الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
فضل الشهادة وبيان أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وبيان ما أعد لهم من النعيم والرزق:
4911 -
* روى أبو داود عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأًحابه: "إنه لما أصيب إخوانكم بأحُد، جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: من يبلغُ إخواننا عنا أننا أحياء في الجنة، لئلا يزهدوا في الجنة، ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله عز وجل: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} إلى آخر الآيات"(1).
أقول: أجواف هذه الطيور الخضر بالنسبة لأرواح الشهداء كالسيارة أو الطيارة بالنسبة لنا الآن فلا يفهم فاهم أن ذلك لنقص في حياتهم بل هو لتكميل سعادتهم.
4912 -
* روى مسلم عن مسروقٍ رحمه الله قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أرواحهم في جوف طيرٍ خُضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعةً، فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرحُ من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مراتٍ، فلما رأوا أنهم لم يُتركوا من أن يُسألوا، قالوا: يا رب، نريد أن ترُدَّ علينا أرواحنا في أجسادنا
4911 - أبو داود (3/ 5) كتاب الجهاد، باب في فضل الشهادة.
أحمد (1/ 266).
مستدرك الحاكم (2/ 88) كتاب الجهاد، وصححه ووافقه الذهبي.
(نكل) عن العمل ينكلُ بالضم: إذا جبنُ وفتر وضعف.
(1)
آل عمران: 169 - 171.
4912 -
مسلم (3/ 1502) 33 - كتاب الإمارة، 33 - باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة. وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
حتى نُقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس ليهم حاجةٌ تُركوا".
وفي رواية الترمذي (1)"أنه سُئل عن قوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك؟ فأخبرنا أن أرواحهم في طيرٍ خضرٍ، تسرح في الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل معلقةٍ بالعرش، فاطلع ربك اطلاعةً، فقال: هل تستزيدون شيئاً، فأزيدكم؟ قالوا: ربنا، وما نستزيد ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا؟! ثم اطلع إليهم الثانية، فقال: هل تستزيدون شيئاً، فأزيدكم؟ فلما رأوا أنهم لا يتركون، قالوا: تعيدُ أرواحنا في أجسادنا حتى نرجع إلى لدنيا فنُقتل في سبيلك مرة أخرى".
وللترمذي في رواية أخرى (2) - مثله - وزاد "وتقريء نبينا السلام، وتخبره أن قد رضينا، ورُضي عنا".
4913 -
* روى الترمذي عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أرواح الشهداء في حواصل طيرٍ خُضرٍ، تعلقُ من ثمر الجنة، أو شجر الجنة".
4914 -
* روى أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قُبةٍ خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرةً وعشياً".
أقول: الظاهر أن هناك نوعاً من الشهداء هذا نعيمهم كما وُصف في النص الذي رواه ابن عباس.
(1) الترمذي (5/ 331) 48 - كتاب تفسير القرآن، 4 - باب "ومن سورة آل عمران".
(2)
الترمذي (5/ 322)، الموضع السابق نفسه.
(سرحت) الماشية: إذا ذهبت للرعي، فاستعاره للطير.
4913 -
الترمذي (4/ 176) 23 - كتاب فضائل الجهاد، 13 - باب ما جاء في ثواب الشهداء.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(علقِت) تعلُق: أي أكلت، وذلك في الإبل، إذا أكلت العضاة، فنقل إلى الطير.
4914 -
أحمد (1/ 266).
الطبراني - الكبير- (10/ 405).
مجمع الزوائد (5/ 298) وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات، وهو حديث جيد.