الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بارزان ثمانية عشر ألف رجل من الفقراء، وزن عنهم ثلاثين ألف دينار.
وتسلم القدس في يوم الجمعة السابع والعشرين، من شهر رجب، وأقيمت صلاة الجمعة فيه، في الجمعة التي تلي هذه، وهي رابع شعبان.
وخطب بالناس محيي الدين بن زكي الدين، وهو يومئذ قاضي حلب وأزيلت الصلبان من قبة الصخرة، ومحراب داود، وأزيل ما كان بالمسجد الأقصى من حوانيت الخمارين، وهدمت كنائسهم والمعابد، وبنيت المحاريب والمساجد. وأقام السلطان على القدس، ثم رحل عنه، في الخامس والعشرين من شعبان، فنرل على صور بعد أن قدم عليه ولده الملك الظاهر، من حلب في ثامن عشر شهر رمضان، قبل وصوله إليها.
وكان نروله على صور في ثاني عشرين من شهر رمضان، وضايقها، وقاتلها. واستدعى أسطول مصر، فكانت منه غزة في بعض الليالي، وظنوا أنه ليس في البحر من يخافونه، فما راعهم إلا ومراكب الفرنج من صور قد كبستهم، وأخذوا منهم جماعة، وقتلوا جماعة، فانكسر نشاط السلطان، ورحل عنها في ثاني ذي القعدة، وأعطى العساكر دستوراً، وساروا إلى بلادهم.
هونين وطرطوس وجبلة واللاذقية وصهيون
وأقام هو بعكا، إلى أن دخلت سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وكان من بهونين قد أرسلوا إلى السلطان، وهو بصور، فأمنهم، وسير من تسلمها. وسار السلطان، فنرل على حصن كوكب في أوائل المحرم من السنة. وكان قد جعل حولها جماعة يحفظونها من دخول قوة، فأخذ الفرنج عزتهم ليلاً، وكبسوهم
بعفربلا، وقتلوا مقدمهم سيف الدين أخا الجاولي. فسار السلطان، ونزل عليها بمن كان قد بقي من خواصه بعكا، وكان ولده الملك الظاهر قد عاد عنه إلى حلب، وعاد أخوه الملك العادل إلى مصر، فحصره، ثم رأى أنه حصن منيع، فرحل عنه وجعل عليه قايماز النجمي محاصراً.
وسار إلى دمشق، ثم سار من دمشق في النصف من ربيع الأول إلى حمص، فنرل على بحيرة قدس، ووصل إليه عماد الدين زنكي صاحب سنجار، وتلاحقت به العساكر، واجتمعت عنده، فنرل على تل قبالة حصن الأكراد، في مستهل ربيع الآخر، وسير إلى الملك الظاهر إلى حلب وإلى الملك المظفر، بأن يجتمعا وينرلا بتيزين قبالة إنطاكية لحفظ ذلك الجانب، فسارا حتى نرلا تيزين في شهر ربيع الآخر وتواصلت إليه العساكر في هذه المنزلة.
ثم رحل يوم الجمعة رابع جماى الأولى، على تعبئة لقاء العدو، ودخل إلى بلاد العدو، وأغار على صافيتا والعريمة وغير ذلك من ولاياتهم. ووصل إلى انطرسوس في سادس جمادى الأولى فوقف قبالتها، ونظر إليها، وسير من رد الميمنة، وأمرها بالنزول على جانب البحر، وأمر الميسرة بالنزول على البحر، من الجانب الآخر، ونزل في موضعه، وأحدقت العساكر بها من البحر إلى البحر، وزحف عليها، فما استتم نصب الخيم حتى صعد الناس السور، وأخذها بالسيف، وغنم العسكر جميع ما بها، وخرب سور البلد.
وسار إلى حلب، فوصل إليه ولده الملك الظاهر في أثناء الطريق، بالعساكر
التي كانت بتيزين. ووصل إلى جبلة في ثامن عشر يوم الجمعة، فما استتم نزول العسكر حتى تسلم البلد، سلمها إليه قاضيها وأهلها، وكانوا مسلمين تحت يد الفرنج، فعملوا عليها وسلموها وبقيت القلعة ممتنعة. وقاتل القلعة، فسلمت بالأمان يوم السبت تاسع عشر الشهر.
وسار عنها إلى اللاذقية، فنرل عليها يوم الخميس رابع عشري جمادى الأولى، ولها قلعتان، فقاتلها، وأخذ البلد، وغنموا منه غنيمة، وفرق الليل بين الناس. وأصبح المسلمون يوم السبت، واجتهدوا في قتال القلعتين، ونقبوا في السور مقدار ستين ذراعاً. فأيقن الفرنج بالعطب، فطلبوا الأمان، يوم الجمعة الخامس والعشرين من جمادى الأولى، وسلموها يوم السبت.
ورحل عن اللاذقية، يوم الأحد، فنرل على صهيون، ونزل عليها يوم الثلاثاء تاسع عشري جمادى الأولى، واستدار العسكر حولها، واشتد القتال عليها من جميع الجوانب، فضربها منجنيق ولده الملك الظاهر، حتى هدم قطعة من سورها تمكن الصاعد الصعود منها. وزحف عليها السلطان بكرة الجمعة، ثاني جمادى الآخرة، فما كان إلا ساعة حتى ارتقى المسلمون على أسوار الربض، فهجموه، فانضم أهله إلى القلعة، فاتلهم المسلمون فصاحوا الأمان. وسلموها على صلح القدس.
وأقام السلطان بها حتى تسلم عدة قلاع، كالغيد وقلعة الجماهريين وحصن بلاطنش. ثم رحل ونزل على بكاس، وهي قلعة حصينة، من أعمال حلب على جانب العاصي، ولها نثر يخرج من تحتها يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخرة على شاطىء العاصي.