الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا أتاه الفيء في يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العَزَبَ حظاً".
زاد في رواية: "فدعينا - وكنت أدعى قبل عمار، فدعيتُ فأعطاني حظين، وكان لي أهل، ثم دُعي بعدي عمارُ بن ياسر، فأعطى حظاً واحداً".
-
العطاء من بيت مال المسلمين:
بيت مال المسلمين هو ما كان بمثابة الخزانة، أو وزارة المالية في عصرنا، أنشيء بعد إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وكانت موارده متعددة فيها الخراج والفيء وخمس الغنائم، والتركات التي لا وارث لها، والجزية ونحو ذلك وكان ما في هذا البيت، يصرف في كفالة الموظفين والرعايا والإنفاق على حاجات الأمة، وما زاد ينفق على المسلمين بالسوية، كذا كان الأمر في عهد أبي بكر.
وكان عمر يفاضل على حسب فضل الصحبة، والقرب أو البعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستقر أمره أخيراً على المساواة، وفيما يلي من نصوص يبين صوراً عن كيفية إنفاق ما يزيد من مال الخزينة.
5063 -
* روى البخاري عن المسور بن محرمة رضي الله عنه أن عمرو بن عوفٍ أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم صالح أهل البحرين، وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال (1):
= (الآهل) الذي له زوجة.
(حظين) الحظ: السهم والنصيب.
5063 -
البخاري (6/ 257) 58 - كتاب الجزية والموادعة، 1 - باب الجزية والموادعة، مع أهل الذمة والحرب. مسلم (4/ 2274) 53 - كتاب الزهد والرقائق.
الترمذي (4/ 640) 38 - كتاب صفة القيامة، 28 - باب إلا أن الترمذي لم يذكر الصلح، وتأمير العلاء.
وفي الحديث أنه ينبغي لمن فتحت عليه الدنيا وزهرتها أن يحذر من سوء عاقبتها وشر فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها، ولا ينافس غيره فيها وقول الراوي.
(تعرضوا له) تعرضت لفلان: إذا تراءيتَ له ليراك. =
"أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ " فقالوا: أجل يا رسول الله، فقال:"أبشروا وأملُوا ما يُسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تُبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم".
5064 -
* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين، فقال:"انثروه في المسجد - وكان أكثر مالٍ أتى به رسول الله - فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة، جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحداً إلا أعطاه، إذ جاءه العباس، فقال: يا رسول الله، أعطني، فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ، فحثا في ثوبه، ثم ذهب يُقله، فلم يستطع. فقال: يا رسول الله مر بعضهم يرفعه إليَّ، قال: لا. قال: فارفعه أنت عليَّ، قال: لا، فنثر منه ثم ذهب يُقله، فلم يستطع، فقال: مر بعضهم يرفعه عليَّ، فقال: لا، قال: فارفعه أنت عليَّ، قال: لا، فنثر منه ثم احتمله، فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجباً من حرصه، فما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثم منها درهمٌ".
5065 -
* روى أحمد عن ناشرة بن سُمي اليزني قال: "سمعت عمر بن الخطاب يم الجابية وهو يخطب الناس إن الله عز وجل جعلني خازناً لهذا المال وقاسمه ثم قال بل الله يقسمه وأنا باديء بأهل النبي صلى الله عليه وسلم ثم أشرفهم، ففرض لأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة، قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا فعدل بينهن عمر، ثم قال: إني باديء بأصحابي المهاجرين الأولين فإنا أخرجنا من ديارنا ظُلماً وعدواناً ثم أشرفهم (1)، ففرض لأهل بدرٍ منهم خمسة آلافٍ ولمن شهد بدراً من الأنصار أربعة آلافٍ
= (فتنافسوها) التنافس: تفاعل من المنافسة: الرغبة في الانفراد بالشيء والاستبداد به.
5064 -
البخاري (6/ 268) 58 - كتاب الجزية والموادعة، 4 - باب ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين
…
إلخ.
(فحثى) حثى: إذا سفى بيده في حجره.
(أقله) أقله يُقله: إذا رفعه وحمله.
5065 -
أحمد (3/ 475).
مجمع الزوائد (6/ 3) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات.
(معصب) أي تشعر بعصبيتك التي تربط بابن عمك، والعصبية: إعانة قومه على غيرهم عدواناً وظلماً.
وفرض لمن شهد أُحداً ثلاثة آلافٍ، قال: ومن أسرع بالهجرة أسرع به العطاء ومن أبطأ بالهجرة أبطأ به العطاء فلا يلومن امرؤ إلا مُناخ راحلته، وإني أعتذر إليكم من عزل خالد ابن الوليد إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان فنزعته ووليت أبا عبيدة فقال أبو عمرو بن حفص: والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب لقد نزعت عاملاً أستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وغمدت سيفاً سلهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت لواءاً نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدستَ ابن العم، فقال عمر بن الخطاب: إنك قريبُ القرابة حديث السن معصبٌ في ابن عمك".
5066 -
* روى البخاري عن قيس بن أبي حازم رحمه الله قال: "كان عطاء البدريين: خمسة آلافٍ، وقال عمر: لأفضلنهُمْ على من بعدهم".
5067 -
* روى البخاري عن نافع رضي الله عنه "أن عمر كان فرض للمهاجرين الأولين: أربعة آلافٍ، وفرض لابن عمر: ثلاثة آلافٍ وخمسمائةٍ، فقيل له: هو من المهاجرين، فلم نقصته من أربعة آلافٍ؟ قال: إنما هاجر به أبوه- يقول: ليس هو ممن هاجر بنفسه".
5068 -
* روى الطبراني عن طارق بن شهاب: "أن أهل البصرة غزوا نهاوند فأمدهُم أهل الكوفة وعليهم عمار بن ياسر فظهروا فأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة فقال رجلٌ من بني تميم - أو من بني عطارد - أيها العبد الأجدعُ تريد أن تشركنا في غنائمنا، وكانت أذنهُ جُدعتْ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خير أذني سببت، فكتب إلى عمر فكتب إن الغنيمة لمن شهد الوقعة".
5069 -
* روى أبو داود عن أبي الجويرية الجُرمي رحمه الله قال: أصبتُ بأرضِ الروم جرةً حمراء فيها دنانيرُ، في إمرة معاوية (1)، وعلينا رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
5066 - البخاري (7/ 323) 64 - كتاب المغازي، 12 - باب
5067 -
البخاري (7/ 253) 63 - كتاب مناقب الأنصار، 45 - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.
5068 -
الطبراني - الكبير- (8/ 385).
مجمع لاوائد (5/ 340) وقال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح.
5069 -
أبو داود (3/ 81) كتاب الجهاد، باب في النفل من الذهب والفضة ومن أول مغنم. إسناده حسن.