الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقول: يجوز للإمام أن يأذن للصبي غير البالغ بالقتال إذا كان أبواه راضيين بذلك، أو كان القتال فرض عين، فالقادر على القتال لا يحتاج إلى إذن، صغيراً كان أو كبيراً.
-
أوقات القتال المندوبة:
4846 -
* روى الترمذي عن النعمان بن مُقرنٍ رضي الله عنه قال: "غزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزواتٍ، فكان إذا طلع الفجرُ أمسك عن القتال، حتى تطلع الشمسُ، فإذا طلعتْ قاتل، حتى إذا انتصف النهار أمسك حتى تزول الشمس، فإذا زالت قاتل حتى العصر، ثم أمسك حتى يُصلي العصر، ثم قاتل، قال: كان يقول: عند هذه الأوقات تهيجُ رياحُ النصر، ويدعو المؤمنون لجيوشهم في صلواتهم".
واختصره أبو داود (1)"وقال: شهدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لمْ يقاتلْ في أول النهار، أخرَ القتال حتى تزول الشمس، وتهُب الرياح، وينزل النصرُ".
4847 -
* روى الطبراني عن أبي الصلت قال: "كتب إلينا عمر رضي الله عنه ونحنُ مع النعمان بن مقرن المزني قال: فإذا لقيتم العدو فلا تفرُّوا، وإذا غنمتُم فلا تغُلُّوا، فلما لقينا العدو قال النعمان: أمهلوا القوم وذلك يوم الجمعة حتى يصعد أمير المؤمنين فيستنصر، فقاتلهم، فأنفض النعمان فقال: سجوني ثوباً وأقبلوا على عدوكم ولا أهولنكم، قال: فأقبلنا عليهم ففتح الله تعالى علينا، وأتى عمر الخبرُ أنه أصيب النعمان وفلانٌ وفلانٌ ورجالٌ لا نعرفهم، قال: ولكن الله يعرفهم".
أقول: من أدب المسلمين إذا قتل أميرهم تابعوا المعركة، هذا النعمان رضي الله عنه يصاب فيأمر المسلمين بمتابعة القتال.
4846 - الترمذي (4/ 159) 22 - كتاب السير، 46 - باب ما جاء في الساعة التي يُستحبُّ فيها القتال رجاله ثقات وفيه انقطاع.
(1)
أبو داود (3/ 49) كتاب الجهاد، 111 - باب في أي وقت يستحب اللقاء، وإسناده صحيح.
(ريحُ النصر) العرب تسمي الريح: النصر .. يقولون: كانت الريح لفلانٍ. أي النصرة، ومنه قوله تعالى (وتذهب ريحكم).
4847 -
مجمع الزوائد (6/ 215) قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
(أنفض) أي أصابه نافضٌ من الحمى له رعدةٌ ولعله بسبب إصابته في المعركة.
(لا أهولنكم) لا ينبغي أن يخفيكم ما أصبت به فيمنعكم من متابعة المعركة.
4848 -
* روى البخاري عن أبي النصر: سالم مولى عمر بن عبيد الله، وكان كاتباً رضي الله عنه قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى، فقرأته حين سار إلى الحرورية، يخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى إذا مالت الشمس، قام فيهم فقال:"يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، وأعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف"، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم مُنزِلَ الكتاب، ومُجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم".
4849 -
*روى أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُغير عند صلاة الصبح، وكان يستمعُ، فإذا سمع أذاناً أمسك، وإلا أغار".
وفي رواية (1) مسلم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يُغيرُ إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذاناً أمسك، وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبرُ، الله أكبرُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"على الفطرة"، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهدُ أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خرجت من النار"، فنظروا فإذا هو راعي معزى.
وأخرجه الترمذي (2) مثل مسلم إلى قوله: "من النارِ".
4848 - البخاري (6/ 23) 56 - كتاب الجهاد، 22 - باب الجنة تحت بارقة السيوف.
والحديث له أطراف في صفحات (45، 120، 156) من المجلد السادس، (223) من المجلد الثالث عشر.
مسلم (3/ 1362) 32 - كتاب الجهاد والسير، 6 - باب كراهية تمني لقاء العدو، والأمر بالصبر عند اللقاء.
أبو داود (3/ 42) كتاب الجهاد، باب في كراهية تمني لقاء العدو. ولم يذكر أبو داود:"انتظاره حتى مالت الشمس".
(ظلال السيوف) الظلال: جمع ظل، وهذا من باب الكناية والاستعارة، وهو حث على الجهاد، لأن الإنسان يميل إلى الظل طلباً للراحة، فقيل له: إن الجنة تحت ظلال السيوف، فمن أرادها فليدخل تحت السيف بأن يحمله ويقاتل به، ويصبر على ألم وقعه.
(الأحزاب) جمع حزب، وهم الذين يجتمعون من طوائف متفرقة، يتعاضدون على شيءٍ.
4849 -
أبو داود (3/ 43) كتاب الجهاد، باب في دعاء المشركين.
(1)
مسلم (1/ 288) 4 - كتاب الصلاة، 60 باب الإمساك عن الإغارة على قوم ف يدار الكفر
…
إلخ.
(2)
الترمذي (4/ 163) 22 - كتاب السير، 48 - باب ما جاء في وصية صلى الله عليه وسلم في القتال.
(يُغيرُ) الإغارة: معروفة، تقول منه: أغار يُغيرُ إغارة، والغارة: الاسم.
(الفطرة) الخلقة: يعني ما خلقه الله تعالى عليه من الإيمان.