الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اهد شيبة» ثم ضربها الثانية ثم قال: «اللهم اهد شيبة» ثم ضربها الثالثة ثم قال: «اللهم اهد شيبة» قال: فو الله ما رفع يده عن صدري في الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه، وذكر تمام الحديث في التقاء الناس، وانهزام المسلمين، ونداء العباس، واستنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هزم الله تعالى المشركين.
ولننتقل إلى المقطع الثالث في هذا القسم، ولنلاحظ ما ذكرناه من أن المقطع الثاني قد ذكر المعاني التي تعتبر مرتكز التنفيذ للأوامر الموجودة في المقطع الأول والثالث، ولذلك نجد المقطع الثالث يبدأ بالموضوع الذي ختم به المقطع الأول، وهو موضوع منع المشركين عن قربان المسجد الحرام، ثم يعود السياق إلى إصدار أوامر القتال.
المعنى الحرفي للمقطع الثالث:
[الفقرة الأولى]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ لأن معهم الشرك الذي هو بمنزلة النجس، فكانوا أصحاب نجس، ثم هم لا يتطهرون ولا يغتسلون ولا يجتنبون النجاسات، فهي ملابسة لهم أو هم النجاسة بعينها؛ لأن ذرات روحهم وتصوراتهم نجسة فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ أي فلا يحجوا ولا يعتمروا وهم مشركون بَعْدَ عامِهِمْ هذا وهو
عام تسع من الهجرة حين أمر أبو بكر رضي الله عنه على الموسم، ويكون المراد من نهي القربان النهي عن الحج والعمرة، وهو مذهب الحنفية، وعندهم أن المشركين وغيرهم من الكافرين لا يمنعون من دخول الحرم والمسجد الحرام وسائر المساجد، وعند الشافعي رحمه الله يمنعون عن المسجد الحرام خاصة، وعند مالك يمنعون منه ومن غيره. والنهي في هذا المقام يفيد أن على المسلمين أن لا يمكنوهم مما نهى الله عنه وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً أي فقرا بسبب منع المشركين عن الحج والعمرة وما كان للمسلمين في قدومهم عليهم من الأرفاق والمكاسب فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أي فسوف يعوض عليكم بما يغنيكم من خيرات السماء والأرض، أو مما يغنمكم إياه، أو من متاجر حجيج الإسلام، أو من كل ذلك وغيره إِنْ شاءَ هو تعليم لتعليق الأمور بمشيئة الله تعالى لتنقطع الآمال إليه إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ عليم بالأحوال، عليم بمصالح العباد، حكيم في تحقيق الآمال، حكيم فيما حكم وأراد.
فائدة:
الخوف من الفقر إذا انقطع الحجيج يشبه خوف الكثير من الحكومات من انقطاع القطع النادر، ومن الفقر إذا انقطع السياح نتيجة لتطبيق أحكام الإسلام، وكل ذلك
أثر من آثار ضعف اليقين.
قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ أي لا يعرفونه حق المعرفة كما هو جل جلاله، فاليهود المعاصرون لم يعرفوا الله حق المعرفة، والنصارى مثلثة؛ فهم لا يعرفون الله حق المعرفة، ومن ثم فهم غير مؤمنين بالله وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ فهم غير مؤمنين باليوم الآخر لأنهم فيه على غير إيمان به كما هو وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لأنهم لا يحرمون ما حرم في الكتاب والسنة وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ أي ولا يعتقدون دين الإسلام الذي هو الحق مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ هذا بيان للموصوفين بالصفات السابقة وهم الذين أمر الله بقتالهم حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ أي إلى أن يقبلوها، وسميت جزية لأنها مما يجب على أهلها أن يجزوه أي يقضوه، أو هي جزاء على الكفر عَنْ يَدٍ أي عن يد مواتية غير ممتنعة وَهُمْ صاغِرُونَ أي تؤخذ منهم على الصغار والذل ونقل عن الشافعي: أن الصغار هو جريان أحكام المسلمين عليهم، ثم أغرى الله عز وجل المؤمنين بقتال أهل الكتاب بذكر شئ من مقالاتهم الشنيعة
وَقالَتِ الْيَهُودُ كلهم أو بعضهم عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ أي قول لا يعضده برهان ولا يستند إلى بيان فما هو إلا لفظ فارغ يفوهون فيه، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ المضاهأة: المشابهة، ونسبة الأبوة إلى الله ضلالة ملعونة قديمة تجدها في كثير من ديانات العالم القديم قاتَلَهُمُ اللَّهُ أي هم أحقاء بأن يقال لهم ذلك أَنَّى يُؤْفَكُونَ أي كيف يصرفون عن الحق بعد قيام البرهان
اتَّخَذُوا أي أهل الكتاب أَحْبارَهُمْ أي علماءهم وَرُهْبانَهُمْ أي نساكهم وعبادهم أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ أي اتخذوهم آلهة حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله، كما يطاع الأرباب في أوامرهم ونواهيهم. وفي والبلاد الإسلامية الآن تقوم حكومات بهذا الدور، وكثير من الأحزاب والمؤسسات تتتابع على هذا الدور، وقد طم الكفر وعم ولا بد من قتال وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ أي اتخذوه أي النصارى ربا حيث جعلوه ابن الله وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أي تنزيها له عن الإشراك
يُرِيدُونَ هؤلاء أهل الكتاب أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ هذا تمثيل لحالهم في طلبهم إبطال الإسلام وتكفير الناس بمحمد صلى الله عليه وسلم بحال من يريد أن ينفخ في نور عظيم منبث في الآفاق يريد الله أن يزيده ويبلغه الغاية القصوى من الإشراق ليطفئه بنفخة فما أشد جنونه وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَ