الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طامعين في التلاق. أو خائفين من غيب العاقبة طامعين في ظاهر الهداية. أو خائفين من العدل طامعين في الفضل إن رحمة الله قريب من المحسنين أي قريبة ممن اتصفوا بالإحسان. وذكر النسفي خمسة أوجه لتذكير كلمة قريب في هذا المقام وليس من غرضنا في هذا الكتاب مثل هذا
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً أي مبشرة بالمطر بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أي أمام نعمته وهو الغيث الذي هو من أجل النعم حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ أي حملت ورفعت سَحاباً ثِقالًا أي بالماء سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ أي لأجل بلد ميت ليس فيه مطر لسقيه فَأَنْزَلْنا بِهِ أي بالسحاب أو بالسوق الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ أي بالماء كَذلِكَ. أي مثل ذلك الإخراج وهو إخراج الثمرات نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أي فيؤديكم التذكر إلى الإيمان بالبعث، إذ لا فرق بين الإخراجين؛ لأن كل واحد منهما إعادة الشئ بعد إماتته، والآية صريحة في رد الخرافة القائلة بأن المطر ليس من السحاب الناتج عن بخار الماء.
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ أي والأرض الطيبة التراب يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ أي بتيسيره كأنه قيل يخرج نباته حسنا وافيا وَالَّذِي خَبُثَ أي والبلد الخبيث لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً أي لا يخرج نباته إلا نكدا، والنكد: هو الذي لا خير فيه. وهذا مثل لمن ينجع فيه الوعظ، وهو المؤمن، ولمن لا يؤثر فيه شئ من ذلك، وهو الكافر، وهذا التمثيل واقع على أثر مثل ذكر المطر، وإنزاله بالبلد الميت، وإخراج الثمرات به على طريق الاستطراد في علم البلاغة كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ مثل ذلك التصريف نردد الآيات ونكررها لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ نعمة الله وهم المؤمنون ليتفكروا ويعتبروا فيها وبهذا تم المقطع.
فوائد:
1 -
قال الألوسي: في قوله تعالى إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ شرع في بيان مبدأ الفطرة أثر بيان معاد الكفرة، ويحتمل أنه سبحانه لما ذكر حال الكفار وأشار إلى عبادتهم غيره سبحانه، احتج عليهم بمقدوراته ومصنوعاته جل شأنه، ودلهم بذلك على أنه لا معبود سواه فقال مخاطبا بالخطاب العام إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ أي خالقكم ومالككم الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ السبع وَالْأَرْضَ بما فيها.
ثم قال الألوسي: (فإن المتعارف أن اليوم من طلوع الشمس إلى غروبها ولم تكن هي حينئذ. نعم العرش وهو المحدد على المشهور موجود إذ ذاك على ما يدل عليه بعض الآيات، وليس بقديم كما يقوله من ضل عن الصراط المستقيم لكن ذاك ليس نافعا في تحقق اليوم العرفي وإلى حمل اليوم على المتعارف وتقدير المضاف ذهب جمع من العلماء).
ثم قال الألوسي. (وإلى حمله على اللغوي، وعدم التقدير ذهب آخرون وقالوا: كان مقدار كل يوم ألف سنة، وروي ذلك عن زيد بن أرقم).
وقال صاحب الظلال في الستة أيام التي تم فيها الخلق: (فأما الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض، فهي كذلك غيب لم يشهده أحد من البشر ولا من خلق الله جميعا: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ .. وكل ما يقال عنها لا يستند إلى أصل مستيقن. إنها قد تكون ست مراحل. وقد تكون ستة أطوار. وقد تكون ستة أيام من أيام الله التي لا تقاس بمقاييس زماننا الناشئ من قياس حركة الأجرام إذ لم تكن قبل الخلق هذه الأجرام التي نقيس نحن بحركتها الزمان! .. وقد تكون شيئا آخر .. فلا يجزم أحد ماذا يعني هذا العدد على وجه التحديد .. وكل حمل لهذا النص ومثله على «تخمينات» البشرية لا يتجاوز مرتبة الفرض والظن- باسم «العلم!» الذي لا يتجاوز في هذا المجال درجة الظنون والفروض).
2 -
قال ابن كثير: (وأما قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا: وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شئ من خلقه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات القديمة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى)
3 -
في قوله تعالى: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً معجزة كبرى إذ فيها تقرير
لمبدأ دوران الأرض بما لا يقبل الجدل، وكونها كذلك في الوقت الذي لم تستقر فيه البشرية على مبدأ الدوران إلا بعد قرون طويلة فذلك دليل على أن هذا الكتاب أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض وقد فصلنا ذلك في كتابنا «الرسول» صلى الله عليه وسلم من سلسلة الأصول الثلاثة، وخلاصة ما نقوله هنا: إن فقه اللغة يفرض علينا أن يكون الطالب في قوله تعالى يَطْلُبُهُ حَثِيثاً هو الليل ولو كانت الأرض ثابتة لكان النهار هو الذي يطلب الليل لأن المنبع الضوئي وقتذاك هو الطالب، أما والقرآن يذكر أن الليل هو الطالب فذلك لا يكون إلا إذا كانت الأرض هي الدائرة على محورها، ولا يفهم من ذلك أن الشمس ثابتة، إذ ليس في هذا الكون شئ إلا وهو في حالة حركة ما، فالشمس لها ثلاث حركات على ما قرره علماء الكون في عصرنا، وسيمر هذا معنا كثيرا، ولا تعني حركة الأرض ثبات الشمس. ولا حركة الشمس ثبات الأرض، بل الكل في فلك يسبحون على غاية الإتقان. فسبحان الله ما أعظمه.
4 -
وبمناسبة قوله تعالى أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ يذكر ابن كثير: (قال ابن جرير
…
عن عبد العزيز الشامي عن أبيه- وكانت له صحبة- قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه فقد كفر وحبط عمله، ومن زعم أن الله جعل للعباد من الأمر شيئا فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه لقوله أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ وفي الدعاء المأثور عن أبي الدرداء وروي مرفوعا «اللهم لك الملك كله ولك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله، أسألك من الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله).
5 -
قال الألوسي في تفسير التسخير من قوله تعالى: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ (أي خلقهن حال كونهن مذللات تابعات لتصرفه سبحانه فهن بما شاء غير ممتنعات عليه جل شأنه، كأنهن مميزات أمرن فانقدن، فتسمية ذلك أمرا على سبيل التشبيه والاستعارة ويصح حمل الأمر على الإرادة كما قيل أي هذه الأجرام العظيمة والمخلوقات البديعة منقادة لإرادته).
6 -
وقال الألوسي: في شرح قوله تعالى تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ وفي مناسبة ذلك للآية بعدها ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً:
(وقال البيضاوي: المعني: تعالى بالوحدانية والألوهية وتعظم بالتفرد بالربوبية، وعلى هذا فهو ختام لوحظ فيه مطلعه، ثم إنه تعالى بعد أن بين التوحيد، وأخبر أنه
المتفرد بالخلق والأمر، أمر عباده أن يدعوه مخلصين متذللين فقال عزّ من قائل ادْعُوا رَبَّكُمْ.
7 -
في تفسير قوله «خفية» في قوله تعالى ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً يقول الألوسي: («وخفية» أي سرا. أخرج ابن المبارك وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن قال: لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أنه تعالى يقول: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً وأنه سبحانه ذكر عبدا صالحا فرضي له فعله فقال تعالى إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا وفي رواية عنه أنه قال: بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا. وجاء فى حديث أبي موسى الأشعري أنه قال صلى الله عليه وسلم لقوم يجهرون: «أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا بصيرا، وهو معكم، وهو أقرب من أحدكم من عنق راحلته» والمعني: ارفقوا بأنفسكم واقصروا من الصياح في الدعاء).
8 -
وفي آداب الدعاء يقول الألوسي: (وروى ابن جرير عن ابن جريج أن رفع الصوت بالدعاء من الاعتداء المشار إليه بقوله سبحانه: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وأخرج ابن أبي حاتم مثله عن زيد بن أسلم، وذهب بعضهم إلى أنه مما لا بأس به، ودعاء المعتدين الذي لا يحبه الله تعالى هو طلب ما لا يليق بالداعي، كرتبة الأنبياء عليهم السلام، والصعود إلى السماء، وأن منه ما ذهب جمع إلى أنه كفر، كطلب دخول إبليس وأبي جهل وأضرابهما الجنة، وطلب نزول الوحي والتنبي ونحو ذلك من المستحيلات لما فيه من طلب إكذاب الله تعالى نفسه. وأخرج أحمد في مسنده وأبو داود عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء، وحسب المرء أن يقول: اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل، ثم قرأ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وفصل آخرون فقالوا: الإخفاء أفضل عند خوف الرياء، والإظهار أفضل عند عدم خوفه، وأولى منه القول بتقديم الإخفاء على الجهر فيما إذا خيف الرياء، أو كان في الجهر تشويش على نحو مصل، أو نائم، أو قارئ، أو مشتغل بعلم شرعي، وبتقديم الجهر على الإخفاء فيما إذا خلا عن ذلك، وكان فيه قصد تعليم جاهل، أو نحو إزالة وحشة عن مستوحش، أو طرد نحو نعاس أو كسل عن الداعي نفسه، أو إدخال سرور على قلب مؤمن، أو تنفير مبتدع عن بدعة، أو نحو ذلك).
وقال الألوسي كذلك: (وذكروا للدعاء آدابا كثيرة منها الكون على طهارة، واستقبال القبلة، وتخلية القلب من الشواغل، وافتتاحه واختتامه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ورفع اليدين نحو السماء، وإشراك المؤمنين فيه، وتحري ساعات الإجابة، ومنها يوم الجمعة- عند كثير- ساعة الخطبة، ويدعو فيها بقلبه، كما نص عليه أفضل متأخري عصره الفاضل الطحطاوي في حواشيه على الدر المختار، فيما نقله عنه أفقه المعاصرين ابن عابدين الدمشقي، ووقت نزول الغيث، والإفطار، وثلث الليل الأخير، وبعد ختم القرآن، وغير ذلك مما هو مبسوط في محله).
وقال ابن كثير بمناسبة قوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إن الذي تدعون سميع قريب» . وقال عبد الله بن المبارك عن الحسن قال: إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم. وذلك أن الله تعالى يقول: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا رضي فعله فقال: إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا وقال ابن جريح: يكره رفع الصوت، والنداء والصياح في الدعاء، ويؤمر بالتضرع والاستكانة، ثم روى عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ في الدعاء ولا في غيره وقال أبو مجلز: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ لا يسأل منازل الأنبياء. وروى أحمد
…
عن مولى لسعد: أن سعدا سمع ابنا له يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها ونحوا من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، فقال: لقد سألت الله خيرا كثيرا، وتعوذت به من شر كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء. وفي لفظ- يعتدون في الطهور والدعاء- وقرأ هذه الآية ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً الآية- وإن بحسبك أن تقول: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل».
وروى الإمام أحمد أيضا
…
عن أبي أمامة: أن عبد الله بن المغفل سمع ابنه يقول:
اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال: يا بني سل الله الجنة، وعذبه من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور» . وأخرجه أبو داود بإسناد حسن لا بأس به، والله أعلم.
9 -
وبمناسبة الأمر بالدعاء نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الدعاء مخ العبادة» (1) وفي رواية «الدعاء هو العبادة» (2) وسنرى في هذه السورة حضا كثيرا على الدعاء وطلبا شديدا له، حتى إن الحكمة في الابتلاء إنما هي من أجل التضرع، والتضرع دعاء، وإنما كان للدعاء أهميته الكبرى والعظيمة لأنه المظهر الأعظم للعبودية والافتقار إلى الله، وهو مع هذا عنوان معرفة الله، فنحن عند ما نرفع أيدينا في الدعاء وندعو، يكون ذلك اعترافا منا بأن الله موجود، وسميع وقادر على كل شئ. وهو الذى يرفع الكربات، ويجيب الدعوات. والدعاء مع ذلك رمز الخضوع والتذلل والافتقار فلنكثر من الدعاء.
10 -
وبمناسبة قوله تعالى: إن رحمة الله قريب من المحسنين قال ابن كثير:
(وقال قريب ولم يقل قريبة لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب، أو لأنها مضافة إلى الله، فلهذا قال: قريب من المحسنين). وقال مطر الوراق: استنجزوا موعود الله بطاعته فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين. رواه ابن أبي حاتم).
11 -
وقال ابن عباس في قوله تعالى: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً: (هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، وعند هذه الآية يروى ابن كثير حديث البخاري التالي بما يشير به إلى أن الحديث في معنى ما تعرضت له الآية: روى البخاري عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضا، فكانت منها نقية، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به،
(1) أخرجه الترمذي وهو ضعيف.
(2)
أخرجه أصحاب السنن وصححه وحسنه الترمذي.