الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب التاسع عشر
في معالم من مسيره عليه الصلاة والسلام
من المدينة وإليها
4599 -
* روى البخار يعن عبد الله بن عباس "رضي الله عنهما" قال: "لما قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم مكة، استقبله أغيْلِمةُ بني عبد المطلب، فحمل واحداً بين يديه، وآخرَ خلفه".
وفي رواية (1) قال: "ذُكِر عند عكرمة شرُّ الثلاثة، فقال: قال ابن عباس: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حمل قُثَمَ بين يديه، والفضل خلفه- أو قُثَم خلفه، والفضل بين يديه - فأيهم أشرُّ؟ وأيهم أخيرُ؟ ".
أقول: قوله (أيهم أشر): أي لا شرير بينهم.
4600 -
* روى الستة إلا مالكاً عن العلاء بن الحضرمي رفعه: "يقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نُسكه ثلاثاً".
وفي رواية (2)"للمهاجر إقامةُ ثلاثٍ بعد الصدْر، كأنه لا يزيد عليها".
أقول: كأن الراوي يرى أن من طاف طواف الوداع ثم بقي ثلاثة أيام في مكة بعده فلا عليه أن يعيد طواف الوداع فإن زاد على ذلك أعاد الطواف، ومن الفقهاء من ذهب إلى أن أي طواف بعد طواف الإفاضة ينوب مناب طواف الوداع.
4599 - (3/ 619) 26 - كتاب العمرة، 13 - باب استقبال الحاج القادمين
…
إلخ.
النسائي (5/ 212) 24 - كتاب مناسك الحج، 121 - باب استقبال الحج.
(1)
البخاري (10/ 396) 77 - كتاب اللباس، 99 - باب الثلاثة على الدابة.
(أغيلمة): تصغير أغلمة، قياساً، وإن لم يجيء، والمستعمل غِلمة، وهو جمع غلام، يعنون: الصغير.
4600 -
البخاري (7/ 266، 267) 63 - كتاب مناقب الأنصار، 47 - باب إقامة المهاجر بمكة، بعد قضاء نسكه.
مسلم (2/ 985) 15 - كتاب الحج، 81 - باب جواز الإقامة بمكة للمهاجر منها
…
إلخ.
أبو داود (2/ 213) كتاب المناسك، باب الإقامة بمكة.
الترمذي (3/ 284) 7 - كتاب الحج، 103 - باب ما جاء أن يمكث المهاجر بمكة بعد الصدر ثلاثاً.
النسائي (3/ 122) 15 - كتاب تقصير الصلاة، 4 - باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة.
(2)
مسلم: نفس الموضع السابق.
4601 -
* روى البخار يعن نافع مولى ابن عمر: أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي الخليفة- حين يعتمرُ، وفي حجتهِ حين حج - تحتَ سمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة، وكان إذا رجع من غزو، وكان في تلك الطريق، أو حج أو عمرةٍ: هبط بطن وادٍ، فإذا ظهر من بطن وادٍ أناخ بالبطحاء التي على الشفير الوادي الشرقية، فعرس ثم حتى يُصبح، ليس عند المسجدِ الذي بحجارةٍ، ولا على الأكمة التي عليها المسجدُ، كان ثم خليجٌ يُصلي عبد الله نده، في بطنه كُتبٌ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فدحا السيلُ فيه بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبدُ الله يصلي فيه، قال نافع: وإنَّ عبد الله بن عمر حدثهُ: أن رسول الله صلى جنب المسجد الصغير الذي دون المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الروحاء وقد كان عبد الله يعلمُ المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله، تنزلُ ثم عن يمينك حين تقومُ في المسجد وتصلي، وذلك المسجدُ على حافةِ الطريق اليُمنى، وأنت ذاهبٌ إلى مكة، بينه وبين المسجد الأكبر: رميةٌ بحجرٍ أو نحوُ ذلك، وإن ابن عمر كان يصلي إلى العِرْقِ الذي عند مُنْصَرَفِ الروْحاء، وذلك العرق انتهاء طرفه على حافة الطريق دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف وأنت ذاهب إلى مكة، وقد ابتنى ثَمَّ مسجدٌ، فلم يكن عبد الله يُصلي في ذلك المسجد، كان يتركه عن يساره وراءه، ويُصلي أمامه إلى العرقِ نفسه، وكان عبد الله يروحُ من الروحاء، فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان، فيصلي فيه الظهر، وإذا أقبل من مكة، فإن مر به قبل الصبح بساعةٍ أو من آخر السحر: عرسَ حتى يُصلي بها الصُّبح، وإن عبد الله حدثه (1): أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل تحت سرحة ضخمة دون الرويثة عن يمين
4601 - البخاري (1/ 567، 568، 569) 8 - كتاب الصلاة، 89 - باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
(شفير) كل شيء: حرفه وطرفهُ، كجانب الوادي وغيره، وكذا شفا كل شيء: حرفُهُ.
(خليجٌ) الخليج: جانب النهر، كأنه مختلجٌ منه، أي مقطوع.
(فعرس) التعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلةً للاستراحة أو النوم.
(كثُبٌ): جمع كثيب، وهو ما اجتمع من الرمل وارتفع.
(فدحا) دحا السيل فيه بالبطحاء: أي دفع ورمى إليه بحصى الحصباء، وبسطها فيه حتى خفي.
(بشرف الروحاء): هو ما ارتفع من ذلك المكان، والروحاء: موضعٌ في ذلك المنزل.
(العِرق) من الأرض: سبخة تنبتُ الطرفاء.
(سرحةٍ) السرحةُ: الشجرةُ الطويلة.
(الرويثة): موضعٌ في طريق مكة من المدينة.
الطريق، ووُجاه الطريق في مكان بطح سهل حين يُفضِي في أكمةٍ دوين بريدِ الرُّويثة بميلين، وقد انكسر أعلاها فانثنى في جوفها وهي قائمة على ساقٍ، وفي ساقها كُثُبٌ كثيرةٌ، وإن عبد الله بن عمر حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في طرف تلعةٍ تمضي وراء العرْجِ، وأنت ذاهبٌ إلى هضبةٍ عند ذلك المسجد قبران أو ثلاثةٌ، على القبور رَضْمٌ من حجارة عن يمين الطريق عند سلمات الطريٌ، بين أولئك السلمات كان عبد الله يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالهاجرة، فيُصلي الظهر في ذلك المسجد، وإن عبد الله بن عمر حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عند سرحاتٍ بكُراعٍ هرشى، عند يسار الطريق في مسيل دون هرشي، لك المسيل لاصقٌ بكُراع هرشى، بينه وبين الطريق قريبٌ من غَلْوةٍ، وكان عبد الله يُصلي إلى سرحةٍ هي أقرب السرحات إلى الطريق، وهي أطولهن، وإن عبد الله بن عمر حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل في المسيل الذي في أدنى مر الظهران قِبَلَ المدينةِ حين تنزلُ من الصفراء وأنت تنزل في بطن ذلك المسيل عن يسار الطريق، وأنت ذاهبٌ إلى مكة ليس بين منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الطريق إل رميةٌ بحجرِ، وإن عبد الله بن عمر حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي طُوى، ويبيت حتى يُصبح، يُصلي الصبح حين يقدم مكة، ومُصلى رسول الله صلى الله لعيه وسلم ذلك على أكمةٍ غليظةٍ، ليس في المسجد الذي بُني ثَمَّ، ولكن أسفل من ذلك على أكمةٍ غليظةٍ، وإن عبد الله حدثه (1): أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل فُرضتي الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة، فجعل المسجد الذي بُني ثم يسار المسجد
(بريد) البريدُ: المسافة من الأرض مقدرة، يقال: إنها فرسخان، وقيل: أربعةُ فراسخ.
(هضبةٌ) الهضبة: الرابية الملساء القليلة النبات.
(رضم) حِجارةً مجتمعة، وجمعها رضامٌ، وواحد الرضم: رضمة.
(سلمات) السلماتُ: شجر، واحدها: سلمة، وجنسها السلم.
(غلوةٍ) يقال: غلا الرجلُ بسهمه غلواً: إذا رمى به أقصى الغاية، وكل مرماةٍ: غلوةً.
(كُراع هرشى) هرشيى: مكان، وكُراعه: طرفه.
(فرضتي الجبل) الفُرضة: ما انحدر من وسط الجبل، وتُسمى مشرعة النهرِ: فُرضة.
(بطح) البطحُ: المتسعُ من الأرض.
(تلعة) التلعةُ: كالرابية، وقيل: هو منخفض من الأرض، فهو من الأضداد.
(الروحاء): قال الحافظ في "الفتح: 1/ 470": هي قرية جامعة على ليلتين من المدينة، وهي آخر السيالة للمتوجه إلى مكة، والمسجد الأوسط: هو في الوادي المعروف الآن بوادي بني سالم، وفي الأذان من "صحيح مسلم" أن بينهما ستة وثلاثين ميلاً.
(العرق): أي عرق الظبية، وهو واد معروف، قاله الحافظ في الفتح.
بطرفٍ الأكمة، ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم أسفل منه على الأكمة السوداء، تدعُ من الأكمة عشرةَ أدرعٍ أو نحوها، ثم تصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة".
وأخرج البخاري من حديث موسى بن عُقبة قال: "رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها، ويُحدث: أن أباه كان يُصلي فيها، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي في تلك الأمكنة، وسألت سالماً؟ فلا أعلم إلا أنه وافق نافعاً في الأمكنة كلها، إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء".
4602 -
* روى ابن خزيمة عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "دخل مكة من الثنية العليا التي عند البطحاء، وخرج من الثنية السُّفْلى".
قال ابن خزيمة: فقول ابن عمر: "دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من الثنية العليا" دالٌّ على أن الثنية ليست من مكة، والثنية من الحرم ووراءها أيضاً من الحرم، وكذا من الحرم وما وراءها أيضاً من الحرم إلى العلامات التي أعلمت بني الحرم وبين الحلِّ. فكيف يجوز أن يقال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من مكة، فلو كانت الثنية من مكة وكداء من مكة لما جاز أن يقال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من الثنية ومن كداء.
وقد يجوز أن يحتج بأن جميع الحرم من مكة لقوله صلى الله عليه وسلم "إن مكة حرّمها الله يوم خلق السماوات والأرض" فجميع الحرم قد يجوز أن يقع عليه اسم مكة، إلا أن المتعارف عند الناس أن مكة موضع البناء المتصل بعضه ببعض، يقول القائل: خرج فلان من مكة إلى منى ورجع من منى إلى مكة، وإذا تدبرت أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في المناسك وجدت ما يشبه هذه اللفظة كثيراً في الأخبار، فأما عرفة وما وراء الحرم فلا شك ولا مرية أنه ليس من مكة. والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم نفر من منى يوم الثالث من أيام التشريق.
4603 -
* روى ابن خزيمة عن ابن عمر، قال: أهل مرةٌ من ذي الحُليفة من عند الشجرة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء ذا طوى بات حتى يُصلي الصُّبح، فاغتسل ثم دخل من أعلى مكة من كُداي، وخرج حين خرج من كُدي من أسفل مكة (1).
4602 - ابن خزيمة (4/ 204، 205) كتاب المناسك، 607 - باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا
…
إلخ، وهو صحيح.
4603 -
ابن خزيمة (4/ 205) 608 - باب استحباب الاغتسال لدخول مكة
…
إلخ، وهو صحيح.
4604 -
* روى الشيخان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ وهو في مُعَرَّسِه من ذي الحُليفةِ في بطن الوادي، فقيل له: إنك ببطحاء مباركةٍ. قال موسى - هو ابن عقبة - وقد أناخ بنا سالمٌ في المناخ من المسجد الذي كان عبد الله يُنيخ به، يتحرى مُعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي، بينه وبني القِبلَةِ، وسطاً من ذلك" وللنسائي (1): "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة، وصلى بها".
أقول: قوله: (أُتِيَ): إشارة إلى أنه أوحي إليه، وفي النص دلالة على أن مُعَرَّس رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة مُبارك.
4605 -
* روى الشيخان عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم "دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي عند البطحاء وخرج من الثنية السفلى".
وزاد في رواية (2): "إذا خرج من مكة يصلي في مسجد الشجرة وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي وبات حتى يصبح".
4606 -
* روى الشيخان عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "دخل عام الفتح من كداء من أعلى مكة ودخل في العمرة من كُدي وكان عروة يخل منهما جميعاً وكان أكثر ما يدخل
4604 - البخاري (3/ 392) 25 - كتاب الحج، 16 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"العقيق وادٍ مبارك".
مسلم (2/ 981، 982) 15 - كتاب الحج، 77 - باب التعريس بذي الحليفة .... إلخ.
(1)
النسائي (5/ 127) 24 - كتاب مناسك الحج، 24 - باب التعريس بذي الحليفة.
(المعرسُ): موضع التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل نزلةً للاستراحة والنوم.
(التحري): القصد والاعتماد لتحقيق الغرض المطلوب.
4605 -
البخاري (3/ 436) 25 - كتاب الحج، 41 - باب من أين يخرج من مكة.
مسلم (2/ 918) 15 - كتاب الحج، 37 - باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا
…
إلخ.
أبو داود (2/ 174) كتاب المناسك، باب دخول مكة.
النسائي (5/ 200) 24 - كتاب المناسك، 105 - باب من أين يدخل مكة.
(2)
للبخاري (3/ 619) 6 - كتاب العمرة، 14 - باب القدوم بالعداة.
4606 -
البخاري (3/ 437) 25 - كتاب الحج، 41 - باب من أين يخرج من مكة.
مسلم (2/ 919) الموضع السابق.
أبو داود (2/ 174) الموضع السابق.
الترمذي (3/ 209) 7 - كتاب الحج، 30 - باب ما جاء في دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة
…
إلخ.
من كداء وكان أقربهما إلى منزله".
4607 -
* روى مسلم عن نافع أن ابن عمر كان يغتسل لدخول مكة (1).
* * *
4607 - مسلم (2/ 919) الموضع السابق.
الترمذي (3/ 208) 29 - باب ما جاء في الاغتسال لدخول مكة.