الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مع إقامة شعائر العبادة لإصلاح قلوب الناس. فهما طرفان للمنهج الذي تصلح به الحياة والنفوس إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ.
يشير إلى هذه الحقيقة .. حقيقة أن الاستمساك الجاد بالكتاب عملا وإقامة الشعائر عبادة هما أداة الإصلاح الذي لا يضيع الله أجره على المصلحين.
وما تفسد الحياة كلها إلا بترك طرفي المنهج الرباني .. ترك الاستمساك الجاد بالكتاب وتحكيمه في حياة الناس وترك العبادة التي تصلح القلوب فتطبق الشرائع دون احتيال على النصوص كالذي يصنعه أهل الكتاب وكالذي يصنعه أهل كل كتاب حين تفتر القلوب عن العبادة فتفتر عن تقوى الله ..
إنه منهج متكامل. يقيم الحكم على أساس الكتاب ويقيم القلب على أساس العبادة ومن ثم تتوافى القلوب مع الكتاب، فتصلح القلوب وتصلح الحياة.
إنه منهج الله لا يعدل عنه ولا يستبدل به منهجا آخر، إلا الذين كتبت عليهم الشقوة وحق عليهم العذاب).
فوائد:
1 -
عرفنا من هذه الآيات عقوبة من عقوبات الانحراف عن أمر الله وهديه المنزل أن يسلط على الأمة التي تنحرف عن أمره غيرها يسومها سوء العذاب ويشتتها ويفرقها.
وهذا ما حدث لليهود، ما مر جيل إلا وقد سلط الله عليه من يسومه سوء العذاب، وما جرى على يد هتلر لهم ليس بعيدا وما سيجري لهم على أرض فلسطين بإذن الله، سيكون استمرارا لهذه السنة وهذه بشارة عظيمة لنا إذا أقمنا أمر الله. ولم نكن مثلهم بالانحراف عن أمر الله. وما سلطوا علينا الآن إلا لأننا ماثلناهم في الانحراف عن أمر الله.
2 -
ومن قوله تعالى وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ نفهم أن هذا العقاب لهم كان معلوما لديهم بإعلام الله لهم، ومن مراجعة الأسفار الخمسة الأولى في العهد القديم- أسفار موسى- نجد هذا الإعلام واضحا في أكثر من مكان، ومن ذلك ما ورد في الإصحاح السادس والعشرين من سفر اللاويين، وتكاد الآيات التي مرت معنا أن تحصي الكثير منه وهذا هو (لكن إن لم تسمعوا لي ولم تعملوا كل هذه الوصايا.
وإن رفضتم فرائضي وكرهت أنفسكم أحكامي فما عملتم كل وصاياي بل نكثتم ميثاقي.
فإني أعمل هذه بكم، أسلط عليكم رعبا وسلا وحمى تفني العينين وتتلف النفس وتزرعون باطلا زرعكم فيأكله أعداؤكم، وأجعل وجهي ضدكم فتنهزمون أمام أعدائكم ويتسلط عليكم مبغضوكم وتهربون وليس من يطردكم. وإن كنتم مع ذلك لا تسمعون لي أزيد على تأديبكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم. فأحطم فخار عزكم، وأصير سماءكم كالحديد وأرضكم كالنحاس فتفرغ باطلا قوتكم وأرضكم ولا تعطي غلتها وأشجار الأرض لا تعطي أثمارها وإن سلكتم معي بالخلاف ولم تشاءوا أن تسمعوا لي أزيد عليكم ضربات سبعة أضعاف حسب خطاياكم أطلق عليكم وحوش البرية فتعدمكم الأولاد وتقرض بهائمكم وتقللكم فتوحش طرقكم.
وإن لم تتأدبوا مني بذلك بل سلكتم معي بالخلاف. فإني أنا أسلك معكم بالخلاف وأضربكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم. أجلب عليكم سيفا ينتقم نقمة الميثاق فتجتمعون إلى مدنكم وأرسل في وسطكم الوباء فتدفعون بيد العدو. بكسري لكم عصا الخبز تخبز عشر نساء خبزكم في تنور واحد ويرددن خبزكم بالوزن فتأكلون ولا تشبعون. وإن كنتم بذلك لا تسمعون لي بل سلكتم معي بالخلاف فأنا أسلك معكم بالخلاف ساخطا وأؤدبكم سبعة أضعاف حسب خطاياكم. فتأكلون لحم بنيكم. ولحم بناتكم تأكلون. وأخرب مرتفعاتكم، وأقطع شمساتكم وألقي جثثكم على جثث أصنامكم وترذلكم نفسي. وأصير مدنكم خربة ومقادسكم موحشة ولا أشتم رائحة سروركم. وأوحش الأرض فيستوحش منها أعداؤكم الساكنون فيها. وأذريكم بين الأمم وأجرد وراءكم السيف فتصير أرضكم موحشة ومدنكم تصير خربة. حينئذ تستوفي الأرض سبوتها كل أيام وحشتها وأنتم في أرض أعدائكم. حينئذ تسبت الأرض وتستوفي سبوتها. كل أيام وحشتها تسبت ما لم تسبته من سبوتكم في سكنكم عليها. والباقون منكم ألقي الجبانة في قلوبهم في أراضي أعدائهم، فيهزمهم صوت ورقة مندفعة فيهربون كالهرب من السيف ويسقطون وليس طارد، ويعثر بعضهم ببعض كما من أمام السيف وليس طارد ولا يكون لكم قيام أمام أعدائكم. فتهلكون بين الشعوب وتأكلكم أرض أعدائكم. والباقون منكم يفنون بذنوبهم في أراضي أعدائكم. وأيضا بذنوب آبائهم معهم يفنون. لكن إن أقروا بذنوبهم وذنوب آبائهم في خيانتهم التي خانوني بها وسلوكهم معي الذي سلكوا بالخلاف. وإني أيضا سلكت معهم بالخلاف وأتيت بهم إلى أرض أعدائهم إلا أن تخضع حينئذ قلوبهم الغلف ويستوفوا حينئذ عن ذنوبهم. أذكر