الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو تراب حيدرة بن أبي أسامة بحلب للمستعلي ثم للأفضل ثم لرضوان، في يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من هذه السنة.
وكان قد ولى الخطابة أبا تراب وعزل جد أبي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة عن القضاء والخطابة بحلب، لأن توليته كانت على قاعدة أبيه من بغداد في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
وكان أبوه القاضي أبو الفضل هبة الله قد مات في هذه السنة المذكورة، وهو على القضاء والإمامة بحلب،
وولى رضوان قضاء حلب في سنة تسعين القاضي فضل الله الزوزني العجمي الحنفي، وسيره رسولاً إلى مصر، وناب عنه في القضاء حال غيبته أبو الفضل أحمد ابن أبي أسامة الحلبي ودامت الدعوة بحلب إلى رجب من سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وقيل: لم تدم أكثر من أربع جمع وأعادها رضوان للإمام المستظهر ثم بركيارق ثم لنفسه، ولم يصح له مما التمسه من المصريين شيء.
وأعاد القضاء والخطابة إلى جد أبي غانم على قاعدته الأولى، في سنة خمس وتسعين وأربعمائة، حين قتل الزوزني، وكان خرج من بين يدي رضوان، فقتل في بعض الدروب، وكان أزرى على الباطنية وعلى معتقدهم فقيل إنهم قتلوه.
الفرنج في الشام
ولما سار رضوان ويغي سيان وصلا إلى شيزر متوجهين إلى حمص لقصد حمص، فتواصلت الأخبار بوصول خلق من الفرنج قاصدين أنطاكية، فقال يغي سيان: عودنا إلى أنطاكية ولقاء الفرنج أولى، وقال سكمان: مسيرنا إلى بكر وأخذها من المتغلبين عليها ونتقوى بها، وأنزل أهلي بها ونعود إلى حمص أولى، واختلفوا.
فسار الملك رضوان نحو حلب حفلاً وكان معه وزيره أبو النجم بن بديع أخو
وزير أبيه تتش أبي القاسم، وكان قد ولاه وزارته حين ملك
حلب، فاتهماه أنه هو الذي يفسد حال رضوان، فطلع إلى حصن شيزر، وأقام به عند ابن منقذ خشية من يغي سيان وسكمان، فلما سارا عن شيزر سار إلى حلب ولحق بالملك رضوان بها. ولما عاد رضوان مغاضباً ليغي سيان وسكمان عاد والأمراء من شيزر إلى أنطاكية، وبلغهم نزول الفرنج البلانة ونهبها.
ولما دخل يغي سيان أنطاكية أخرج ولديه شمس الدولة ومحمداً، فسار أحدهما إلى دقاق وطغتكين يستنجدهما، وبث كتبه إلى جناح الدولة ووثاب بن محمود وبني كلاب، وسار محمد ابنه إلى التركمان وكربوقا وأمراء الشرق وملوكه، وسارت كتبه إلى جميع أمراء المسلمين وفي ثامن شهر رمضان، وصل من قبرس إلى ميناء اللاذقية اثنتان وعشرون قطعة في البحر، فهجموه وأخذوا منه جميع ما كان للتجارة ونهبوا اللاذقية، عادوا، ووصلت الفرنج إلى الشام، واعتبروا عسكرهم فكانوا ثلاثمائة آلف وعشرين ألف إنسان، لأنهم وصلوا من جهة الشمال.
وفي اليوم الثاني من شوال نزلت عساكر الفرنج على بغراس وأغاروا على أعمال أنطاكية، فعند ذلك عصى من كان في الحصون والمعاقل المجاوره لأنطاكية، وقتلوا عن كان بها، وهرب من هرب منها.
وفعل أهل أرتاح مثل ذلك واستدعوا المدد من الفرنج وهذا كله لقبح سيرة يغي سيان وظلمه في بلاده.
ونزل الفرنج على أنطاكية لليلتين بقيتا من شوال من سنة تسعين وأربعمائة.
وخرج في المحرم من سنة إحدى وتسعين وأربعمائة نحو ثلاثين ألفاً من الفرنج إلى أعمال المسلمين ببلد حلب، فأفسدوا ونهبوا وقتلوا من وجدوا. وكان قد وصل الملك دقاق وأتابك ومعهما جناح الدولة، ونزلوا أرض شيزر،