الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمغيرة (1)، رووا هَذَا الْحَدِيْث عن شقيق، عن عَبْد الله بن مسعود باللفظ الصَّحِيْح.
وبهذا يَكُوْن أبو معاوية قَدْ خالف الرُّوَاة الأكثر مِنْهُ عدداً في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث مقلوباً، لذا قَالَ ابن خزيمة:((وشعبة وابن نمير أولى بمتن الخبر من أبي معاوية وتابعهما أَيْضاً سيار أبو الحكم (2)، عن أبي وائل، عن عَبْد الله)) (3).
وَقَالَ الحافظ ابن حجر نقلاً عن الإسماعيلي: ((إنما المحفوظ أن الَّذِيْ قلبه أبو معاوية وحده، وبذلك جزم ابن خزيمة في "صحيحه"، والصواب رِوَايَة الجماعة)) (4). ثُمَّ قَالَ: ((وهذا هُوَ الَّذِيْ يقتضيه النظر؛ لأن جانب الوعيد ثابت بالقرآن وجاءت السنة عَلَى وفقه، فلا يحتاج إلى استنباط، بخلاف جانب الوعد فإنه في محل البحث إِذْ لا يصح حمله عَلَى ظاهره)) (5).
الثاني: أن يبدل الرَّاوِي عامداً سند متنٍ
بأن يجعله لمتن آخر، ويجعل للمتن الأول سنداً آخر، ودافع هَذَا الفعل أحد أمرين (6):
1 -
إما بقصد الإغراب وفاعل ذَلِكَ داخل في صنف الوضاعين ملحقاً بالكذابين (7).
مثاله: ما رواه عمرو بن خالد الحراني (8)، عن حماد بن عمرو النصيبي (9)، عن
=
ابن منده عقبه: ((فحديث هشيم عن سيار ومغيرة خلاف رِوَايَة الأعمش ورواية أبي عوانة، عن مغيرة)).
(1)
عِنْدَ أحمد 1/ 374، وابن حبان (251)، وابن منده (72).
(2)
سيار أبو الحكم العَنَزي، ويقال: البصري: ثقة، وَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يروي عن طارق بن شهاب، توفي سنة (122 هـ).
الثقات 6/ 421، وتهذيب الكمال 3/ 351 (2655)، والتقريب (2718).
(3)
التوحيد: 360.
(4)
فتح الباري 3/ 111.
(5)
فتح الباري 3/ 111.
(6)
انظر: النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلَاحِ 2/ 864.
(7)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 1/ 320 طبعتنا.
(8)
هُوَ عَمْرو بن خالد بن فرّوخ التميمي، ويقال: الخزاعي، أبو الحسن الحراني، نزيل مصر: ثقة، توفي سنة (229 هـ).
تهذيب الكمال 5/ 406 - 407 (4945)، والكاشف 2/ 75 (4149)، والتقريب (5020).
(9)
هُوَ حماد بن عَمْرو، أبو إسماعيل النصَّيِبيٌّ، قَالَ ابن حبان: كَانَ يضع الْحَدِيْث وضعاً عَلَى الثقات، وَقَالَ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ: لَيْسَ بشيء.
الضعفاء الكبير 1/ 308، والمجروحين 1/ 307، والكامل 3/ 10.
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة مرفوعاً: ((إذا لقيتم المشركين في طريق فلا تبدؤوهم بالسلام
…
الْحَدِيْث)) (1).فهذا حَدِيْث قلبه حماد بن عمرو فجعله عن الأعمش، عن أبي صالح، وإنما هُوَ مشهور بسهيل بن أبي صالح، عن أبيه أبي صالح (2)، هكذا رَوَاهُ الناس، عن سهيل، مِنْهُمْ:
1 -
أبو بكر بن عياش: عِنْدَ الطحاوي (3).
2 -
جرير بن عَبْد الحميد: عِنْدَ مُسْلِم (4)، والبيهقي (5).
3 -
خالد بن عَبْد الله (6): عِنْدَ ابن النجار (7).
4 -
زهير بن معاوية: عِنْدَ أحمد (8)، وابن الجعد (9)، وأبي عوانة (10).
5 -
سفيان الثوري: عِنْدَ عَبْد الرزاق (11)، وأحمد (12)، والبخاري في "الأدب"(13)، ومسلم (14)، وأبي عوانة (15)، وأبي نعيم (16)، والبيهقي (17).
6 -
سليمان بن بلال: عِنْدَ أبي عوانة (18).
7 -
شعبة بن الحجاج: عِنْدَ الطيالسي (19)، وأحمد (20)، ومسلم (21)، وأبي داود (22)، وأبي عوانة (23)، والطحاوي (24)، وابن حبان (25).
(1) هَذِهِ الطريق المقلوبة عِنْدَ العقيلي 1/ 308.
(2)
انظر: الضعفاء الكبير، للعقيلي 1/ 308.
(3)
في شرح المعاني 4/ 341.
(4)
في صحيحه 7/ 5 (2167).
(5)
في الكبرى 9/ 203.
(6)
هُوَ خالد بن عَبْد الله الطحان الواسطي المزني مولاهم، أبو هيثم: ثقة ثبت، توفي سنة (182 هـ)، وَقِيْلَ:(179 هـ).
الثقات 6/ 267، وتهذيب الكمال 2/ 351 (1609)، والتقريب (1647).
(7)
في ذيل تاريخ بغداد 3/ 196.
(8)
في مسنده 2/ 263.
(9)
في مسنده (2766).
(10)
كَمَا في إتحاف المهرة 14/ 606 (18326).
(11)
في مصنفه (9837).
(12)
في مسنده 2/ 444 و 525.
(13)
في الأدب المفرد (1111).
(14)
في صحيحه 7/ 5 (2167).
(15)
كَمَا في إتحاف المهرة 14/ 606 (18326).
(16)
في الحلية 7/ 140 - 141.
(17)
في الكبرى 9/ 203، وفي الشعب (9381).
(18)
كَمَا في الإتحاف 14/ 606 (18326).
(19)
في مسنده (2424).
(20)
في مسنده 2/ 346 و 459.
(21)
في صحيحه 7/ 5 (2167).
(22)
في سننه (5205).
(23)
كَمَا في الإتحاف 14/ 606 (18326).
(24)
في شرح المعاني 4/ 341.
(25)
في صحيحه (501).
8 -
عَبْد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي: عِنْدَ مُسْلِم (1)،والترمذي (2)،وأبي عوانة (3).
9 -
معمر بن راشد: عِنْدَ عَبْد الرزاق (4)، وأحمد (5)، وأبي عوانة (6)، والبغوي (7).
10 -
الوضاح بن يزيد اليشكري أبو عوانة: عِنْدَ أبي عوانة (8)، وابن حبان (9).
11 -
وهيب بن خالد: عِنْدَ البخاري في "الأدب"(10)، وأبي عوانة (11).
12 -
يحيى بن أيوب: عِنْدَ الطحاوي (12).
13 -
يحيى بن سعيد: عِنْدَ أبي عوانة (13).
2 -
أن يَكُوْن بقصد الامتحان لمعرفة حفظ الشيخ وضبطه.
مثاله: ما وقع للإمام البخاري رحمه الله لما قدم بغداد، فأراد أهل الْحَدِيْث اختبار حفظه، فعمدوا إلى مئة حَدِيْث فقلبوا أسانيدها، وجعلوا أسانيد هَذِهِ لمتون تِلْكَ، ثُمَّ دفعوها إلى عشرة رجال لكل رجل عشرة أحاديث، فلما جاء البخاري وجلس للإملاء، وَكَانَ المجلس غاصاً بأصحاب الْحَدِيْث والفقهاء، قام لَهُ رجل من العشرة فسأله عن حَدِيْث من تِلْكَ الأحاديث، فَقَالَ البخاري: لا أعرفه، فسأله عن الآخر فَقَالَ: لا أعرفه، إلى تمام العشرة، ثُمَّ قام الثاني فالثالث حَتَّى نهاية العشرة، والبخاري لا يزيد عَلَى قوله: لا أعرفه، فكان من حضر المجلس من الفهماء يلتفت بعضهم إلى بعض، ويقولون: الرجل فهم. ومن كَانَ مِنْهُمْ غَيْر ذَلِكَ يقضي عَلَى البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم.
فلما علم أنهم فرغوا التفت إلى الأول مِنْهُمْ فَقَالَ: أما حديثك الأول فهو كَذَا، وحديثك الثاني كَذَا حَتَّى أتم العشرة، ثُمَّ أقبل عَلَى الثاني فالثالث، ورد المتون كلها إلى أسانيدها، وأسانيدها إلى متونها، فأقرّ لَهُ الناس بالحفظ وأذعنوا لَهُ بالفضل (14).
(1) في صحيحه 7/ 5 (2167).
(2)
في الجامع الكبير (1602) و (2700).
(3)
كَمَا في الإتحاف 14/ 606 (18326).
(4)
في مصنفه (9837).
(5)
في مسنده 2/ 266.
(6)
كَمَا في الإتحاف 14/ 606 (18326).
(7)
في شرح السنة (3310).
(8)
كَمَا في الإتحاف 14/ 606 (18326).
(9)
في صحيحه (500).
(10)
في الأدب المفرد (1103).
(11)
كَمَا في الإتحاف 14/ 606 (18326).
(12)
في شرح المعاني 4/ 341.
(13)
كَمَا في الإتحاف 14/ 606 (18326).
(14)
انظر القصة في: أسامي من روى عَنْهُمْ البخاري من مشايخه لابن عدي ورقة 2أ، وتاريخ بغداد 2/ 120، والبداية والنهاية 2/ 25، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 321 طبعتنا، وطبعة العلمية 1/
=
وَكَانَ الحافظ العراقي لا يتعجب من رد البخاري الخطأ إلى الصواب لسعة معرفته واطلاعه، وإنما كَانَ يعجب من حفظ الأحاديث المقلوبة عَلَى الموالاة من مرة واحدة (1).
وَقَدْ وقع نحو هَذَا الامتحان لعدد من الْمُحَدِّثِيْنَ مِنْهُمْ: أبان بن عياش اختبره شعبة (2)، وأبو نعيم الفضل بن دكين امتحنه يحيى بن معين (3)، وأبو جعفر العقيلي (4)، ومحمد بن عجلان (5)، وغيرهم.
وفي جواز قلب الأحاديث لامتحان حفظ المشايخ خلاف، إِذْ لَمْ يرتضيه بعض الْمُحَدِّثِيْنَ مثل: حرمي بن عمارة (6)، ويحيى بن سعيد القطان (7)، قَالَ الحافظ العراقي:((وهذا يفعله أهل الْحَدِيْث كثيراً، وفي جوازه نظر إلا أنه إذا فعله أهل الْحَدِيْث لا يستقر حديثاً)) (8)، فجوازه إذن مشروط بالبيان (9).
وَقَدْ يَكُوْن بالتقديم والتأخير في اسم الرَّاوِي مثل: كعب بن مرة (10)، فيجعل: مرة ابن كعب (11).
=
284 -
، والنكت عَلَى كتاب ابن الصَّلَاحِ 2/ 867، وهدي الساري: 200، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 298، وفتح المغيث 1/ 254، وتدريب الرَّاوِي 1/ 293، وتوضيح الأفكار 2/ 104.
وحصل للبخاري نحو هَذَا الامتحان في البصرة وسمرقند. انظر: البداية والنهاية 11/ 25، وطبقات الشافعية الكبرى 2/ 9، وهدي الساري:486.
(1)
انظر: النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلَاحِ 2/ 869 - 870.
(2)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 1/ 321 طبعتنا، والطبعة العلمية 1/ 284.
(3)
انظر: النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلَاحِ 2/ 866 - 867.
(4)
انظر: سير أعلام النبلاء 15/ 237.
(5)
انظر: المحدّث الفاصل: 398 (408)، وميزان الاعتدال 3/ 645 - 646.
(6)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 1/ 321 طبعتنا، وطبعة العلمية 1/ 284.
(7)
انظر: المحدث الفاصل: 399، والنكت عَلَى كتاب ابن الصَّلَاحِ 2/ 871.
(8)
شرح التبصرة والتذكرة 1/ 321 طبعتنا، وطبعة العلمية 1/ 284.
(9)
انظر: نُزهة النظر: 125.
(10)
هُوَ الصَّحَابِيّ الجليل كعب بن مرة، وَقِيْلَ: مرة بن كعب السلمي البهزي، سكن البصرة ثُمَّ الأردن، توفي سنة بضع وخمسين.
أسد الغابة 4/ 248 - 249، وتجريد أسماء الصَّحَابَة 2/ 33 (358)، والتقريب (5650).
(11)
انظر: نُزهة النظر: 125 - 126.