الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد:
1 -
بمناسبة قوله تعالى: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ نذكر هذه الأحاديث: روى الإمام أحمد .. عن زهرة بن معبد عن جده قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شئ إلا من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم
حتى أكون أحب إليه من نفسه» فقال عمر: فأنت الآن- والله- أحب من نفسي. فقال رسول الله:
«الآن يا عمر» . وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» .
2 -
روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن تغلب اثنا عشر ألفا من قلة» . وهكذا رواه أبو داود والترمذي ثم قال: هذا حديث حسن غريب. وهذا الحديث أصل عظيم يتعلق بتنظيم السرايا والوحدات، ويلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن الاثني عشر ألفا لا يغلبون من قلة. وهذا يعني أنهم يغلبون من غير القلة. وهذا الذي حدث يوم حنين إذ غلب المسلمون من العجب.
3 -
وبمناسبة ذكر غزوة حنين نذكر طرفا من أخبارها: كانت وقعة حنين بعد فتح مكة في شوال سنة ثمان من الهجرة، وذلك لما فرغ صلى الله عليه وسلم من فتح مكة، وتمهدت أمورها، وأسلم عامة أهلها، وأطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغه أن هوازن جمعوا له ليقاتلوه، وأن أميرهم مالك بن عوف النضري ومعه ثقيف بكمالها، وبنو جشم، وبنو سعد بن بكر، وأوزاع من بني هلال وهم قليل، وناس من بني عمرو بن عامر، وعون بن عامر، وقد أقبلوا ومعهم النساء والولدان، والشاء والنعم، وجاءوا بقضهم وقضيضهم، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيشه الذي جاء معه للفتح، وهم عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار، وقبائل العرب، ومعه الذين أسلموا من أهل مكة، وهم الطلقاء في ألفين، فسار بهم إلى العدو، فالتقوا بواد بين مكة والطائف يقال له حنين، فكانت فيه الوقعة في أول النهار في غلس الصبح انحدروا في الوادي، وقد كمنت فيه هوازن، فلما تواجهوا لم يشعر المسلمون إلا بهم قد بادروهم، ورشقوا بالنبال وأصلتوا السيوف، وحملوا حملة رجل واحد، كما أمرهم ملكهم، فعند ذلك ولى المسلمون مدبرين، كما قال الله عز وجل. وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب
يومئذ بغلته الشهباء، يسوقها إلى نحر العدو، والعباس- عمه- آخذ بركابها الأيمن، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخذ بركابها الأيسر، يثقلانها لئلا تسرع السير وهو ينوه باسمه عليه الصلاة والسلام، ويدعو المسلمين إلى الرجعة ويقول:«إلي عباد الله، إلي أنا رسول الله» ويقول في تلك الحال: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» . وثبت معه من أصحابه قريب من مائة، ومنهم من قال ثمانون، فمنهم أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، والعباس وعلي، والفضل بن عباس، وأبو سفيان بن الحارث، وأيمن بن أم أيمن، وأسامة بن زيد، وغيرهم رضي الله عنهم، ثم أمر صلى الله عليه وسلم عمه العباس- وكان جهير الصوت- أن ينادي بأعلى صوته يا أصحاب الشجرة- يعني شجرة بيعة الرضوان التي بايعه المسلمون والمهاجرون والأنصار تحتها على أن لا يفروا عنه- فجعل ينادي بهم: يا أصحاب الشجرة، ويقول تارة: يا أصحاب سورة البقرة، فجعلوا يقولون: يا لبيك يا لبيك، وانعطف الناس فتراجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إن الرجل منهم إذا لم يطاوعه بعيره على الرجوع لبس درعه ثم انحدر عنه وأرسله، ورجع بنفسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما اجتمعت شرذمة منهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرهم عليه الصلاة والسلام أن يصدقوا الحملة، وأخذ قبضة من تراب بعد ما دعا ربه واستنصره وقال:«اللهم أنجز لي ما وعدتني» ثم رمى القوم بها، فما بقي إنسان منهم إلا أصابه منها في عينيه وفمه ما شغله عن القتال، ثم انهزموا فاتبع المسلمون أقفاءهم يقتلون ويأسرون، وما تراجع بقية الناس إلا والأسرى مجندلة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم». وروى الحافظ أبو بكر البيهقي .. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
«كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فولى عنه الناس، وبقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين والأنصار، قدمنا ولم نولهم الدبر، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة قال:
ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء يمضي قدما، فحادت بغلته، فمال عن السرج فقلت: ارتفع رفعك الله قال: «ناولني كفا من التراب» فناولته قال: فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا قال: «أين المهاجرون والأنصار؟» قلت: هم هناك قال: «اهتف بهم» فهتفت بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب، وولى المشركون أدبارهم». وروى البيهقي أيضا .. عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال:
خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين- والله ما أخرجني إسلام ولا معرفة به ولكني أبيت أن تظهر هوازن على قريش- فقلت وأنا واقف معه: يا رسول الله إني أرى خيلا بلقا فقال: «يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر» فضرب بيده على صدري ثم قال: «اللهم