الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الحادي والعشرون
حلب وبقية الأرتقيين
أولاً سليمان بن عبد الجبار بن أرتق
وملك ابنه سليمان ميافارقين، وابنه تمرتاش ماردين، وابن أخيه بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار بن أرتق حلب. ولما سمع صاحب أنطاكية بوفاته حشد عسكره وجماعة من الأرمن، ونزل وادي بزاعا، وعاث فيه وأفسد ما قدر عليه، وحمل إليه أهل الباب من الوادي مالاً وخدموه.
فرحل إلى بالس وقاتلها بالمنجنيقات، وقرروا على بالس مع ابن مالك مالاً يحمل إليه، فأسرف في الطلب وكان ببالس جماعة من التركمان ومن خيل حلب، فخرج أهلها والخيل التي عندهم واقتتلوا، فقتل من الفرنج جماعة من المقدمين، وظفر المسلمون أحسن ظفر.
فرحل بغدوين إلى الوادي وقد وصل سليمان بن إيلغازي فحصر البيرة، وتسلم حصنها على أن يؤمن أهلها على أنفسهم، فأخذهم وسار بهم إلى أنطاكية، وتتابعت غارات الفرنج حول حلب إلى آخر سنة ست عشرة وخمسمائة.
وولى بدر الدولة سليمان الوزارة بحلب أبا بالرجاء سعد الله بن هبة الله بن السرطان، في صفر، بعد ما قبض عليه إيلغازي كما تقدم ذكره.
وجدد بدر الدولة المدرسة التي بالزجاجين بحلب، المعروفة ببني
العجمي، بإشارة أبي طالب بن العجمي. وذكر لي أنه عزم على أن يقفها على الفرق الأربع، ونقل آلتها من كنيسة داثرة كانت بالطحانين بحلب.
وفي العاشر من شهر صفر من سنة سبع عشرة وخمسمائة، استقر الصلح بين بدر الدولة صاحب حلب وبين بغدوين صاحب أنطاكية، على أن يسلم بدر الدولة
إليه قلعة الأثارب فتسلموها، وصارت لصاحبها أولاً سيرألان دمسخين، وبقيت في يده إلى أن مات، وكانت في يد الحاجب جبريل بن برق، فعوضه بدر الدولة عنها شحنكية حلب.
وفي يوم الأربعاء تاسع عشر صفر، سار بغدوين صاحب أنطاكية ليقاتل نور الدولة بلك بن بهرام بن أرتق، وكان محاصراً قلعة كركر، فالتقيا على موضع اسمه اورش بالقرب من قنطرة سنجة، فكسره نور الدولة بلك، وأسره، وقتل معظم عسكره ومقدميه ونهب خيمه، وفتح الكركر بعد جمعه، وكان في دون عدة الفرنج. وجعل بغدوين في خرتبرت مع جوسلين وقلران.
ثتم إن نور الدولة بلك عبر الفرات ونزل على حلب وضايقها، ونزل
من قبلها، ثم انتقل إلى بانقوسا، وأقام أياماً، ورحل إلى أرض التيرب، وجبرين، وأمر بحرق الغلة وأخذ الدواب.
ومضى قطعة من عسكره إلى حدادين، فأخذ أحدهما عنزاً، فرماه بعض فلاحي الضيعة بسهم فقتله فحصرت مغارتها وأخذت بعد أن امتنع أهلها من التسليم، فدخنوا على المغارة فاختنق بها مائة وخمسون.
وخنق في مغارة تل عبود وتعجين جماعة وسبوا نساء عفر تنور وأولادها