الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوم لوط في كل المواضع التي ذكرها القرآن الكريم عن قصتهم.
ومنها ما كان من فرعون من ظلم وطغيان، حيث ادعى أنه رب الناس، وقد استولى على جميع البلاد، وقال للناس:{أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} 1، ووصل به طغيانه إلى أن استعبد بني إسرائيل في مصر، وأصدر أمره بقتل جميع ذكورهم، وترك نسائهم، ولذلك جاءه موسى عليه السلام ومعه هارون لتصحيح هذه المفاسد، ولتوضيح نهاية لمظالمه، وكان ما كان إلى أن هاجر بنو إسرائيل إلى الشام، ومعهم موسى، وهارون، وغرق فرعون، وجنوده، وماتوا جميعا في اليم.
ومع التركيز على المفاسد الرئيسية الموجودة، لم يهمل الرسل أي جانب في بيئتهم، فكانوا يشجعون الصالح، ويحاولون منع سائر المفاسد الضارة بالمجتمع، والناس.
1 سورة الزخرف آية "51".
الاتجاه الثالث: بيان عاقبة الأخلاق
دعا الرسل الناس بدعوة الحق، فآمن قوم، وكفر آخرون، وكان من أهم ما نادوا به هو الأخلاق، وقد حكى القرآن مصائر المؤمنين، وعاقبة الكافرين ليتضح الطريق لمن لا يزال فيه، وينجو من يرجو لنفسه النجاة، وكان من حكمة الله تعالى أن حل الجزاء بالأمم السابقة في الدنيا، ولم يمهلهم للآخرة، فقوم نوح كذبوا فكانت عاقبتهم:{فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ} 1، وأما قوم هود فكذبوه
1 سورة الأعراف آية "64".
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} 1 وأما قوم صالح فقد هلكوا بتكذيبهم: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَة} 2 وقوم لوط فقد حل بهم ما يستحقون: {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} 3 وأما فرعون وجنوده فإنهم لما طغوا: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} 4.
وهكذا أهلك الله الأمم الفاسدة في الدنيا، وأراهم جزاء ضلالهم، وذكر مصيرهم هذا في القرآن الكريم ليستفيد به من نزل القرآن لهم، ولكي تكمل الفائدة أمهل الله الأمة الخاتمة، وأرجأ عقوبتها الكلية إلى يوم الدين.
1 سورة الشعراء آية "121".
2 سورة الحارقة آية "5".
3 سورة العنكبوت آية "34".
4 سورة طه آية "78".