الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحيى عليه السلام:
استجاب الله دعاء زكريا عليه السلام ورزقه يحيى عليه السلام، وقد سماه بهذا الاسم بشرى لوالديه، في أنه يعمر، ويحيى طويلا، وللدلالة على أن قلبه حي بالمحبة، وجسمه حي بالطاعة، ولسانه حي بالذكر، وأن باطنه حي بالعلم، والعصمة1.
ولد يحيى عليه السلام قبل ميلاد المسيح بستة أشهر2 يقول كعب الأحبار: كان يحيى حسن الصورة والوجه، لين الجناح، قليل الشعر، قصير الأصابع، طويل الأنف، مقرون الحاجبين، رقيق الصوت، كثير العبادة، قويا في طاعة الله تعالى: قيل: إن أتراب يحيى قالوا له وهو صغير: اذهب معنا نلعب، قال لهم: ما للعب خلقت، وكان يعظ الناس، ويقف لهم في أعيادهم، ومجامعهم، ويدعوهم إلى الله تعالى3. يقول تعالى:{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} 4
…
وأول من آمن بعيسى عليه السلام هو يحيى عليه السلام.
يصف الله يحيى بقوله: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} 5 والآية تدل على أن الله خلق يحيى سيدا كريما، ونبيا مرسلا، وحصورا يمنع نفسه من الشهوات ويملك زمام نزغاته من الانفلات.
1 بصائر ذوي التمييز ج6 ص94.
2 قصص الأنبياء للثعالبي ص361.
3 نهاية الإرب ج14 ص20.
4 سورة مريم آية "12".
5 سورة آل عمران آية "39".
وقد عاش يحيى فقيرا، عطوفا، طاهرا، وقتل شهيدا على يد "هيرودس" الطاغية، حاكم بلده
…
ذلك أن هيرودس "أراد أن يتزوج من ابنة أخ له، فبين يحيى عليه السلام أن ذلك لا يحل؛ لأنها من محارمه، إلا أن "هيرودس" تزوجها، وحقد على يحيى، وأمر بإحضار رأسه، فدخل جنده على يحيى وهو قائم يصلي في المحراب، وذبحوه، وقطعوا رأسه، وأحضروها إلى الطاغية "هيرودس" فأمر بدفنها في دمشق الحالية، والقبر الآن يقع في قلب المسجد الأموي بدمشق.
يقول ابن عساكر: رأيت رأس يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء المسجد، حيث أخرجوه من تحت ركن من أركان القبلة مما يلي المحراب جهة الشرق، فكانت البشرة والشعر على حاله، لم يتغير، كأنما قتل الساعة.
تقول بعض الروايات: إن يحيى قتل في حياة أبيه زكريا1.
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى بيحيى ليلة الإسراء حيث قال: "ثم عرج بي إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل ففتح له، وإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا، فرحبا بي، ودعوا لي بخير" 2 عليهم جميعا الصلاة والسلام....
1 قصص الأنبياء ص310، 311.
2 صحيح البخاري بشرح فتح الباري - كتاب أحاديث الأنبياء ج6 ص467.