الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لوط عليه السلام
النقطة الأولى: التعريف بقوم لوط
…
7-
لوط عليه السلام:
لوط عليه السلام ابن أخي إبراهيم عليه السلام نشأ معه في بابل، واستمع له، وصدقه وآمن بدعوته، وهاجر معه إلى "حوران"، ولما هاجر إبراهيم إلى مصر انتقل لوط إلى "سدوم" وهي قرية تقع شرق النهر في غور الأردن على البحر الميت، وهو بذلك كان قريبا من مقام إبراهيم عليه السلام بعد عودته من مصر.
والحديث عن لوط ودعوته يحتاج إلى دراسة النقاط التالية:
"النقطة الأولى": "التعريف بقوم لوط"
قوم لوط هم أهل "سدوم"؛ لأنه عاش بينهم، وتكلم بلسانهم، واتخذ بلدهم سكنا له وموطنا1.
عبد قوم لوط عددا من الآلهة، إلا أنهم استغرقوا في إشباع شهواتهم وملذاتهم، واخترعوا في الإشباع الجنسي ما لم يعرفه أحد قبلهم، فكان الرجل يأتي الرجل سعيدا بفعلته، مع أنه شذوذ معارض للفطرة.
وقد أعطاهم الله تعالى كثيرا من نعمه وآلائه، فأخذوها ووضعوها في غير موضعها؛ ولذلك وصفهم الله تعالى فقال:{وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ} 2.
1 سدوم: مجموعة من القرى متجاورة سكنها لوط، فصار أهلها قومه؛ لأنه سكن معهم، وتكلم بلغتهم "معجم البلدان ج3 ص200".
2 سورة الأنبياء آية: 74.
ولتجمع أهل القرية على فعل الخبائث، أسند الله الفعل إلى القرية؛ لبيان تمكن أهلها في السوء، مع أنه فاحشة، ينكرها العقل السليم، ويأباها الذوق والعفاف، لكنهم لسوئهم كانوا يفعلونها جهرة، وبلا حياء أو تحرج، حتى إنهم شيدوا الأندية لإتيان الفاحشة فيها بصورة جماعية، يقول الله تعالى:{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} 1.
وسيطرت هذه الفاحشة على نشاطهم وحياتهم، لدرجة أنهم كانوا يرصدون الطرق؛ أملا في العثور على رجل وافد يشبعون معه شهوتهم.
استمروا على ما هم عليه حتى أتاهم لوط عليه السلام ودعاهم إلى التوحيد، وترك ما هم عليه من فاحشة، وعدوان.
لم يهتموا بالدعوة، وكفروا بالله، واستمروا في غيهم حتى نزل بهم أمر الله؛ فأهلكهم ودمرهم.
وكما غيروا الفطرة، وقلبوها على غير وجهها، قلب الله عليهم قريتهم وجعل عاليها سافلها، ونجى الله لوطا عليه السلام ومن آمن به.
1 سورة العنكبوت آية: 29.