بعض الروايات من كل حالم وحالمة، لأن الجزية لا تجب على النساء، والأصح عندنا أن الوجوب أول الحول، لأن ما وجب بدلا عنه لا يتحقق إلا في المستقبل، فتعذر إيجابه بعد مضي الحول، فأوجبناه في أوله، وعن الشافعي أنها تجب في آخره اعتبارا بالزكاة. وتعقبه الزيلعي بأنه لا يلزمنا الزكاة لأنها وجبت في آخر الحول ليتحقق النماء، فهي لا تجب إلا في المال النامي، ولا كذلك الجزية، فالقياس غير صحيح، واقتضى- كما قال الجصاص في أحكام القرآن- وجوب قتل من ذكر في الآية، إلى أن تؤخذ منهم الجزية على وجه الصغار والذلة أنه لا يكون لهم الذمة إذا تسلطوا على المسلمين بالولاية، ونفاذ الأمر والنهي، لأن الله سبحانه إنما جعل لهم ذمة بإعطاء الجزية وكونهم صاغرين، فوجب على هذا قتل من تسلط على المسلمين بالغضب، وأخذ الضرائب بالظلم، وإن كان السلطان ولاه، ذلك وإن فعله بغير إذنه

وأمره فهو أولى، وهذا يدل على أن هؤلاء اليهود والنصارى الذين يتولون أعمال السلطان وأمرائه، ويظهر منهم الظلم والاستعلاء، وأخذ الضرائب لا ذمة لهم، وأن دماءهم مباحة، ولو قصد مسلم مسلما لأخذ ماله أبيح قتله في بعض الوجوه، فما بالك بهؤلاء الكفرة أعداء الدين. اه. كلام الألوسي.

4 -

إن القرآن الكريم فيه إعجاز وفيه معجزات، إنه زيادة على الإعجاز في كل القرآن فإنك تجد معجزة في كلمة أو في آية، أو في آيات، ومعجزات القرآن متنوعة، فمنها التاريخي، ومنها المخبر عن مستقبل، ومنها المعجزة الكونية، ولقد أثبت علم مقارنة الأديان على ما فيه من ضلال معجزة في قوله تعالى وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ

ص: 2248

وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ففي قوله تعالى يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ معجزة كشف عنها علم مقارنة الأديان- كما سنرى- إنه لم يكن من المعروف في جزيرة العرب ديانات قديمة، تقول بأن لله ابنا- تعالى الله عن قولهم- فإن يسجل القرآن ذلك، ثم يكون الأمر على ذلك، فتلك معجزة لا شك فيها، ونحن سننقل في هذه الفائدة ثلاثة نقول حول الآية: نقلا عن الألوسي في تحديد الجهة التي قالت عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ من اليهود، ونقلا عن الظلال في المضاهاة التي أخبرنا الله عنها، ونقلا عن أبي زهرة يقارن فيه بين نصوص كتب النصارى وكتب البراهمة والبوذيين.

ا- قال الألوسي في تحديد القائل: عزير ابن الله.

وقيل: قائل ذلك جماعة من يهود المدينة منهم سلام بن مشكم. ونعمان بن أبي أوفى. وشاس بن قيس. ومالك بن الصيف. أخرج ابن أبي حاتم. وأبو الشيخ. وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله؟ وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج أن قائل ذلك فنحاص بن عازوراء وهو على ما جاء في بعض الروايات القائل: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ.

أقول: تحدث صاحب الظلال في صفحات كثيرة من ظلاله عن عُزَيْرٌ ومكانته عند يهود ونقل كلام السيد رشيد رضا في تفسير المنار في ذلك وهو موضوع يحسن الاطلاع عليه، ويبدو لي أن القائلين ببنوة عزير لله- تعالى الله عن ذلك- طائفة من يهود تأثرت بالعقلية النصرانية في ذلك.

ب- قال صاحب الظلال عند قوله تعالى في الآية يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ (ولقد كان المفسرون يقولون عن هذه الآية: إن المقصود بها أن قولتهم ببنوة أحد لله، تماثل قول المشركين العرب ببنوة الملائكة لله .. وهذا صحيح

ولكن دلالة هذا النص القرآني أبعد مدى. ولم يتضح هذا المدى البعيد إلا حديثا بعد دراسة عقائد الوثنيين في الهند ومصر القديمة والإغريق. مما اتضح معه أصل العقائد المحرفة عند أهل الكتاب- وبخاصة النصارى- وتسربها من هذه الوثنيات إلى تعاليم «بولس الرسول» أولا؛ ثم إلى تعاليم المجامع المقدسة أخيرا

ص: 2249

إن الثالوث المصري المؤلف من أوزوريس وإيزيس وحوريس هو قاعدة الوثنية الفرعونية، وأوزوريس يمثل (الأب) وحوريس يمثل (الابن) في هذا الثالوث، وفي علم اللاهوت الإسكندري الذي كان يدرس قبل المسيح بسنوات كثيرة «الكلمة هي الإله الثاني» ويدعى أيضا «ابن الله البكر» .

والهنود كانوا يقولون بثلاثة أقانيم أو ثلاث حالات يتجلى فيها الإله: «برهما» في حالة الخلق والتكوين و «فشنو» في حالة الحفظ والقوامة و «سيفا» في حالة الإهلاك والإبادة .. وفي هذه العقيدة، أن «فشنو» هو «الابن» المنبثق والمتحول عن اللاهوتية في (برهما)! وكان الأشوريون يؤمنون بالكلمة ويسمونها (مردوخ) ويعتقدون أن مردوخ هذا هو ابن الله البكر، وكان الإغريق يقولون بالإله المثلث الأقانيم. وإذا شرع كهنتهم في تقديم الذبائح، يرشون المذبح بالماء المقدس ثلاث مرات ويأخذون البخور من المبخرة بثلاث أصابع، ويرشون المجتمعين حول المذبح بالماء المقدس ثلاث مرات إشارة إلى التثليث».

وعقد أبو زهرة في سلسلة مقارنات بين الأديان أبوابا أثبت فيها أن هناك تشابها كاملا بين الكتب الدينية الهندية- وهي الأقدم زمنا- مع عقائد النصارى بما يفيد أن النصارى الذين حرفوا وبدلوا رسالة المسيح عليه السلام نقلوا ذلك عن ديانات سابقة يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ لذلك طالب أبو زهرة النصارى أن يعيدوا النظر، وقد قارن بين نصوص الديانة البرهمية، والديانة النصرانية، وبين نصوص في الديانة البوذية، والديانة النصرانية، ونحن ننقل هاتين المقارنتين عنه وقد قدم لمقارنته بين نصوص الديانة النصرانية والبرهمية بقوله:«والقول الجملي أن الهنود يعتقدون في كرشنة ما يعتقده المسيحيون في المسيح وقد عقد صاحب كتاب «العقائد الوثنية في الديانة النصرانية» موازنة بين أقوال الهنود في كرشنة، وأقوال المسيحيين في المسيح، فتقارب الاعتقاد حتى أوشكا أن يتطابقا، وإذا كانت البرهمية أسبق من النصرانية المحرفة، فقد علم إذن المشتق والمشتق منه، والأصل وما تفرع عنه، وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم».

«ولننقل لك بعضا من هذه الموازنة على سبيل المثال وغيره يقاس عليه» .

أقول: سنضع عبارة الديانة الهندية أولا ومرجعها ثم نتبعها بالعبارة النصرانية ومرجعها:

ص: 2250

قال البراهمة: «كرشنة» هو المخلص والفادي، والمعزي والراعي الصالح والوسيط، وابن الله، والأقنوم الثاني من الثالوث المقدس، وهو الأب والابن وروح القدس».

كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 359

وقال النصارى: «يسوع المسيح» هو المخلص الفادي، والمعزي والراعي الصالح والوسيط، وابن الله، والأقنوم الثاني من الثالوث المقدس وهو الأب والابن وروح القدس». إنجيل لوقا الإصحاح الثالث ص 28، 29 وإنجيل متى الإصحاح السابع.

قال البراهمة: «قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنة ابن الله، وقالوا يحق للكون أن يفاخر بابن هذه الطاهرة» . كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329

وقال النصارى: «دخل الملاك على مريم العذراء والدة يسوع المسيح وقال لها سلام لك أيها المنعم عليها الرب معك» . إنجيل متى الإصحاح الثالث العدد 3.

قال البراهمة: «عرف الناس ولادة كرشنة من نجمه الذي ظهر في السماء» .

كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني 317، 367

وقال النصارى: «لما ولد يسوع المسيح ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمه عرف الناس محل ولادته» . إنجيل متى الإصحاح الثاني العدد 3

وقال البراهمة: «لما ولد كرشنة سبحت الأرض، وأنارها القمر بنوره، وترنمت الأرواح، وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا، ورتل السحاب بأنغام مطربة» .

كتاب فشنو بورانا ص 502

وقال النصارى: «لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسرورا، وظهر من السحاب أنغام مطربة» . إنجيل لوقا الإصحاح الثاني العدد 13

قال البراهمة: «كان كرشنة من سلالة ملوكانية ولكنه ولد في غار بحال الذل والفقر» . كتاب دوان ص 297

ص: 2251

وقال النصارى: «كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانية ويدعونه «ملك اليهود» ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار».

دوان ص 279

قال البراهمة: «لما ولد كرشنة أضيء الغار بنور عظيم وصار وجه أمه ديفاكي يرسل أشعة نور ومجد» . دوان ص 297

وقال النصارى: «لما ولد يسوع المسيح أضيء الغار بنور عظيم أعيا بلمعانه عيني القابلة وعيني خطيب أمه يوسف النجار» .

إنجيل ولادة يسوع المسيح الإصحاح 12 والعدد 12

قال البراهمة: «ومن بعد ما وضعته صارت تبكي وتندب سوء عاقبة رسالتها فكلمها وعزاها» . تاريخ الهند المجلد الثاني ص 311

وقال النصارى: «وقال يسوع المسيح لأمه وهو طفل يا مريم أنا يسوع ابن الله وجئت كما أخبرك جبرائيل الذي أرسله أبي إليك وقد أتيت لأخلص العالم» .

إنجيل الطفولية الإصحاح الأول العدد الثاني والثالث.

قال البراهمة: «وعرفت البقرة أن كرشنة إله وسجدت له» . دوان ص 279 وقال النصارى: «وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له» .

إنجيل لوقا الإصحاح الثاني عدد 8 - 10

قال البراهمة: «وآمن الناس بكرشنة واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من صندل وطيب» . كتاب الديانات الشرقية ص 500 وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص 353

وقال النصارى: «وآمن الناس بيسوع وقالوا بلاهوته وأعطوه هدية من طيب ومر» . إنجيل متى الإصحاح الثاني العدد 2

ص: 2252

قال البراهمة: «وسمع نبي الهنود «نارد» بمولد الطفل الإلهي كرشنة فذهب وزاره في «توكول» وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنه مولود إلهي يعبد».

تاريخ الهند المجلد الثاني ص 317

وقال النصارى: «ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذ المجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود» .

إنجيل متى الإصحاح الثاني عدد 1، 2

قال البراهمة: «لما ولد كرشنة كان «ناندا» خطيب أمه ديفاكي غائبا عن البيت حيث أتى إلى المدينة كي يدفع ما عليه من الخراج للملك».

كتاب فشنو بورانا الفصل الثاني من الكتاب الخامس

وقال النصارى: «ولما ولد يسوع كان خطيب أمه غائبا عن البيت وأتى كي يدفع ما عليه من الخراج للملك» . إنجيل لوقا الإصحاح الثاني من عدد 1 - 17

قال البراهمة: «وكد كرشنة بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية» .

التنقيبات الآسيوية المجلد الأول ص 259 وتاريخ الهند المجلد الثاني ص 130.

وقال النصارى: «ولد يسوع المسيح بحالة الذل والفقر مع أنه من سلالة ملوكانية» . انظر تعداد نسبه في إنجيل متى وإنجيل لوقا.

قال البراهمة: «وسمع ناندا خطيب أمه ديفاكي والدة كرشنة نداء من السماء يقول له: قم وخذ الصبي وأمه فهربهما إلى كاكول واقطع نهر جمنة لأن الملك طالب إهلاكه» . كتاب فشنو بوران الفصل الثالث

وقال النصارى: «وأنذر يوسف النجار خطيب مريم والدة يسوع بحكم كي يأخذ الصبي وأمه ويفر بهما إلى مصر لأن الملك طالب إهلاكه» .

إنجيل متى الإصحاح الثاني عدد 13

قال البراهمة: «وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنة الطفل الإلهي وطلب قتل الولد.

ص: 2253

وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنة». دوان ص 280

وقال النصارى: «وسمع حاكم البلاد بولادة الطفل يسوع الإلهي وطلب قتله وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذي ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح» . إنجيل متى الإصحاح الثاني

قال البراهمة: «واسم المدينة التي ولد فيها كرشنة «مطرا» وفيها عمل الآيات العجيبة ولم تزل محل التعظيم والاحترام عند الهنود العابدين للأوثان القائلين عن كرشنة إنه ابن الله وإنه الله إلى يومنا هذا».

تاريخ الهند المجلد الثاني ص 17 والتنقيبات الآسيوية المجلد الأول ص 259

وقال النصارى: «واسم المدينة التي هاجر إليها يسوع المسيح في مصر لما ترك اليهودية المطرية ويقال إنه عمل فيها آيات وقوات عديدة» .

المقدمة على إنجيل الطفولية تأليف هيجين.

قال البراهمة: «كانت ولادة القديس راما قبل ظهور كرشنة في الناسوت بزمن قليل وقد سعى فانسا ملك البلاد في إهلاك القديس راما وإهلاك كرشنة أيضا» .

تاريخ الهند المجلد الثاني ص 316

وقال النصارى: «وكانت ولادة يوحنا المعمدان قبل ولادة يسوع المسيح بزمن قليل وقد سعى الملك هيرودس في إهلاك الطفل يسوع المسيح وكان يوحنا مبشرا بولادة يسوع المسيح» . إنجيل تاريخ ولادة يسوع المسيح الإصحاح السادس.

قال البراهمة: «وربي كرشنة بين الرعاة ولما جئ به إلى مطرا كان في احتياج عظيم إلى التعليم، فأتى له بمعلم خبير وفي وقت قليل فاق على أستاذه في العلوم وأعياه في المسائل العلمية السنسكريتية الدقيقة» . دوان ص 280 وتاريخ الهند المجلد الثاني ص 321

ص: 2254

وقال النصارى: «وأرسل يسوع المسيح إلى عند المعلم زاخوس كي يعلمه فكتب له أحرف ألف، باء وقال ليسوع قل- ألف- فقال الرب يسوع أخبرني أولا عن معنى حرف الألف ومن بعده أقول حرف الباء، فتهدد المعلم يسوع بالضرب، فقام يسوع وفسر معنى الألف والباء وأخبره عن الحروف المستقيمة والحروف المنحنية والحروف المثناة والتي لها نقط وحركات والتي ليس لها نقط ولماذا وضعت في هذا الترتيب أي بعض الحروف قبل غيرها وطفق يخبر عن أشياء لم يسمع بها المعلم من قبل ولم يقرأها في كتاب» . إنجيل الطفولية الإصحاح العشرين عدد 1 إلى 8

قال البراهمة: «وفي أحد الأيام كان كرشنة سائرا مع قطيع من البقر فاختاروه ملكا عليهم وذهبت كل بقرة إلى المكان الذي عينه لها هذا الملك» .

تاريخ الهند المجلد الثاني ص 312

وقال النصارى: «وفي شهر آزار جمع يسوع الأولاد ورتبهم كأنه ملك عليهم وإذا مر بهم أحد كانوا يأخذونه غصبا ويأمرونه بالسجود للملك» .

إنجيل الطفولية الإصحاح 18 من عدد 1 - 3

قال البراهمة: «وفي أحد الأيام لسعت الحية بعض أصحاب كرشنة الذين يلعب معهم فماتوا فأشفق عليهم لموتهم الباكر ونظر إليهم بعين ألوهيته فقاموا سريعا من الموت وعادوا أحياء» . تاريخ الهند المجلد الثاني ص 343

وقال النصارى: «وبينما كان يسوع يلعب لسعت الحية أحد الصبيان الذين كان يلعب معهم فلمس يسوع ذاك الصبي بيده فعاد إلى حال صحته» .

إنجيل الطفولية الإصحاح 18

قال البراهمة: «وسرق بعض أصحاب كرشنة مع عجولهم وأخفاهم السارقون في غار فخلق كرشنة أصحابا وعجولا مثلهم في الشكل والهيئة» .

تاريخ الهند المجلد الثاني ص 15 وكتاب خرافات الآريين المجلد الثاني ص 136

ص: 2255

وقال النصارى: «وأخفى الأولاد الذين يلعبون مع يسوع أنفسهم في فرن فبدلوا إلى هيئة جداء فناداهم يسوع تعالوا إلى هنا يا أيها الأولاد لنلعب فأعيدت تلك الجداء إلى هيئتهم الأولى صبيانا» . إنجيل الطفولية الإصحاح 18

قال البراهمة: «وأول الآيات والعجائب التي عملها كرشنة شفاء الأبرص» .

تاريخ الهند المجلد الثاني ص 319

وقال النصارى: «وأول الآيات والعجائب التي عملها يسوع هي شفاء الأبرص» . إنجيل متى الإصحاح الثامن العدد الثاني

قال البراهمة: «وأوتي كرشنة بامرأة فقيرة مقعدة ومعها إناء فيه طيب وزيت وصندل وزعفران وغير ذلك من أنواع الطيب فدهنت منه جبين كرشنة بعلامة مخصوصة وسكبت الباقي على رأسه» . تاريخ الهند المجلد الثاني.

وقال النصارى: «وفيما كان يسوع في بيت عتيا في بيت سمعان الأبرص تقدمت إليه امرأة معها قارورة طيب كثيرة الثمن فسكبته على رأسه وهو متكئ» .

إنجيل متى الإصحاح السادس والعشرين عدد 6، 7

قال البراهمة: «كرشنة صلب ومات على الصليب» .

وقال النصارى: «يسوع صلب ومات على الصليب» .

قال البراهمة: «لما مات كرشنة حدثت مصائب، وعلامات شر عظيم، وأحاط بالقمر هالة سوداء، وأظلمت الشمس في وسط النهار، وأمطرت السماء نارا ورمادا،

وتأججت أشعة نار حامية، وصار الشياطين يفسدون في الأرض، وشاهد الناس ألوفا من الأرواح في جو السماء يتراوحون صباحا ومساء، وكان ظهورها في كل مكان».

كتاب ترقي التصورات الدينية المجلد الأول ص 17

ص: 2256

وقال النصارى: «لما مات يسوع حدثت مصائب جمة متنوعة، وانشق حجاب الهيكل من فوق إلى تحت، وأظلمت الشمس من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة، وفتحت القبور، وقام كثيرون من القديسين، وخرجوا من قبورهم» .

إنجيل متى الإصحاح الثاني والعشرين وإنجيل لوقا أيضا.

قال البراهمة: «وثقب جنب كرشنة بحربة» . دوان ص 283

وقال النصارى: «وثقب جنب يسوع بحربة» . دوان ص 282

قال البراهمة: «وقال كرشنة للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب اذهب أيها الصياد محفوفا برحمتي إلى السماء مسكن الآلهة» . فثنوا برانا ص 282

وقال النصارى: «وقال يسوع لأحد اللصين اللذين صلبا معه الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس» . إنجيل لوقا الإصحاح الثالث والعشرين عدد 3، 4

قال البراهمة: «ومات كرشنة ثم قام من بين الأموات» . دوان ص 282

وقال النصارى: «ومات يسوع ثم قام من بين الأموات» إنجيل متى الإصحاح 28

قال البراهمة: «ونزل كرشنة إلى الجحيم» . دوان ص 282

وقال النصارى: «ونزل يسوع إلى الجحيم»

دوان ص 282 وكذلك كتاب الإيمان المسيحي

قال البراهمة: «وصعد كرشنة بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوه صاعدا»

دوان ص 282

وقال النصارى: «وصعد يسوع إلى السماء وكثيرون شاهدوه صاعدا» .

إنجيل متى الإصحاح الرابع والعشرين

ص: 2257

قال البراهمة: «ولسوف يأتي كرشنة في اليوم الأخير ويكون ظهوره كفارس مدجج بالسلاح، وراكب على جواد أشهب، وعند مجيئه تظلم الشمس والقمر، وتزلزل الأرض، وتهتز وتتساقط النجوم من السماء» . دوان ص 282

وقال النصارى: «ولسوف يأتي يسوع في اليوم الأخير كفارس مدجج بالسلاح، وراكب على جواد أشهب، وعند مجيئه تظلم الشمس والقمر، وتزلزل الأرض، وتهتز وتتساقط النجوم من السماء» . إنجيل متى الإصحاح 24

قال البراهمة: «وهو أي كرشنة يدين الأموات في اليوم الأخير» . دوان ص 283

وقال النصارى: «ويدين يسوع الأموات في اليوم الأخير» .

إنجيل متى الإصحاح 24 العدد 1، 3 ورسالة الرومانيين.

قال البراهمة: «ويقولون عن كرشنة: الخالق لكل شئ ولولاه لما كان شئ مما كان فهو الصانع الأبدي» . دوان ص 282

وقال النصارى: «ويقولون عن يسوع المسيح: إنه الخالق لكل شئ ولولاه لما كان شئ مما كان فهو الصانع الأبدي» . إنجيل يوحنا الإصحاح الأول من عدد 1، 3 ورسالة كورنسوس الأولى افسس الإصحاح الثالث العدد 9.

قال البراهمة: «كرشنة الألف والباء، وهو الأول والوسط، وآخر كل شئ» .

دوان ص 282

وقال النصارى: «يسوع الألف والباء وهو الأول والوسط وآخر كل شئ» .

سفر الرؤية الإصحاح الأول العدد 8

قال البراهمة: «لما كان كرشنة على الأرض حارب الأرواح الشريرة، غير مبال بالأخطار التي كانت تكتنفه، ونشر تعاليمه بعمل العجائب والآيات، كإحياء الميت

ص: 2258

وشفاء الأبرص والأصم والأعمى، وإعادة المخلوع كما كان أولا، ونصرة الضعيف على القوي، والمظلوم على ظالمه، وكانوا إذ ذاك يعبدونه، ويزدحمون عليه، ويعدونه إلها».

وقال النصارى: «لما كان يسوع على الأرض كان يحارب الأرواح الشريرة، غير مبال بالأخطار التي كانت تكتنفه، وكان ينشر تعاليمه بعمل العجائب والآيات، كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم والأخرس والأعمى والمريض، وينصر الضعيف على القوي، والمظلوم على ظالمه، وكان الناس يعدونه إلها» . انظر الإنجيل والرسائل ترى كثيرا من هذا الذي ذكرناه.

قال البراهمة: «كان كرشنة يحب تلميذه أرجونا أكثر من بقية التلاميذ»

كتاب بهاكا فات كيتا

وقال النصارى: «كان يسوع يحب تلميذه يوحنا أكثر من بقية التلاميذ» .

إنجيل يوحنا الإصحاح 13 العدد 23

قال البراهمة: «وفي حضور أرجونا بدلت هيئة كرشنة، وأضاء وجهه كالشمس، ومجد العلى، اجتمع إله الآلهة، فأحنى أرجونا رأسه تذللا ومهابة، وتكتف تواضعا، وقال باحترام: الآن حقيقتك كما أنت وإني أرجو رحمتك يا رب الأرباب، فعد واظهر في ناسوتك ثانية أنت المحيط بالملكوت» .

كتاب مورس وليمس المدعو «دين الهنود» ص 215

وقال النصارى: «وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل منفردين، وتغيرت هيئته أقدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالثلج، وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم، وصوت من السحابة قائل هذا هو ابني الحبيب الذي سررت له اسمعوا، ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا» . إنجيل متى الإصحاح 17 من عدد 1 إلى 9

ص: 2259

قال البراهمة: «وكان كرشنة خير الناس خلقا وخلقا وعلما بإخلاص ونصح وهو الطاهر العفيف، مثال الإنسانية، وقد تنازل رحمة ووداعة وغسل أرجل البرهميين، وهو الكاهن العظيم برهما، وهو العزيز القادر، ظهر لنا بالناسوت» . المرجع السابق ص 144

وقال النصارى: «كان يسوع خير الناس خلقا وعلما بإخلاص وهو الطاهر العفيف، مكمل الإنسانية ومثالها، وقد تنازل رحمة ووداعة، وغسل أرجل التلاميذ، وهو الكاهن العظيم القادر ظهر لنا بالناسوت» إنجيل يوحنا الإصحاح 13

قال البراهمة: «كرشنة هو برهما العظيم القدوس وظهوره بالناسوت سر من أسراره العجيبة الإلهية» . فشنو بورانا ص 492 عند شرح حاشية عدد 3

وقال النصارى: «يسوع هو يهوه العظيم القدوس وظهوره في الناسوت سر أسراره العظيمة الإلهية» : رسالة ثيموثاوس الأولى الإصحاح الثالث

قال البراهمة: «كرشنة الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عند الهنود الوثنيين القائلين بألوهيته» . كتاب مورس وليمس المدعو العقائد

قال النصارى: «يسوع الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عند النصارى» .

انظر كافة كتبهم الدينية وكذلك الأناجيل والرسائل

قال البراهمة: «وأمر كرشنة كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يترك أملاكه وكافة ما يشتهيه، ويحبه من مجد هذا العالم، ويذهب إلى مكان خال من الناس ويجعل تصوره في الله فقط» . ديانة الهنود الوثنية ص 211

قال النصارى: «وأمر يسوع كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يفعل كما يأتي وأما أنت فمتى صلبت فادخل إلى مخدعك، واغلق بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية» . إنجيل متى الإصحاح 6 عدد 6

ص: 2260

قال البراهمة: «وقال كرشنة لتلميذه الحبيب أرجونا: إنه مهما عملت ومهما أعطيت الفقير، ومهما أكلت، ومهما قربت من قربان، ومهما فعلت من الأفعال المقدسة، فليكن جميعه بإخلاص لي، أنا الحكيم والعليم، ليس لي ابتداء، وأنا الحاكم المسيطر الحافظ» . مورس وليمس ديانة الهنود الوثنيين ص 211

قال النصارى: «فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل شئ لمجد الله» . رسالة كورتسوس الأولى الإصحاح العاشر من عدد 1: 3

قال البراهمة: «قال كرشنة أنا علة وجود الكائنات، في كانت، وفي تحل وعلي جميع ما في الكون يتكل، وفي يتعلق كاللؤلؤ المنظوم في خيط» .

مورس وليمس ديانة الهنود الوثنيين ص 212

وقال النصارى «من يسوع وفي يسوع وليسوع كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ به كان» . إنجيل يوحنا الإصحاح الأول من عدد 31

قال البراهمة: «وقال كرشنة أنا النور الكائن في الشمس والقمر، وأنا النور الكائن في اللهب، وأنا نور كل ما يضئ، ونور الأنوار ليس في ظلمة» .

كتاب موريس وليمس ديانة الهنود ص 213

قال النصارى: «ثم كلمهم يسوع قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة» . إنجيل يوحنا الإصحاح 8 العدد 12

قال البراهمة: «قال كرشنة أنا الحافظ للعالم وربه وملجؤه وطريقه» .

دوان ص 283

قال النصارى: «قال يسوع أنا هو الطريق الحق والحياة ليس أحد يأتي الأب إلا بي» . إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع عشر عدد 6

ص: 2261

قال البراهمة: «وقال كرشنة، أنا صلاح الصالح، وأنا الابتداء والوسط والأخير والأبدي، وخالق كل شئ وأنا فناؤه ومهلكه» .

كتاب موريس وليمس ديانة الهنود الوثنيين ص 213

قال النصارى: «وقال يسوع، أنا هو الأول والآخر ولي مفاتيح الهاوية والموت» .

رؤيا يوحنا الإصحاح الأول من عدد 17 - 18

قال البراهمة: «وقال كرشنة لتلميذه الحبيب لا تحزن يا أرجونا من كثرة ذنوبك، أنا أخلصك منها، فقط تثق بي، وتتوكل علي واعبدني، واسجد لي، ولا تتصور أحدا سواي، لأنك هكذا تأتي إلى المسكن العظيم، الذي لا حاجة فيه لضوء الشمس والقمر اللذين نورهما مني» . كتاب موريس وليمس ديانة الهنود الوثنيين ص 213

وقال النصارى: «وقال يسوع للمفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك، يا بني أعطني قلبك والمدينة لا تحتاج إلى شمس، ولا إلى قمر ليضيئا فيها الحروف سراجها» .

إنجيل متى الإصحاح 9 عدد 2 وسفر الأمثال الإصحاح 32 عدد 26 وسفر الرؤيا الإصحاح 12 عدد 23

هذا ما نقله الشيخ أبو زهرة في كتابه (مقارنات الأديان: الديانات القديمة) في مقارنته بين نصوص الديانة البرهمية والديانة النصرانية ومنه ندرك سرا من أسرار قوله تعالى يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ. وكما فعل الشيخ أبو زهرة ذلك فقد قارن بين نصوص الديانة البوذية والديانة النصرانية وذلك بعد كلام عن الديانة البوذية وعقائدها:

وقد قدم لهذه النقول بقوله: «ومن الغريب أن الأوهام التي جعلها بوذيو التبت أوصافا لبوذا تتوافق مع ما يتخيله المسيحيون عن شخصية المسيح بعد تغيير النصرانية وها هي ذي بعض المقابلات بينهما لتعرف وجه التطابق» .

أقول: سننقل الكلمة البوذية مع مرجعها، ثم نقفي بالكلمة النصرانية مع مرجعها، وأصل هذا كله هو كتاب «العقائد الوثنية والديانة النصرانية» .

ص: 2262

قال البوذيون: «كان تجسد بوذا بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا» .

دوان ص 290

وقال النصارى: «كان تجسد يسوع المسيح بواسطة حلول الروح القدس على العذراء مريم» . إنجيل متى

قال البوذيون: «لما نزل بوذا من مقعد الأرواح ودخل في جسد العذراء مايا صار رحمها كالبلور الشفاف النقي، وظهر بوذا فيه كزهرة جميلة» . دوان ص 290

وقال النصارى: «لما نزل يسوع من مقعده السماوي ودخل في جسد مريم العذراء صار رحمها كالبلور الشفاف النقي وظهر فيه يسوع كزهرة جميلة» . إنجيل متى

وقال البوذيون: «وقد دل على ولادة بوذا نجم ظهر في أفق السماء ويدعونه نجم بوذا» . دوان ص 290

وقال النصارى: وقد دل على ولادة يسوع نجم ظهر في المشرق وقال دوان: من الواجبات أن يدعى نجم المسيح.

وقال البوذيون: «لما ولد بوذا فرحت جنود السماء، ورتلت الملائكة أناشيد المجد للمولود المبارك، قائلين ولد اليوم بوذا على الأرض كي يعطي الناس المسرات والسلام، ويرسل النور إلى المحلات المظلمة ويهب بصرا للعمي» .

وقال النصارى: «لما ولد يسوع فرحت ملائكة السماء والأرض، ورتلوا الأناشيد حمدا للواحد المبارك قائلين المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» .

وقال البوذيون: «وعرف الحكماء بوذا وأدركوا أسرار لاهوته ولم يمض يوم على ولادته حتى حياه الناس ودعوه إلها» . دوان ص 290

وقال النصارى: «وقد زار الحكماء يسوع وأدركوا أسرار لاهوته ولم يمض يوم على

ص: 2263

ولادته حتى دعوه إله الآلهة». إنجيل متى من الإصحاح 2 عدد 11

قال البوذيون: «وأهدوا بوذا وهو طفل هدايا من مجوهرات وغيرها من الأشياء الثمينة» . دوان ص 290

وقال النصارى: «وأهدوا يسوع وهو طفل هدايا من ذهب وطيب ومن» .

إنجيل متى من الإصحاح، عدد 11

قال البوذيون: «لما كان بوذا طفلا قال لأمه مايا إنه أعظم الناس جميعا» .

كتاب هروى المدعو العقائد البوذية ص 145 - 146.

وقال النصارى: «لما كان يسوع طفلا قال لأمه مريم (أنا ابن الله)» .

إنجيل الطفولية الإصحاح 1 عدد 3.

قال البوذيون: «كان بوذا ولدا مخيفا وقد سعى الملك بميسارا وراء قتله لما أخبره أن هذا الغلام سينزع الملك من يده إن بقي حيا» .

كتاب تاريخ البوذية تأليف نيل ص 103 - 104

وقال النصارى: «كان يسوع ولدا مخيفا سعى الملك هيرودوس وراء قتله كيلا ينزع الملك من يده» . إنجيل متى الإصحاح الثاني العدد الأول

قال البوذيون: «لما أرسل بوذا إلى المدرسة أدهش الأساتذة مع أنه لم يدرس من قبل، وفاق الجميع في الكتابة، والرياضيات والعلوم العقلية، والهندسة والتنجيم والكهانة والعرافة» . كتاب حردى «العقائد البوذية» وتاريخ الديانة

وقال النصارى: «لما أرسل يسوع إلى المدرسة أدهش أستاذه ذاخيوس وقال لأبيه يوسف «أتيتني بولد لأعلمه مع أنه أعلم من كل معلم»

إنجيل الطفولية الإصحاح 20 وإنجيل لوقا

ص: 2264

قال البوذيون: «لما صار عمر بوذا اثنتي عشرة سنة دخل الهياكل وصار يسأل أهل العلم مسائل عويصة ثم يوضحها لهم حتى فاق كافة مناظريه» .

بنصن «الملاك المسيح» ص 37

وقال النصارى: «لما صار عمر يسوع اثنتي عشرة سنة جاءوا به إلى أورشليم وصار يسأل الأحبار والعلماء مسائل مهمة ثم يوضحها لهم وأدهش الجميع» .

إنجيل الطفولية الإصحاح 21 عدد 21

وقال البوذيون: «ودخل بوذا مرة أحد الهياكل فقامت الأصنام من أماكنها وتمددت عند رجليه سجودا له» . بنصن «الملاك المسيح» ص 67 - 69

وقال النصارى: «وكان يسوع مارا قرب حاملي الأعلام فأحنت الأعلام رءوسها سجودا له» . إنجيل نيكوديموس الإصحاح الأول العدد 20

قال البوذيون: «ويصلون نسب كوتامابوا بوذا من أبيه «صدودانا» في أناس كلهم من سلالة ملوكانية إلى ماهاسماطا وهو- على زعمهم- أول ملك صار في الدنيا. والحوادث والأنساب المذكورة في كتاب «بيوراز» البرهمي وجد في أنسابه غير أنه لا يمكن تحقيق الحوادث ونسبتها مع غيرها، وسبب ذلك هو أن مؤرخي البوذية اخترعوا فيها أسماء تمكنهم من إعلان نسب حكيمهم فوق اعتبارهم إياه إلها». دوان ص 291

وقال النصارى: «ويعدون سلالة يسوع من أبيه يوسف في أشخاص مختلفين وكلهم سلالة ملوكانية إلى آدم أبي البشر وكثير من الأسماء والحوادث المذكورة في سلالته مذكورة في التوراة كتاب اليهود» .

قال البوذيون: «لما عزم بوذا على السياحة قصد التعبد والتنسك وظهر عليه «مارا» أي الشيطان كي يجربه». دوان ص 292

وقال النصارى: «لما شرع يسوع في التبشير ظهر له الشيطان كي يجربه» .

إنجيل متى الإصحاح عدد 1 - 8

ص: 2265

قال البوذيون: «وقال ماردا «الشيطان» لبوذا لا تصرف حياتك في الأعمال الدينية لأنك بمدة سبعة أيام تصير ملك الدنيا». دوان ص 292

وقال النصارى: «وقال «إبليس» له أي يسوع، أعطيك هذه «أي الدنيا» جميعها إن خررت وسجدت لي». إنجيل متى الإصحاح 4 من 10 - 11

قال البوذيون: «فلم يعبأ بوذا بكلام الشيطان بل قال له اذهب عني» .

دوان ص 292

«وقال النصارى: «فأجابه المسيح وقال اذهب يا شيطان» .

إنجيل لوقا الإصحاح 4 عدد 8

قال البوذيون: «ولما ترك مارا «أي الشيطان» تجربة بوذا أمطرت السماء زهرا وطيبا ملأ الهواء طيب عرفه». دوان ص 292

وقال النصارى: «ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه» .

إنجيل متى الإصحاح 4 عدد 11

وقال البوذيون: «وصام بوذا وقتا طويلا» . دوان ص 292

وقال النصارى: «وصام يسوع وقتا وطويلا» . إنجيل متى الاصحاح 4 عدد 2

وقال البوذيون: «وقد عمد بوذا المخلص حين عمادته بالماء وكان روح الله حاضرا وهو لم يكن الإله العظيم فقط بل وروح القدس الذي فيه صار بجسد كوماتا لما حل على العذراء مايا» . كتاب الملاك المسيح ص 45 تأليف بنصن

وقال النصارى: «ويوحنا عمد يسوع بنهر الأردن وكانت روح الله حاضرة وهو لم يكن الإله العظيم فقط بل والروح القدس الذي فيه تم تجسده عند ما حل بالعذراء مريم

ص: 2266

فهو الأب والابن وروح القدس». إنجيل متى الإصحاح عدد 1، 2

قال البوذيون: «ولما كان بوذا على الأرض في أواخر أيامه بدلت هيئته وهو إذ ذاك على جبل «بندافا» أي الأصفر في سيلان ونزل عليه بغتة نور أحاط برأسه على شكل إكليل ويقولون إن جسده أضاء منه نور عظيم وصار كتمثال من ذهب براق مضئ كالشمس أو كالقمر، وحينئذ تحول إلى ثلاثة أقسام مضيئة وحينما رأى الحاضرون هذا التحول في هيئته قالوا ما هذا بشر إن هو إلا إله عظيم». كتاب الملاك المسيح ص 45

وقال النصارى: «لما كان يسوع على الأرض بدلت هيئته وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور» .

قال البوذيون: «وعمل بوذا عجائب وآيات مدهشة لخير الناس وكافة القصص المختصة فيه حاوية لذكرى أعظم العجائب مما يمكن تصوره» . دوان ص 293

وقال النصارى: «وعمل يسوع عجائب وآيات مدهشة لخير الناس لذكرى أعظم العجائب مما يمكن تصوره» . إنجيل متى الإصحاح 8 عدد 28 - 34 وغيره

قال البوذيون: «وفي صلاتهم لبوذا يتأمل المؤمنون به دخول الفردوس» .

دوان ص 293

وقال النصارى: «وفي صلاتهم ليسوع يتأمل المؤمنون بألوهيته دخول الفردوس» .

دوان ص 293

قال البوذيون: «لما مات بوذا ودفن انحلت الأكفان وفتح غطاء التابوت بقوة طبيعية «أي بقوة إلهية» . كتاب بنصن الملاك المسيح 49

وقال النصارى: «لما مات يسوع ودفن انحلت الأكفان وفتح القبر بقوة إلهية» .

إنجيل متى الإصحاح 28 وإنجيل يوحنا الإصحاح 20

ص: 2267

قال البوذيون: «وصعد بوذا إلى السماء بجسده لما أكمل عمله على الأرض» .

دوان ص 293

وقال النصارى: «وصعد يسوع إلى السماء من بعد صلبه لما كمل عمله في الأرض» . أعمال الرسل الإصحاح الأول عدد 1 - 12

قال البوذيون: «ولسوف يأتي بوذا مرة ثانية إلى الأرض ويعيد السلام والبركة فيها» . دوان ص 293

وقال النصارى: «ولسوف يأتي يسوع مرة ثانية إلى الأرض ويعيد السلام والبركة فيها» . أعمال الرسل الإصحاح الأول

قال البوذيون: «وسيدين بوذا الأموات» . دوان ص 293

وقال النصارى: «وسيدين يسوع الأموات» . إنجيل متى الإصحاح 6 عدد 22

قال البوذيون: «وبوذا الألف والباء ليس له انتهاء وهو الكائن العظيم، والواحد الأبدي» . إنجيل يوحنا الإصحاح 1 عدد 1

قال البوذيون: «قال بوذا: فلتكن الذنوب التي ارتكبت في هذه الدنيا علي، ليخلص العالم من الخطيئة» . كتاب مولر المدعو تاريخ الآداب السنسكرتية ص 80

وقال النصارى: «يسوع هو مخلص العالم وكافة الذنوب التي ارتكبت في العالم تقع عليه عن الذين اقترفوها ويخلص العالم» . دوان ص 93، وكذلك التعليم المسيحي

قال البوذيون: «قال بوذا: أخفوا الأعمال الحسنة التي تفعلونها. واعترفوا

ص: 2268

بذنوبكم علانية» مولر كتابه المدعو العلوم الدينية ص 28

وقال النصارى: «أخفوا الأعمال الحسنة التي تفعلونها واعترفوا بذنوبكم علانية» . إنجيل متى الإصحاح 6 عدد 1 ورسالة يعقوب

قال البوذيون: «ويصفون بوذا أنه ذات من نور غير طبيعية والشرير مارا «ويدعونه أيضا الحية» ذات مظلمة غير طبيعية».

بنصن الملاك المسيح ص 39 ودوان ص 294

وقال النصارى: «ويصفون يسوع أنه ذات من نور طبيعية شمس بر وعدوا الشيطان الحية القديمة» . إنجيل يوحنا الإصحاح 4 العدد 1 وإنجيل لوقا

قال البوذيون: «وفي أحد الأيام التقى أناندا تلميذ بوذا وهو سائر في البلاد بالمرأة «مناجي» وهي سبط الكندلاس المرذولين قرب بئر ماء. فطلب منها قليلا من الماء فأخبرته عن سبطها وأنه لا يجوز لها أن يقترب منها، لأنها من سبط محتقر فقال لها يا أختي إني لم أسألك عن سبطك وعن عائلتك. إنما سألتك شربة ماء فصارت من ذاك الحين تلميذة بوذية». كتاب مولر المدعو العلوم الدينية ص 40

وقال النصارى: «وفي أحد الأيام قعد يسوع قرب بئر ماء بعد ما سار مسافة، حتى كاد ينهكه التعب، وبينما هو قرب البئر عند مدينة السامرة أتت امرأة سامرية لتملأ جرتها من البئر فقال لها يسوع اسقني شربة ماء فقالت له المرأة السامرية أنت يهودي وكيف تطلب مني شربة ماء فإن اليهود لا يستحلون معاملة السامريين» .

إنجيل يوحنا الإصحاح 4 عدد 1: 11

قال البوذيون: «قال بوذا أنه لم يأت لينقض الناموس كلا بل أتى ليكمله وقد سره عد نفسه حلقة في سلسلة المعلمين الحكماء» .

كتاب بنصن الملاك المسيح ص 47 - 48

وقال النصارى: «قال يسوع لا تظنوا أني جئت لا نقض الناموس أو الأنبياء ما جئت

ص: 2269

لأنقض بل لأكمل». إنجيل متى الإصحاح 5 عدد 17

قال البوذيون: «وبحسب تعليم بوذا يجب أن تكون كافة أعمالنا مع أهلنا وجيراننا بالمحبة والحسنى»

وقال النصارى: «وقال يسوع أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم» . إنجيل متى الإصحاح 5 عدد 44

قال البوذيون: «وفي أوائل أيام بوذا التي علم وبشر وفيها ذهب إلى مدينة بينارس وعلم فيها فتبعه كوندينا ثم تبعه أربعة رجال آخرين وصاروا جميعهم تلامذة له ومن ذلك الحين صار أينما علم وكرز يتبعه رجال ونساء كثيرون ويصيرون من أتباعه وتلاميذه» .

وقال النصارى: «في أوائل أيام يسوع التي علم وبشر فيها ذهب إلى مدينة كفر ناحوم وعلم فيها فتبعه من ذاك الحين أربعة رجال صيادين وصاروا تلاميذ له ومن هذا

الحين صار أينما كرز يتبعه رجال ونساء كثيرون يؤمنون به».

إنجيل متى الإصحاح 4 عدد 13 - 25

قال البوذيون: «وقال بوذا للذين صاروا تلامذة ليتركوا الدنيا وغناهم وينذروا عيشة الفقر والفاقة» . هاردي في كتابه المدعو الرهبانية في الشرق ص 5 - 6

وقال النصارى: «وقال يسوع للذين صاروا تلامذة ليتركوا الدنيا وغناهم وينذروا عيشة الفقر والفاقة» .

إنجيل متى الإصحاح 8 عدد 19 - 20 والإصحاح 16 عدد 35 - 26

قال البوذيون: «وجاء في كتاب البوذية القانونية المقدسة أن الجموع طلبوا من بوذا علامة «أي آية ليؤمنوا به» . كتاب علم الأديان ص 37 تأليف مولر

وقال النصارى: «وجاء في كتب النصارى المقدسة أن الجموع طلبوا من يسوع آية كي يؤمنوا به» . إنجيل متى الإصحاح 12 عدد 12

ص: 2270

قال البوذيون: «لما اقترب انتهاء أيام بوذا على الأرض وعلم الحوادث المقبلة التي ستقع قال لتلميذه أناندا ما يأتي: يا أناندا متى أنا ذهبت لا تظن أنه لم يعد لبوذا وجود كلا، فالكلام الذي قلته والفرائض التي افترضتها تكون خلفا عني وهي لك كذاتي أنا» . كتاب الموناشيزم الشرقية ص 320 تأليف هاردي

وقال النصارى: «لما اقترب انتهاء أيام يسوع على الأرض أخبر عن الحوادث التي ستقع من بعده وقال لتلاميذه: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم. وعلموهم أن يحفظوا هم جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» .

إنجيل متى 24 وإنجيل مرقس الإصحاح 8 عدد 31

قال البوذيون: «وجاء في التعاليم البوذية أن إنفاق الإنسان لماله من أعظم الصعوبات ومن ينفق غناه هو أشبه بمن يهب روحه، لأن النفس تبخل بالمال وتتمسك به وبوذا قد وهب ونذر حياته شفقة وحنوا لخير الناس، فلماذا نتمسك بغناء الدنيا الزهيد لما تخلص بوذا من حب المشتهيات الدنيوية وملذاتها نال المعرفة الإلهية وصار الرأس فليعمل الرجل الحكيم الهاجر لملذات الدنيا الخير مع كل أحد حتى تقديم نفسه فداء عن الغير، عندها يصل إلى المعرفة الحقيقية» . مولر في كتاب علوم الدين ص 244

وقال النصارى: «وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل ليكون الحياة الأبدية قال له يسوع: إن أردت أن تكون عاملا فاذهب اعط ربع أملاكك الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني، لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون» . إنجيل متى الإصحاح 6 عدد 19، 20

قال البوذيون: «وكان قصد بوذا تشييد مملكة دينية أي مملكة سماوية» .

بيل تاريخ البوذية ص 10

وقال النصارى: «ومن ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه اقترب ملكوت السموات» . إنجيل متى الإصحاح 4 عدد 7

ص: 2271

قال البوذيون: «وقال بوذا الآن أحببت إدارة دولاب الشريعة العظيم ومن أجل هذا فإني ذاهب إلى مدينة بينارس لأهب نورا للتائهين في الظلام وأفتح باب الحياة الإنسانية» . بيل تاريخ البوذية ص 144

وقال النصارى: «من بعد تجربة الشيطان ليسوع ابتدأ يسوع بتأسيس مملكة دينية ومن أجل هذا الغرض ذهب إلى مدينة كفر ناحوم ومن ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت الله الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورا عظيما والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور» .

إنجيل متى الإصحاح 4 عدد 21، 17

قال البوذيون: «وقال بوذا للتلميذ الحبيب أناندا إن كلامي لا ريب فيه فلا يزول قطعيا ولو وقعت السموات على الأرض وابتلع العالم وجفت البحار واندك جبل سومر وصار قطعا» . بيل تاريخ البوذية ص 11

وقال النصارى: «الناموس أعطى لموسى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صار الحق أقول لكم السماء والأرض تزول ولكن كلامي لا يزول» .

إنجيل يوحنا الإصحاح الأول عدد 17 وإنجيل لوقا

قال البوذيون: «لا يوجد شئ أعظم فعلا في الإنسان من الاشتهاء والهواء الشهواني ولحسن الحظ والسعادة لا يوجد سوى اشتهاء شهواني واحد ولو كان يوجد اشتهاء آخر لما كان على وجه الأرض رجل يتبع الحق فاحترسوا من تحقيق بصركم في النساء وإن كنتم مجتمعين معهن فاجعلوا اجتماعكم كأنكم غير حاضرين معهن وإذا كلمتموهن فاحترسوا على قلوبكم» . كتاب تقديم الأفكار الدينية المجلد الأول ص 228

وقال النصارى: «قال يسوع: قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها قلبه» .

إنجيل متى الإصحاح الخامس عدد 27، 28

ص: 2272

قال البوذيون: «وقال بوذا الرجل العاقل الحكيم لا يتزوج قط ويرى الحياة الزوجية كأتون نار متأججة ومن لم يقدر على العيشة الرهبانية يجب عليه الابتعاد عن الزنى» .

ريس دانس في كتابه المدعو البوذية ص 103

قال النصارى: «فحسن للرجل أن لا يمس امرأة ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا لأن التزويج أصلح من التحرق» .

رسالة كورنثوس الأولى الإصحاح 7 عدد 1 - 9

قال البوذيون: «ومن جملة التعاليم البوذية قولهم إذا أصاب الإنسان حزن وآلام وبؤس وقنوط فإن ذلك يدل على أنه ارتكب آثاما، وهذه الآلام جزاء عليها، وإذا لم يكن ارتكب شيئا من الآثام في هذا الدور الحاضر من حياته لا بد أن يكون قد ارتكبه في أحد الأدوار السابقة من ظهوره «أي في أحد أدوار تقمصه» .

ريس دانس في كتابه المدعو البوذية ص 104

وقال النصارى: «وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته فسأله تلاميذه قائلين: يا معلم من أخطأ .. هذا أم أبواه حتى ولد أعمى» .

إنجيل يوحنا الإصحاح التاسع عدد 1، 2

قال البوذيون: «كان بوذا يعلم أفكار الناس عند ما يدير تصوراته نحوهم وأنه قادر على معرفة أفكار المخلوقات كلها» . هردي في كتابه المدعو خرافات البوذيين ص 18

قال النصارى: «كان يسوع يعلم أفكار الناس عند ما يدير تصوراته نحوهم وأنه قادر على معرفة أفكار المخلوقات كلها» .

إنجيل يوحنا الإصحاح الرابع كلامه مع المرأة السامرية

قال البوذيون: «وجاء في كتاب الصوماديفا حكاية منسوبة لأحد القديسين البوذيين أنه قلع عينه ورماها لأنها شككته» .

كتاب مولر المسمى العلوم الدينية ص 542

ص: 2273

وقال النصارى: «قال يسوع فإن كانت عينك اليمين تعثرك فاقلعها وألقها عنك» .

إنجيل متى الإصحاح 5 عدد 29

قال البوذيون: «لما عزم بوذا على التنسك كان راكبا جوادا يدعى كنتاكو ففرشت الملائكة طريقه بالزهر» . هردي في كتابه المسمى خرافات البوذيين ص 13

قال النصارى: «لما كان يسوع داخلا أورشليم راكبا على حمار فرشت له الجموع الطريق بأغصان النخيل» . إنجيل متى الإصحاح 21 عدد 1، 9

هذا ما نقله الشيخ أبو زهرة من مقارنات، ولقد نقلناها لتتضح المعجزة في قوله تعالى يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ وليعرف كيف سرى الضلال إلى الديانة النصرانية ولتعرف ميزة هذه الشريعة.

5 -

وبمناسبة قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً .. ذكر ابن كثير ما يلي:

(روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير- من طرق- عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فر إلى الشام، وكان قد تنصر في الجاهلية، فأسرت أخته وجماعة من قومه، ثم من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها، فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام، وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم عدي إلى المدينة وكان رئيسا في قومه طيئ، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم، فتحدث الناس بقدومه، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة، وهو يقرأ هذه الآية اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم فقال: «بلى إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عدي ما تقول؟ أيفرك (1) أن يقال الله أكبر؟ فهل تعلم شيئا أكبر من الله؟ ما يفرك؟ أيفرك أن يقال لا إله إلا الله؟ فهل تعلم إلها غير الله؟» ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم وشهد شهادة الحق، قال: فلقد رأيت وجهه

(1) أي أيحملك على أن تفر وتهرب.

ص: 2274

استبشر ثم قال: «إن اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون» . وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسير اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا. وقال السدي: استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم)

6 -

وبمناسبة قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ نقول: إن من قرأ كتاب الغارة على العالم الإسلامى.

وكتاب التبشير والاستعمار. يجد صورة من صور إرادة النصارى إطفاء نور هذا الإسلام، ومن قرأ كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، عرف مظهرا من مظاهر إرادة اليهود إطفاء نور الله، ومن قرأ تاريخ الاستعمار في العالم الإسلامي، عرف صورة أخرى من صور الرغبة في إطفاء نور الله، والأمر واسع جدا، فما من لحظة من التاريخ من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عصرنا هذا إلا والتآمر على هذا الدين قائم. والرد العملي على ذلك كله هو الجهاد. ولذلك فإن الله ذكر هذا المعنى في كتابه هاهنا في سياق الأمر بالقتال.

7 -

وبمناسبة قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ نقول:

إن كثيرين من المسلمين في عصرنا يظنون ظنا خاطئا أن الإسلام قد انتهى دوره وغرب هلاله، وبعضهم ينتظر ظهور المهدي وقيام الساعة، وقد ناقشنا هذا النوع من

التفكير في كتابنا جند الله ثقافة وأخلاقا، وقد بينا من السنة الصحيحة خطل هذا الفهم. وذكرنا ما ورد في الحديث الصحيح من التبشير بفتح المسلمين روما بعد القسطنطينية، ولم تفتح روما بعد. وهي مفتوحة بإذن الله. وذكرنا قوله عليه الصلاة والسلام هناك:«أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره» مما يدل على أن الإسلام بعد فتوره سينشط، وإني لأرجو ألا يموت جيلنا إلا وقد وضع الأساس لبداية عظيمة، نهايتها نشر ظل الإسلام على العالم كله بإذن الله. وبهذه المناسبة نذكر ما ذكره ابن كثير مع حذف الأسانيد:

في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها» . وروى الإمام أحمد .. عن مسعود بن قبيصة بن مسعود يقول: صلى هذا الحي من محارب الصبح، فلما صلوا قال شاب

ص: 2275

منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه سيفتح لكم مشارق الأرض ومغاربها، وإن عمالها في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة» . وروى الإمام أحمد أيضا .. عن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، يعز عزيزا ويذل ذليلا، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر» . فكان تميم الداري يقول:

قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية» وروى الإمام أحمد أيضا .. عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل، إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها، وإما يذلهم فيدينون لها» . وفي المسند أيضا .. عن عدي بن حاتم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عدي أسلم تسلم» . فقلت: إني من أهل دين. قال: «أنا أعلم بدينك منك» فقلت: أنت أعلم بديني مني؟! قال:

«نعم. ألست من الركوسية وأنت تأكل مرباع قومك؟» قلت: بلى، قال:«فإن هذا لا يحل لك في دينك» قال: فلم يعد أن قالها فتواضعت لها، وقال:«أما إني أعلم ما الذي يمنعك من الإسلام، تقول إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له، وقد رمتهم العرب، أتعرف الحيرة؟» . قلت لم أرها، وقد سمعت بها. قال:«فو الذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة، حتى تطوف بالبيت من غير جوار أحد، ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز» قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: «نعم كسرى بن هرمز، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد» . قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت من غير جوار أحد، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها.

وروى مسلم .. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى» فقلت: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله عز وجل هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ إلى قوله وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أن ذلك تام. قال: «سيكون من ذلك ما شاء الله عز وجل ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى كل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم» .

ص: 2276