الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النقطة الثالثة: ركائز الدعوة في قصة يونس
الركيزة الأولى: ضرورة الصبر والتحمل
…
"النقطة الثالثة": ركائز الدعوة في قصة يونس
تقدم قصة يونس عليه السلام عبرا كثيرة في مجال الدعوة إلى الله تعالى، أجمل منها الركائز التالية:
الركيزة الأولى: ضرورة الصبر والتحمل
الإنسان مكون من جسد، وعقل، وعاطفة، ويرتبط بأي أمر يعايشه، سواء كان أمرا ماديا أو معنويا، فالإنسان يحب المكان الذي تربى فيه، ويحنّ إليه، ويتمنى رؤية أصدقاء الشباب والصبا، وإذا عشق فكرة، تفانى في خدمتها وتنميتها؛ ولذلك كان تغيير الإنسان أمرا شاقا؛ لأن التغيير يبعده عن أمور التصق بها.
فإذا ما كان التغيير إلى دين جديد، كان أشق وأصعب؛ لأنه يغير العواطف، ويربطها بكل ما أحله الدين، ويبعدها عن كل ما نهى الله عنه، ويغير العقول، وينقلها من مجال الوهم، والضلال، وخرافة القيم المادية، إلى هدى الله، وإنسانية الدين، وقيم الخلق والحق، ويغير أعمال الجسد بالتكاليف العملية، التي توجه الجسد في كل حركاته وسكونه
…
إنه تغيير يشمل الإنسان كله؛ ولذلك فهو يحتاج إلى محاولات عديدة، ومدة مديدة، وطاقة شديدة.
إن القائم بدعوة الناس إلى الله، وهو يباشر عملية التغيير، عليه أن يكون صبورا على الناس، يتحمل صدهم، ويناقش آراءهم، ويقدم لهم دعوته بكل وسيلة ممكنة، وبمختلف الأساليب لإقناع الناس، وإدخالهم في دين الله تعالى.
إن إبليس وجنوده يَحُولون بين الدعاة وبين الناس؛ ليبقى الناس في ضلالهم وكفرهم، وينصرف الدعاة عن تحقيق غاياتهم.
وعلى الدعاة أن يوجِّهوا ردا كلما وجدوا صدا؛ لأنهم لو ضجروا وتألموا لحققوا لإبليس غايته، وما يعمل له.