الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لشيخه)) (1).
وَقَالَ ابن أبي حاتم أَيْضاً: ((سألت أبي عن حَدِيْث رَوَاهُ بقية، عن يونس، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((من أدرك ركعة من صلاة الجمعة وغيرها فَقَدْ أدرك)). قَالَ أبي: هَذَا خطأ الْمَتْن والإسناد إنما هُوَ: الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:((من أدرك من صلاةٍ ركعة فَقَدْ أدركها))، وأما قوله:((من صلاة الجمعة)) فليس هَذَا في الْحَدِيْث، فوهم في كليهما)) (2).
أثر هَذَا الْحَدِيْث في اختلاف الفقهاء (المقدار الَّذِيْ تدرك بِهِ صلاة الجمعة):
اختلف الفقهاء في حكم من سبق في صلاة الجمعة عَلَى ثلاثة مذاهب:
الأول: لا تصح الجمعة لِمَنْ لَمْ يدرك شيئاً من خطبة الإمام. وبه قَالَ الهادوية من الزيدية (3).
وروي عن عمر (4) بن الخطاب (5)، ومجاهد (6)، وعطاء (7)، وطاووس (8)، ومكحول (9). وحجتهم: أن الإجماع منعقد عَلَى أن الإمام لَوْ لَمْ يخطب بالناس لَمْ يُصلوا إلا أربعاً، فدل ذَلِكَ عَلَى أن الخطبة جزء من الصلاة (10). وهذا الرأي مخالف لصريح السنة كَمَا يأتي.
(1) التلخيص الحبير 2/ 43، وفي الطبعة العلمية 2/ 107. وانظر: التمهيد 7/ 64، ونصب الراية 1/ 228.
(2)
علل الْحَدِيْث 1/ 172 (491).
(3)
سبل السلام 2/ 47.
(4)
هُوَ أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، توفي سنة (23 هـ) شهيداً رضي الله عنه وأرضاه. معجم الصَّحَابَة 10/ 3814، وأسد الغابة 4/ 52، والعبر 1/ 27.
(5)
الحاوي الكبير 3/ 50، والمجموع 4/ 558.
(6)
هُوَ الإمام شيخ القراء والمفسرين أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبي السائب، توفي سنة (102 هـ) وَهُوَ من كبار التَّابِعِيْنَ.
طبقات ابن سعد 5/ 466، وسير أعلام النبلاء 4/ 449 - 455، وتهذيب التهذيب 10/ 42.
والرواية عَنْهُ في: الحاوي الكبير 3/ 50، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(7)
انظر ما سبق.
(8)
طاووس بن كيسان الخولاني اليماني أحد أبناء الفرس الحميري، وَقِيْلَ: الهمداني، أَبُو عَبْد الرحمان، من كبار التَّابِعِيْنَ، وَكَانَ فقيهاً جليل القدر، نبيه الذكر، حافظاً ثقة، مات سنة (106 هـ)، وَقِيْلَ:(104 هـ). الجرح والتعديل 4/ 500، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 251، ووفيات الأعيان 2/ 509، وانظر: الحاوي الكبير 3/ 50، والمغني 2/ 158، وحلية العلماء 2/ 275.
(9)
انظر: الحاوي الكبير 3/ 50، والمغني 2/ 158، وحلية العلماء 2/ 275.
(10)
الاستذكار 2/ 33.
الثاني: من أدرك الإمام يوم الجمعة في أي جزء من صلاته صلى مَعَهُ ما أدرك وأكمل الجمعة فإنه أدركها، حَتَّى وإن أدركه في التشهد أَوْ سجود السهو (1). وإليه ذهب أبو حَنِيْفَة وأبو (2) يوسف (3) القاضي (4). واستدلوا: بأن صلاة الجمعة ركعتان بجماعة، ومن أدرك الإمام قَبْلَ سلامه فَقَدْ أدرك الجماعة، غاية ما هناك أنه مسبوق، والمسبوق يصلي مع الإمام ما أدرك ثُمَّ يتم ما فاته، وما فاته هنا ركعتان لا أربع، فلا يجب عَلَيْهِ أن يصلي أكثر مِمَّا أحرم ناوياً صلاته (5).
الثالث: ذهب أكثر أهل العلم وجمهور الفقهاء إلى أن من أدرك الركعة الثانية مع الإمام فَقَدْ أدرك الجمعة، وعليه أن يأتي بركعة أخرى بَعْدَ فراغ الإمام، فإن لَمْ يدرك مِنْهَا ركعة، وذلك بأن أدرك الإمام بَعْدَ أن رفع رأسه من ركوع الركعة الثانية، فإنه يأتي بَعْدَ فراغ الإمام بأربع ركعات ظهراً؛ لأنَّهُ لَمْ يدرك الجمعة أصلاً (6). وهذا القَوْل مروي عن: ابن مسعود (7)، وابن عمر (8)، وأنس (9)، وسعيد (10) بن
(1) تبيين الحقائق 1/ 222، وحلية العلماء 2/ 273.
(2)
الاستذكار 2/ 33، واللباب 1/ 114، وحلية العلماء 2/ 275، وشرح فتح القدير 1/ 419.
(3)
هُوَ الإمام أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي قاضي القضاة، ولد سنة (113هـ)، وتوفي سنة (182 هـ)، وَهُوَ أجل أصحاب أبي حَنِيْفَة.
وفيات الأعيان 6/ 378، والعبر 1/ 284 - 285، وسير أعلام النبلاء 8/ 535.
(4)
تبيين الحقائق 1/ 222، واللباب 1/ 114.
(5)
مسائل من الفقه المقارن: 137.
(6)
المغني 2/ 312، والمجموع 4/ 558، ومغني المحتاج 1/ 299.
(7)
هُوَ الصَّحَابِيّ الجليل البحر عَبْد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، الهذلي أبو عَبْد الرحمان المكي المعروف بابن أم عَبْد من السابقين الأولين للإسلام، توفي سنة (32 هـ). معجم الصَّحَابَة 8/ 2871، وأسد الغابة 3/ 356، وسير أعلام النبلاء 1/ 461 و 462.
والرواية عَنْهُ في: الحاوي الكبير 3/ 50، والاستذكار 2/ 33، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(8)
الحاوي الكبير 3/ 50، والاستذكار 2/ 33، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(9)
هو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخر أصحابه موتاً، أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر الأنصاري النجاري المدني، ولد قَبْلَ الهجرة بعشر سنين، وتوفي سنة (93 هـ)، وَقِيْلَ:(92 هـ).
معجم الصَّحَابَة 1/ 240، والاستيعاب 1/ 71 - 72، وسير أعلام النبلاء 3/ 395.
والرواية عَنْهُ في: الحاوي الكبير 3/ 50، والاستذكار 2/ 33، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(10)
هُوَ الإمام الثبت أبو مُحَمَّد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي، ولد لسنتين مضت من خلافة عمر بن الخطاب، وتوفي سنة (94 هـ) عَلَى الأصح، واتفقوا عَلَى أن مرسلاته أصح المراسيل.
سير أعلام النبلاء 4/ 217، وتذكرة الحفاظ 1/ 54، وتقريب التهذيب (2396). وانظر دراسة
=
المسيب (1)، والأسود (2) بن يزيد (3)، والحسن (4) البصري (5)، وعروة (6)، والنخعي- في إحدى الروايتين عَنْهُ (7) -، والزهري (8)، ومالك (9)، والأوزاعي (10)، والثوري (11)، وإسحاق (12)، وأبي ثور (13)، وأحمد (14)، وزفر (15)
=
شَيْخنَا العلامة الدكتور هاشم جميل1/ 13وما بعدها لفقه الإمام سعيد، فَقَدْ أجاد وأفاد ودلل عَلَى علم جم.
(1)
الاستذكار 2/ 33، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558. وانظر: فقه الإمام سعيد بن المسيب 2/ 190.
(2)
هُوَ الإمام القدوة أبو عمرو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وَهُوَ من المخضرمين، أدرك الجاهلية والإسلام، وَهُوَ من كبار التَّابِعِيْنَ، توفي سنة (75 هـ).
سير أعلام النبلاء 4/ 50 و 53، والبداية والنهاية 9/ 11، وتقريب التهذيب (509).
(3)
المغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(4)
الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه: يسار: ثقة، فقيه، فاضل، مشهور، وَكَانَ يرسل كثيراً ويدلس، مات سنة (110هـ).
تهذيب الكمال 2/ 114 (1200)، وتذكرة الحفاظ 1/ 71،والتقريب (1227).
(5)
المغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(6)
عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، المدني، أَبُو عَبْد الله، الإمام الجليل، عالم الْمَدِيْنَة، وأحد الفقهاء السبعة، ولد سنة (23 هـ)، وَقِيْلَ (29)، توفي سنة (94 هـ) عَلَى الصَّحِيْح.
طبقات ابن سعد 5/ 182، وسير أعلام النبلاء 4/ 421، والتقريب (4561).
والرواية عَنْهُ في: المغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(7)
المغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(8)
المصادر السابقة. وانظر: الحاوي الكبير 3/ 50.
(9)
المدونة الكبرى 1/ 147، والاستذكار 2/ 33، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(10)
الاستذكار 2/ 33، والمجموع 4/ 558.
(11)
الحاوي الكبير 3/ 50، والاستذكار 2/ 33، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(12)
الاستذكار 2/ 33، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(13)
إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي، أَبُو ثور، ويكنى أَيْضاً أبا عَبْد الله، وَكَانَ إماماً فقيهاً، وثقةً مأموناً، صاحب الشَّافِعِيّ، ولد سنة (170 هـ)، ومات سنة (240 هـ).
تاريخ بغداد 6/ 56، وسير أعلام النبلاء 12/ 72، والتقريب (72).
وانظر: الاستذكار 2/ 33، والمغني 2/ 158، والمجموع 4/ 558.
(14)
مختصر الخرقي: 35، ودليل الطالب:53. وانظر: الحاوي الكبير 3/ 50، والاستذكار 2/ 33، والمجموع 4/ 558.
(15)
هُوَ الإمام الفقيه أبو الهذيل زفر بن الهذيل بن قيس بن سلم العنبري: صدوق، ولد سنة (110هـ)، وتوفي سنة (158 هـ). سير أعلام النبلاء 8/ 38 و39، وميزان الاعتدال (2867)، وشذرات الذهب1/ 243.