الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخرج ملك أنطاكية إلى وادي بزاعا، فخرج سوار فردهم إلى بلد الشمال واجتمع سوار وجوسلين بين العسكرين فاتفق الصلح بينهما.
وفي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، فتح أتابك قلعة انيرون، وبعدها قلعة حيران ومما كان أيضاً بيد الفرنج جملين، والموزو وتل موزن، وغيرهما.
وخرج عسكر حلب فظفروا بفرقة كبيرة من التجار والأجناد وغيرهم خرجت من أنطاكية تريد بلاد الفرنج، ومعها مال كثير ودواب ومتاع، فأوقعوا بهم، وقتلوا جميع الخيالة من الفرنج الخارجين لحمايتهم، وأخذوا ما كان معهم، وعادوا إلى حلب، وذلك قي جمادى الأولى من السنة.
وفي يوم الأربعاء خامس وعشرين من ذي القعدة، وقعت خيل تركمان نهضت من بلد حلب، فأوقعت بخيل خارجة من باسوطا فقتلوهم، وأسروا صاحب باسوطا وجاؤوا به إلى حلب، فسلموه إلى سوار فقيده.
وعزل أتابك وزيره جلال الدين أبا الرضا بالموصل، واستوزر أبا الغنائم حبشي ابن محمد الحلي.
فتح الرها وسروج
وكان أتابك زنكي لا يزال يفكر في فتح الرها، ونفسه في كل حين تطالبه بذلك، إلى أن عرف أن جوسلين صاحبها قد خرج منها في معظم عسكره، في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، لأمر اقتضاه، فسارع أتابك إلى النزول عليها في عسكر عظيم وكاتب التركمان بالوصول إليه، فوصل خلق عظيم.
وأحاط المسلمون بها من كل الجهات، وحالوا بينها وبين من يدخل إليها بميرة أو غيرها، ونصب عليها المجانيق، وشرع الحلبيون فنقبوا عدة مواضع عرفوا أمرها إلى أن وصلوا تحت أساس أبراج السور، فعلقوه بالأخشاب، واستأذنوا أتابك في إطلاق النار فيه، فدخل إلى النقب نفسه وشاهده ثم أذن لهم، فألقوا النار فيه، فوقع السور في الحال.
وهجم المسلمون البلد، وملكوه بالسيف يوم السبت سادس عشر جمادى الآخرة، وشرعوا في النهب والقتل والأسر والسبي، حتى امتلأت أيديدهم من الغنائم. ثم أمر أتابك برفع السيف عن أهلها، ومنع السبي، ورده من أيدي المسلمين، وأوصى بأهلها خيراً، وشرع في عمارة ما انهدم منها وترميمه.
وكان جمال الدين أبو المعالي فضل الله بن ماهان رئيس حران هو الذي يحث أتابك في جميع الأوقات على أخذها، ويسهل عليه أمرها، فوجد على عضادة محرابها مكتوب:
أصبحت صفراً من بني الأصفر
…
أختال بالأعلام والمنبر
دان من المعروف حال به
…
ناء عن الفحشاء والمنكر
مطهر الرحب على أنني
…
لولا جمال الدين لم أطهر
فبلغ ذلك رئيس حران، فقال: انحوا جمال الدين، واكتبوا عماد الدين.
فبلغ ذلك زنكي، فقال: صدق الشاعر لولاك ما طمعنا فيها. وأمر عماله بتخفيف الوطأة عليهم في الخراج، وأن يأخذوه على قدر مغلاتها.
ثم رحل إلى سروج ففتحها، وهرب الفرنج منها، ثم رحل فنزل على البيرة، في هذه السنة فحاصرها في هذه السنة.
وجاءه الخبر من الموصل أن نصير الدين جقر نائبه بالموصل قتل، فخاف