الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
النقطة الخامسة": "هابيل وقابيل
"
نزل آدم وحواء عليهما السلام الأرض ليبدأ العمران، ويبدأ تناسل البشر، وليعيش الجميع بشرع الله وهديه؛ ليسعدوا ويبتعدوا عن وساوس عدوهم إبليس، حتى لا يوقعهم في الغي والفساد، قال تعالى:{وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} 1، وقال تعالى:{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} 2، والمراد بالخطاب في الآيات: آدم، وحواء، وإبليس، والعمدة في العداوة آدم وإبليس وذريتهما، والآية تحذر آدم من إبليس حتى لا يحرمه من دخول الجنة مرة أخرى، وتوضح أن طريق النجاة هو اتباع هدي الله، وشرعه، وطريق الخسران هو الإعراض عن ذكر الله، وطاعته.
وشرع الله لآدم أن يزوج بناته من بنيه لضرورة الحال، وكان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى، فكان يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر
…
وهكذا. وكانت توءمة هابيل دميمة، وتوءمة قابيل وضيئة، فأراد قابيل توءمته لنفسه معللا إرادته بحجج عقلية فهو الكبير، وهو وصي أبيه، وهو الأحق بأخته الأجمل، وأولى بالزواج منها من هابيل، وهذا اجتهاد منه يخالف ما شرع الله لهم؛ ولذلك لم يوافقه آدم على ما ذهب إليه، وطلب منه ومن أخيه أن يقدم كل منهم قربانا فأيهما يتقبل الله قربانه، فهو الأحق بالحسناء بشرع الله تعالى.
1 سورة البقرة آية: 36.
2 سورة طه الآيات: 123، 124.
فقدم كل منهم قربانه، فقبل الله قربان هابيل، ولم يتقبل قربان قابيل، فقال قابيل لأخيه:{لَأَقْتُلَنَّكَ} .
هذا الحوار يبين نفسية كل منهما، فقابيل يهدد بالقتل، ويؤكد تهديده به بعدما تمكن الحسد والحقد منه
…
فيرد عليه هابيل بأسلوب هادئ متسامح، يوضح فيه ضرورة التقوى لقبول الأعمال، ومن أساسيات التقوى الخوف من معصية الله والتسامح، وعدم التعدي على الغير، وترك كل ما يؤدي إلى عذاب جهنم.
وهنا يجد إبليس فرصته فيزين لقابيل قتل أخيه، ويعرفه بكيفية القتل، ويسهل له تنفيذ عملية القتل، فيقتله، وبذلك أصبح من الخاسرين، النادمين
…
وتعلم قابيل من الغراب أيضا كيف يدفن أخاه في التراب فقام بدفنه2.
ودون القرآن قصة ابني آدم؛ ليعلم الإنسان أن إبليس يترصد به وسوسة، وغواية، وإضلالا، وليعمل الإنسان على تقوى الله وطاعته، ويبتعد عن الحقد والحسد؛ لأن كل شيء بقدر الله، ولا يقع في ملكه إلا ما أراد.
إن قوة الإيمان تضعف الشيطان، وتعجزه عن إيذاء المؤمنين بفضل الله تعالى.
1 سورة المائدة الآيات: 27-29.
2 تفاصيل القصة موجودة في كتب التفسير والتاريخ.