الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسار داود بن سكمان، فأخذ حصن بالو وأطلق حسان بن كمشتكين فعاد إلى منبج.
فأما تمرتاش فإنه لما ملك حلب ألهاه الصبا واللعب عن التشمير والجد والنظر في أمور الملك، ففسدت الأحوال، وضعف أمر المسلمين بذلك،
واستوزر أبا محمد بن الموصول، ثم عزله وصادره في رجب من سنة ثماني عشرة واستوزر أبا الرجاء بن السرطان، وولى الرئاسة بحلب فضائل بن صاعد بن بديع.
وسير إلى حران فحمل منها سلطان شاه بن رضوان، وكان بلك أسكنه بها فاعتقله في دار بقلعة ماردين وكان فيها طاقة فتدلى منها بحبل وهرب إلى دارا، ثم رحل منها إلى حصن كيفا إلى داود بن سكمان.
وفي العشر الأواخر من ربيع الأول سار نائب جوسلين من الرها وأغار على ناحية شبختان ونهبها فسار إليه نائب تمرتاش عمر الخاص وكان نائبه وربيب أبيه إيلغازي وركب خلفه في ثلاثمائة فارس فلحقه على مرج اكساس، فقاتله وهزمه وقتله، وقتل أكثر من كان معه من الفرنج، وعاد غانماً، وأنفذ رؤوسهم وما غنمه إلى تمرتاش إلى حلب.
وولاه تمرتاش شحنكية حلب وهو المدفون في القبة التي مقابل باب مشهد إبراهيم عليه السلام واسمه مكتوب على جهاتها الأربع.
وولى قلعة حلب رجلاً يقال له عبد الكريم.
اطلاق سراح بغدوين
وفي غزة جمادى الأولى من هذه السنة استقر الأمر بين الملك بغدوين صاحب أنطاكية وكان في سجن بلك بحلب وبين تمرتاش بن إيلغازي على تسليم الأثارب
وزردنا والجزر وكفر طاب وعلى تسليم عزار وثمانين ألف دينار وقدم منها عشرين ألف دينار.
وحلف على ذلك وعلى أن يخرج دبيس بن صدقة من الناس، وكان قد وصل دبيس منهزماً من المسترشد بعد أن كسره المسترشد، وقتل خلقاً من عسكره فترك بلاده، وحمل ما قدر عليه من العين والعروض على ظهور المطايا ووفد على ابن سالم بن مالك بن بدران إلى قلعة دوسر، واستجار به فأجاره، وغاضب المسترشد والسلطان محموداً في أمره.
وكاتب دبيس قوماً من أهل حلب، وأنفذ لهم جملة دنانير، وسامهم تسليمها إليه، وكشف ذلك رئيسها فضائل بن صاعد بن بديع، فأطلع على ذلك تمرتالش بن إيلغازي، فأخذهم وعذبهم وشنق بعضهبم، وصادر بعضاً، وأحرق بعضاً.
وكان المتوسط حديث بغدوين مع تمرتاش الأمير أبو العساكر سلطان بن منقذ، وسير أولاده وأولاد إخوته رهناً عن بغدوين إلى حلب.
وفكت قيود بغدوين وأحضر إلى مجلس تمرتاش، وتواكلا وتشاربا وخلع عليه قباء ملكياً وقلنسوة ذهب وخفافاً وراناً، وأعيد عليه الحصان الذي كان أخذه منه بلك يوم أسره، فركبه، وسار إلى شيزر يوم الأربعاء رابع جمادى، فبقي عند أبي العساكر حتى أحضر جماعة رهناً على الوفاء بما شرطه لتمرتاش وهم: ابنته، وابن جوسلين، وغيرهما من أولاد الفرنج، وعدتهم اثنا عشر نفراً. وحمل العشرين ألف دينار التي عجلها.
وقبض صاحب شيزر الرهائن، وأطلق بغدوين من سجن شيزر، في يوم الجمعة سابع عشر شهر رجب، فخرج لعنه الله وغدر بتمرتاش وأنفذ إليه يقول: البطريرك الذي لا يمكن خلافه سألني عما بذلت، وما الذي استقر، فحين سمع حديث عزاز وتسليم حصنها مني أبى، وأمرني بالدفع عنها وقال إن خطيئتك تلزمني، ولا أقدر على خلافه. فترددت الرسل بينهما فلم يستقر على قاعدة.
وخالط دبيس جوسلين وبغدوين، وصافاهم وصافوه بوساطة الأمير مالك بن سالم صاحب قلعة جعبر، واتفق دبيس والفرنج على قواعد تعاهدوا عليها منها أن