الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قراءة المعوذتين، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما1.
وهكذا يعتبر القرآن أهم الوسائل التي تطرد الشيطان، حيث يعصم المسلم من كيده ووسوسته، وينقذه من السحرة، وسحرهم.
1 أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الطلب، باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين ج6 ص252.
النقطة الثامنة: ضياع مملكة إسرائيل بعد سليمان عليه السلام
.
استمرت مملكة بني إسرائيل الصالحة طوال عصر داود وسليمان عليهما السلام وهي فترة امتدت أكثر من قرن من الزمان، وبعد موت سليمان تولى الأمر من بعده ابنه "رحبعام" فانقسم عليه الإسرائيليون، وطلبوا منه أن يتخلى عن مواريث أبيه فرفض، وعرفهم بأنه على نفس ما كان عليه أبوه، فانقلبوا عليه، واتبعوا واحدا منهم هو "يربعام" وأعلنوا أنهم يتبرءون من بيت داود إلى الأبد
…
وانقسم الإسرائيليون إلى مملكتين، مملكة يهوذا في الجنوب تحت إمرة أبناء سليمان، ومملكة إسرائيل في الشمال ويحكمها معارضوهم.
وقد نشبت حروب عديدة بين المملكتين استمرت قرابة قرنين، وأخذ كل فريق يستعين بالقوى المجاورة، من غير الإسرائيليين
…
واستمر الصراع حتى تمكن ملك آشور من التسلط على مملكة إسرائيل، وقبض على ملكها، وقاد أهلها جميعا إلى بلاده أسرى، وأحل محلهم قبائل عربية كانوا أصحابها قبل الإسرائيليين
…
وظلت
مملكة يهوذا تصارع، وتناضل الآشوريين، وتحاول إبعادهم عن دولتهم1
…
وكان يأتيها بين الحين والحين نبي من قبل الله تعالى، يجدد لهم دعوة موسى عليه السلام ويذكرهم بنعم الله، ويخوفهم من عذابه
…
لكن الإسرائيليين كعهدهم دائما، كانوا يكذبون الأنبياء، ويتهمونهم بالجنون، والسفه، حتى فعلوا ذلك مع أحد أنبيائهم "أرميا" عليه السلام وقيدوه وسجنوه.
واستمروا على ضلالهم، وإفكهم حتى نزل بهم وعد الله الذي أخبرهم الله به على لسان موسى عليه السلام يقول تعالى:{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} 2.
وفي عام 596 قبل الميلاد، أغار بختنصر، ملك بابل عليهم بجنوده فدمر بلادهم، وخرب بيت المقدس، وساقهم إلى سجون بابل، ونفاهم بمملكته، واستعبدهم، فعاشوا مرحلة السبي البابلي، أذلاء، صاغرين.
وكان انتصار بختنصر عليهم هو المقصود من قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} 3.
وبعد خمسين عاما من النفي، والتشريد، تغلب "كورش" ملك الفرس على البابليين، فأطلق سراح الإسرائيليين، وأعاد من بقي منهم إلى بيت المقدس، وساعدهم، فعادوا لبغيهم، وكفرهم بعد قرنين من الزمان عاشوها تحت السيطرة الفارسية، وكان أن جاء وعد الآخرة، فسلط الله عليهم ملكا من ملوك بابل هو
1 كانت عاصمة الشمال نابلس، وعاصمة الجنوب القدس، ويلاحظ أن مملكة يهوذا كانت صغيرة ومنحصرة في بيت المقدس وما حولها فقط.
2 سورة الإسراء آية "4".
3 سورة الإسراء آية "5".
"خردوس" فأزال سلطانهم، ودمر بلادهم مرة أخرى، وأبعدهم عن البلاد، وفي ذلك يقول الله تعالى:{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} 1.
وهكذا انتهى شأن بني إسرائيل قبل ميلاد المسيح عليه السلام وتوزعوا في البلاد المجاورة كمصر، والحجاز، والعراق، واليمن، وبلاد آسيا الوسطى، ولهم في هذه البلاد جاليات يهودية حتى اليوم2.
1 سورة الإسراء الآيات "6، 7".
2 يمكن مراجعة كل ما ذكر عن ضياع ملك بني إسرائيل في أسفار العهد القديم، أسفار الملوك "الأول والثاني"، وانظر ما نقله الطبري في التاريخ ج1 ص593، وفي التفسير ج15 ص41، 42، والكامل ج1 ص173.